الزم جفاءك لي ولو فيه الضنا
المظهر
الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
الزَم جفاءك لي ولو فيه الضَّنا
وارفع حديثَ البين عَمّا بيننا
فسمومُ هجرِكَ في هواجرِه والأذى
ونسيمُ وَصلِكَ في أصائِله المُنى
ليسَ التلوُن من امارات الرضا
لكن إذا مَلَّ الحبيبُ تَلَوَّنا
تُبدي الاسادة في التيقُّظِ عامداً
وأراك تُحسِنُ في الكرى أن تُحسِنا
ما لي إذا استعطفتُ رأيك رمتَ لي
عيباً جديداً من هناك ومن هنا
مُثنِ عليك وما استفاد رغيبةً
عجبٌ ومعتذرٌ اليك وماجنا
ما جرَّ هذا الخطب غير تَغَرُّبي
ومن التغرُّب ما أذلّ وأهونا
أزكى بقاع الأرض وهي فسيحةٌ
ما كان سِربُ العيش فيها آمنا
والرزقُ أنواعٌ فما صادفتَهُ
أخَلى من التبعات أحلَى مُجتَنى
والدهرُ لا يفشي غوامضَ سِرِّهِ
إِلاّ الى ذي الفقر من بعد الغنى
أدمِن مُصاحبةَ الرجال فلم يخب
سعي امرىءٍ صحب الرجال فأِّدمَنا
لا تغرّر بالمانعين قلوبَهم
إن سالموا والمانحين الألسنا
الحرُّ أدنى ما يكون اذا نأى
والوغد أنأى ما يكون أذا دنا
وإذا الأماني لم تنلها مُعرِقاً
فاثن العنان وسر تَنَلها مُعمِنا
أوصالَ سلطانُ الحوادث فارمِهِ
بمؤيد السلطان حتى يذعنا
مَلِكٌ مُنى فلك السماء لو انّهن
بجلاله بدل الكواكب زُيِّنا
ألِفَ العُلوَّ فكاد يأبى حُلّةً
إِلا السناء وحِلّة الاّ السَّنا
سائلتُ بعد اللائذين بظلِّه
عَنهُ فقال لي المقال البيِّنا
كم ترسلون اعنَّة الهجرانِ
فقدُ الحياة وَفقدكُم سيّانِ
فصلوا جناحي بالوصال فَمُنكَرٌ
إِخلالُ أهلِ الفضلِ بالخلاّن
انّي أغارُ عليكم أن تسلكوا
في الودِّ غيرَ طرائق الفتيانِ
وأخافُ مُرَّ عِتابكم ما لم أَخَف
تحت العجاج عواليَ المُرَّانِ
لم أجن فاستعطفتكم لكنَّ بي
شوقاً الى استعطافكم الجاني
وهبوني الجاني ألَستُ شقيقكم
هلاّ غفرتم للشقيق الجاني
غَطُّوا بأذيال التجاوز منكم
صفحات جانٍ للندامة جاني
ولربّما كرهَ العقوبةَ حازمٌ
كيما يفوز بلذَّةِ الغُفران
ما كان أيمن طائري بلقاكُم
ايام عودي أنضر العيدان
لولا الفراق لما فرقت ولو هوى
نجم الهوى أمن الجنون جناني
ببعادكم أبغضت دار كرامتي
وبقربكم أحببتُ دارَ هواني
فاستأنفوا بتعهدي احسانكم
انَّ التعهُّدَ صيقلُ الاحسانِ
وتبيّنوا انّي بليتُ بمعشرٍ
طلبُ التملّس منهم ايلاني كذا
حتى أعود من المسرَّة ناسياً
أن كنت يوماً من بني الأحزان
ويعود بعد اليأس فكري طامعاً
في كُلِّ بكرٍ للمنى وعَوانِ
ويشوقني بعد السلوّ عن الصّبا
حَدَقُ المها وسوالفُ الغزلان
للهِ درُّ المكرميّين الأُلى
خَرَّ الكرامُ لهم على الأذقانِ
الناصحين الملك علماً منهمُ
ان النصيحة حليةُ الإيمان
والسالكين بحُبِّ آل محّمدٍ
سُبُلَ الهدى في السرِّ والاعلان
فمديحهم سَبَبٌ إلى نيل العُلا
وولائهم من الحدثانِ