الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود

​الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود​ المؤلف ابن مشرف


الليل غشا الدنيا أم الأفق مسود
أم الفتنة الظلماء قد أقبلت تعدو
أم السرج النجدية الزهر أطفئت
فأظلمت الآفاق إذ أظلمت نجد
نعم كورت شمس الهدى وبدا الردى
وضعضع ركن للهدى فهو منهد
لدن بالسمحاء خطب فأوحشت
مساكنها وازور عيش بها رغد
تفرق اهلوها وسل على الهدى
سيوف على هامات أنصاره تشدو
وفل حسام الدين بل ثل عرشه
لدن غاب من آفاقه الطالع السعد
بأيدي غواة مفسدين لقد عثوا
وجاسوا خلال الدار وانتثر العقد
قضاء من الرحمن جار بحكمه
ولله من قبل الأمور ومن بعد
فآه لها من وقعة طار ذكرها
وكادت تميد الراسيات وتنهد
وفاضت دموع كالعقيق لما جرى
وكادت لعظم الخطب تنصدع الكبد
وقد اقذع البصري في ذم شيخنا
وأنصاره تبا لما قاله الوغد
أيهجو إماما هاديا أرشد الورى
إلى منهج التوحيد فاتضح الرشد
وبصرهم نهج المحبة فاهتدوا
وآبو إلى السلام من بعد أن صدوا
سقى روحه الرحمن وابل رحمة
وعم هتون العفو من ضمه اللحد
وأبناؤه العز الكرام قد اقتفوا
محجته المثلى وفي نصرها جدوا
فكانوا إلى التوحيد يدعون دأبهم
فكم قد أفادوا من يروح ومن يغدو
وكم سنة أحيوا وكم بدعة نفوا
وكم شبهة جلوا وأبوابها سدوا
وكم فتنة جلت فجلوا ظلامها
بنور الهدى حتى استبان لنا الرشد
ومهما ذكرت الحي من آل مقرن
تهلل وجه الفخر وابتسم المجد
هموا نصروا الإسلام بالبيض والقنا
فهم للعدى حتف وهم للهدى جند
غطارفة ما إن ينال فخارهم
ومعشر صدق فيهم الجد والحد
وهم أبحر في الجود أن ذكر الندى
وإن أشعلت نار الوغى فهم الأسد
فكم مسجد قد أسسوه على التقى
وكم مشهد للشرك بنيانه هدوا
بهم أمن الله البلاد وأهلها
فهم دون ما يخشونه الردم والسد
فلما مضت تلك العصابة لم يقم
بعد لهم من ضمة الشام والسند
ولكن فشا فيها الزنى وبدا الخنا
فلم تنكر الفحشا ولم يقم الحد
فكم فتنة عمت وكم طل من ندم
حرام وكم ضلت عصائب وارتدوا
وكم قطع السبل البوادي وأفسدوا
فصاروا بها مثل الذئاب التي تعدوا
فإن كان هذا عنده الدين والهدى
فقد فتحت للدين أعينه الرمد
فشكرا بني الإسلام قدر ربنا
لكم كرة من بعد أن بئس اللد
وأقسم قوم أنها دولة مضت
وليس لما قد فات عود ولا رد
وقلنا لهم نصر الإله لحزبه
به جاء في القرآن والسنة الوعد
فعادت كما كانت بفضل ورحمة
من الله مولانا له الشكر والحمد
فهذا إمام المسلمين مؤيدا
له النصر والإقبال والحل والعقد
علينا دعاء الله سرا وجهرة
له وله منا النصيحة والود
وصل إله العالمين مسلما
على المصطفى ما حن في سحبها الرعد
كذا إله العز الكرام وصحبه
ومن لم يزل يقفو طريقتهم بعد