العقل في الوابور حار
المظهر
العقلُ في الوابور حَارْ
العقلُ في الوابور حَارْ
نبغي الجوابَ فلا يحيرْ
فإذا أردتَ الاختبار
علماً به فاسألْ خبيرْ
فُلكٌ بأرْج اللجِّ دار
ومن الحضيض له مدير
يَجري على عَجل كبار
في رسم شكلٍ مستدير
هو من عطارد لا يغار
فكأنه الفلك الأسير
قد أورث الشمسَ اصفرار
لما عَلا منه الصفير
قمرٌ منازلُه البحار
نجمُ السِّماك له سمير
في كفهِّ الجوْزا سِوار
بهرَ الثريا إذْ تُشير
والمشترى حَاز اليَسار
فغدا بزهزته أسير
ملكٌ له الوحْيُ ائْتمار
أبداً بأجنحةٍ تَطير
وبُراقٌ أسْرى في القِفار
يطوِي الفيافي إذ يسير
ملكٌ على الأنهار سار
وعلى البحار له سَرير
بالعز أكسَبها الصّغار
مع أنه جَرْمٌ صغير
قد نال من كسرى اعتبار
لبخارِ عنبره عَبير
خاقانُ هندٍ خوفِ عار
ما هاله لهبُ السعير
برْكانُ نارٍ حيث ثار
فوراً وصار له هَدير
أو سائحٌ يهوَى السفار
لمصالح الدنيا سَفير
أو عاشقٌ سُلب القرار
أو يَحسدُ الطرف القرير
في الحبِّ قد خَلع العِذار
ودموع مُقلته غدير
صَبٌ وفي الأحشاء نار
شوقاً إلى القمر المنير
أو شاطرٌ طَلب الفرار
للأمن من أمرٍ خطير
أو بازُ صيدٍ قد أغار
مُغرىً على الظبي الغرير
أو ظبيُ قاعٍ ذو نِفار
يعدو إذا عمّ النفير
البرقُ سرعتَهُ استعار
والوُرق منه تستعير
ويرى الرياح بالاحتقار
فهبوبُها معه حَقير
طرفٌ تسايره الدرار
ليلاً فتخجل في المسير
لليل يَطوِي والنهار
وبه ازدهى الزمنُ الأخير
ما الفعل ينسبُ للنجار
بل صُنع خلاّقٍ قدير
بقنال مصرَ له منار
يسمو بأنفاسِ الأمير
وبصيتِ إسماعيل طار
في الكون بالجود المطير
وبعدله لمَّا أنار
في الأفق كالعلم الشهير
هذا عزيزٌ ذو وَقار
ولمظهر العَليا ظهير
وطويلُ باعٍ في العَمار
يمتاز بالعمل الكثير
للعدل قد شد الإزار
توفيقُه نعمَ الوزير
عشْ يا عزيزُ أخا انتصار
ولمصر دُمْ أقوى نصير
بالمجد كم شدتَ الجدار
ولأنتَ بالعليا جدير
كاثْر فكأسُ الأنسِ دار
ربَّ الخورْنقِ والسَّديرْ