المحبرة في التاريخ/الفصل الخامس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​المحبرة في التاريخ​ المؤلف علي بن الجهم
ملاحظات: الفصل الخامس


وَاِسمَع حَديثَ عَمِّنا إِسحاقا
فَإِنَّني أَسوقُهُ أَنساقا
جاءَ عَلى فَوتٍ مِن الشَبابِ
وَمِئَةٍ مَرَّت مِن الأَحقابِ
فَأَيَّدَ اللَهُ بِهِ الخَليلا
وَعَضَدَ الصادِقَ إِسماعيلا
وَعَجِبَت سارَةُ لمّا بُشِّرَت
بِهِ فَصَكَّت وَجهَها وَذُعِرَت
قالَت وَأَنّى تَلِدُ العَجوزُ
قيلَ إِذا قَدَّرَهُ العَزيزُ
وَقيلَ مِن وَرائِهِ يَعقوبُ
مَقالَةٌ لَيسَ لَها تَكذيبُ
فَتَمَّ وَعدُ اللَهِ جَلَّ ذِكرُهُ
وَغَلَبَ الأَمرَ جَميعاً أَمرُهُ
فَكانَ مِن قِصَّةِ يَعقوبَ النَبِي
ما لَيسَ يَخفى ذِكرُهُ في الكُتُبِ
قَد أَفرَدَ اللَهُ بِذاكَ سورَهْ
مَعروفَةً بِيوسِفٍ مَشهورَهْ
وَماتَ يَعقوبُ بِأَرضِ مِصرِ
مِن بَعدِ تِسعٍ كَمُلَت وَعَشرِ
وَإِنِّما طالَعَ مِصرَ زائِرا
لِيوسِفٍ ثُمَّ ثَوى مُجاوِرا
حَتّى إِذا أَيقَنَ بِالحِمامِ
أَوصى بِأَن يُقبَرَ بِالشآمِ
فَحَمَلَ التابوتَ حَتّى قَبَرَهْ
يوسُفُ بِالشامِ عَلى ما أَمَرَهْ
ثُمَّ أَتى مِصرَ فَعاشَ حِقَبا
حَتّى قَضى مِن الحَياةِ أَرَبا
وَكانَ مِن أُسرَتِهِ سَبعونا
أَتوهُ مَع يَعقوبَ زائِرينا
وَكانَ فِرعَونُ يَليهِم قَسرا
فَسامَهُم سوءَ العَذابِ دَهرا
فَبَعَثَ اللَهُ إِلَيهِم موسى
مِن بَعدِ ما قَدَّسَهُ تَقديسا
فَخَلَّصَ القَومَ مِن العَذابِ
وَهُم عَلى ما قيلَ في الحِسابِ
سِوى الذَراري وَالرِجالِ العُجفِ
مِن الرِجالِ سِتَّ مِيةِ أَلفِ
وَنَقَلَ التابوتَ ذو العَهدِ الوَفي
موسى وَفي التابوتِ جِسمُ يوسُفِ
لَم يَثنِهِ عَن ذاكَ بُعدُ العَهدِ
وَلا الَّذي مَرَّ بِهِ مِن جُهدِ
وَبَينَهُم إِحدى وَخَمسونَ سَنَه
وَمِئَةٍ كامِلَةٍ مُمتَحَنَه
وَمَكَثوا في التيهِ أَربَعينا
وَلَم يَعيشوا مِثلَها سِنينا
وَماتَ هارونُ بنُ عِمرانَ النَبِي
مِن قَبلِ موسى في مَنامٍ طَيِّبِ
وَقيلَ ما أُخِّرَ عَن أَخيهِ
إِلّا لِأَمرٍ قَد قُضِي في التيهِ
ثُمَّ تَنَبّا يوشَعُ بنُ نونِ
مِن قَبلِ موسى في مَنامٍ طَيِّبِ
فَخاضَ بَحرَ أُردُنَ العَميقا
وَجَعَلَ البَحرَ لَهُ طَريقا
وَحَرَقَت مَن خانَ في أَريحا
وَفَتَحَ اللهُ بهِ الفُتوحا
وَقالَ لِلشَمسِ قِفي فَوَقَفَت
وَرَدَّها مِن قَصدِها فَاِنصَرَفَت
وَذَلَّلَ المُلوكَ حَتّى ذَلَّتِ
وَقُلِّلَت في عَينِهِ فَقَلَّتِ
وَأَسكَنَ الشامَ بَني اِسرائيلِ
وَعداً مِن الرَحمنِ في التَنزيلِ
ثُمَّ تَنَبّا وَقَفاهُ كَالِبُ
وَقالَ لِلأَسباطِ إِنّي ذاهِبُ
وَخَلَّفَ الحَليمَ حَزقائيلا
ابنَ العَجوزِ بَعدَهُ بَديلا
وَكَثُرَت مِن بَعدِهِ الأَحزابُ
وَنَصَبوا بَعلَهُمُ وَعابوا
فَقالَ إِلياسُ بنُ ياسينَ لَهُم
وَهُوَ نَبِيٌّ مُرسَلٌ مِن رَبِّهِم
أَنِ اِعبُدوا اللَهَ وَأَلقوا بَعلا
فَاِستَكبَروا وَأَوعَدوهُ القَتلا
فَلَم يَزَل مُستَخفِياً سَيّاحا
حَتّى دُعِي بِالمَوتِ فَاِستَراحا
وَقيلَ في التَوراةِ إِنَّ فَرَسا
أَتاهُ في صَباحِهِ أَو في مسا
حَتّى إِذا رَكِبَهُ إِلياسُ
غابَ فَلَم يَظهَر عَلَيهِ الناسُ