العميان
المظهر
العميان
كم خفضنا الجناح للجاهلينا
و عذرناهم فما عذرونا
إنّما نحن معشر الشعراء
يتجلّى سرّ النبوّة فينا
ذكّروهم، فربّ خير كبير
فعلته الهداة بالتّذكير
فبنو النّور يعبدون النورا
و بنو الطين يعبدون الطينا
قيل عنّا قصورنا من هباء
تتلاشى في ضحوة و مساء
لوسكنتم قصورنا بعض ساعة
لنسيم شهوركم و السنينا
لو دخلتم هياكل الإلهام
و سرحتم في عالم الأحلام
و عرفتم كما عرفنا الله
لخررتم أمامنا ساجدينا
قد سقتنا الحياة كاسا دهاقا
حسنت نكهة، و طابت مذاقا
فتركناهم حيارى سكارى
يتمنّون أنّهم لا يعونا
همّكم في الكؤوس و الأكواب
آه لو كان همّكم في الشّراب
و شعرتم بلذّة أو عذاب
هذه الخمر ليتكم تشربونا
أتقولون إنّه مجنون!
أتقولون أنّه مفتون!
كم مليك، كم قائد، كم وزير
ودّ لو كان شاعرا مسكينا؟
عاش " ملتن " فلم يكن مذكورا
و هوميروس " كالشّيخ " كان ضريرا
أرأيتم كما رأى العميان؟
أفلستم بنورهم تهتدونا؟