المراجعات/المراجعة 1
6 ذي القعدة سنة 1329
- تحية المناظر
- استئذانه في المناظرة
سلام على الشريف العلّامة الشيخ عبدالحسين شرف الدين الموسوي ورحمة الله وبركاته.
إنّي لم أتعرّف فيما مضى من أيّامي على دخائل الشيعة، ولم أبلُ أخلاقهم، إذ لم أجالس آحادهم، ولم أستبطن سوادهم. وكنتُ متلعلعاً إلى محاضرة أعلامهم، حرّان الجوانح إلى تخلّل عوامهم، بحثاً عن آرائهم، وتنقيباً عن أهوائهم، فلمّا قدّر الله وقوفي على ساحل عيلمك المحيط، وأرشفتني ثغر كأسك المعين، شفى الله بسائغ فراتك أوامي، ونضح عطشي، وألية بمدينة علم الله جدّك المصطفى وبابها أبيك المرتضى إنّي لم أذق شربة أنقع لغليل، ولا أنجح لعليل، من سلسال منهلك السلسبيل، وكنت أسمع أنّ من رأيكم معشر الشيعة مجانبة إخوانكم أهل السنّة وانقباضكم عنهم، وأنّكم تأنسون بالوحشة وتخلدون إلى العزلة، وأنّكم وأنّكم، لكنّي رأيت منك شخصاً رقيق المنافثة، دقيق المباحثة، شهيّ المجاملة، قويّ المجادلة، لطيف المفاكهة، شريف المعاركة، مشكور الملابسة، مبرور المنافسة، فإذا الشيعي ريحانة الجليس، ومنية كلّ أديب.
وإنّي لواقف على ساحل بحرك اللجيّ، استأذنك في خوض عبابه والغوص على درره، فإن أذنت غصنا على دقائق وغوامض تحوك في صدري منذ أمد بعيد، وإلّا فالأمر إليك وما أنا فيما أرفعه بباحث عن عثرة، أو متتبّع عورة، ولا بمفنّد أو مندّد، وإنّما أنا نشّاد ضالة، وبحّاث عن حقيقة، فإن تبيّن الحق، فإنّ الحق أحق أن يُتّبع، وإلّا فإنّا كما قال القائل:
نحن بما عندنا وأنت بما عنـ * ـدك راضٍ والرأي مختلف
وسأقتصر - إن أذنت - في مراجعتي إيّاك على مبحثين، أحدهما في إمامّة المذهب أصولاً وفروعاً، وثانيهما في الإمامّة العامة، وهي الخلافة عن رسول الله .
وسيكون توقيعي في أسفل مراجعاتي كلها (س) فليكن توقيعك (ش)،1 وأسلفك رجاء العفو عن كل هفو والسلام.
هامش
- ↑ بسم الله الرحمن الرحيم. لم يكتف بالاستئذان حتّى بيّن فيه الموضوع الذي ستدور عليه رحى البحث بيننا، وهذا من كماله وآدابه في المناظرة. ولا يخفى لطف الرمزين (س) و(ش) ومناسبتهما، فإنّ السين إشارة إلى اسمه سليم وكونه سنّيَّاً، والشين اشارة إلى لقبي شرف الدين وكوني شيعيّاً.