الرد على الكتاب الأسود/قيمة الكتاب الأسود الأدبية

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


قيمة الكتاب الأسود الأدبية

وبعد فلي كلمة أقولها على أسلوب مكرم باشا الذي ظل يتي فيه السجع في العصر الحالي عصر السرعة والطيران حتى كان ذلك . السجع يخرجه احيانا عن المعنى المطلوب كما يخرجه احيانا عن الادب في حضرة مليكه الذي وجـه اليه الخطاب .اما عن المسألة الاولى فقد قال في صفحة 83 عن مسألة المفقسة التي اشترتها حرم رفعة النحاس باشا من آل عدس بسعر الفدان ۱۲۰جنيها فقط مع أنه كان يساوى في ذلك الوقت ٢٦٠ جنيها على أقل تقدير وأراد أن يقول في كلامه أن آل عدس رضوا بذلك الغين نظير شيء آخر كافأهم به رفعة النحاس باشا داخل سلطته الحكومية فقال (كيف ارتضي آل عدس وهم التجار الحاسبون هذه الصفقة الكاسدة فا ربحت تجارتهم وما كانوا يكسبون ) فاضطره السجع أن يقول ( فما ربحت تجارتهم وما كانوا يكسبون ) مع أنه أراد ان يظهر لنا أنهم ربحوا الشيء الكثير في الخفاء و بهذا السجع خرج عما أراد من المعنى .اما النوع الآخر فقوله في صفحة49( وهكذا دواليك فان الحلقة مفرغة مادامت الاموال تتوالي سابنة مسبغة ) فكاهة دواليك ينفر منها الذوق في مخاطبة مليك البلاد والجملة كلها كلام مطول لا يجوز أن يكون في عريضة مقدمة لمليك البلاد. كما يقول في صفحة ٢١ عن مخزن الشوربجي ( بل وجدوه قاعا صفصينا كما وجدوابخرن القاهرة أيضا أفرغ من فؤاد أم موسي ). كملات مبتذلة مجتها الاستماع لا تقال في عريضة تقدم لحضرة صاحب الجلالة الملك لأنه ليس لدي جلالته من الوقت ما يقرأ فيه تلك السخانات وقد كان في استطاعة الكاتب أن يقول( فوجدوا المخزنين خاليين)) فيريح الناس من الثرثرة ويريح نفسه من الكتابة التي لاقيمة لها كما قال في موضوع آخر ( وكان ما كان جريا على المخطط المأثورة عن سالف العصر والأوان ) وكما يقول في موضوع آخر على قاعدة ( شيلني واشيلك ) الخطاط في التعمير ما كان لوزير أن ينزل اليه وثرثرة لايجوز أن تكون في كلام يقدم لمليك البلاد ولو أن مكرم باشا كان ينخطلب قصمانه الزرق لعذرناه في ذلك وقلنا إنه انها ينخاطب الناس على قدر عقولهم . أما وهو يكتب لمليك البلاد وزعماء الامة فلا عذر له في ذلك الانحطاط . وقد ملأ الكتاب بعد ذلك تألما و تأسفا على فسخته وأمة نفسها يدل على أنه كرفعة النحاس باما سواء بسواء فهو يئن ويشكو . كيف استبد به رفعة النحاس باشا فلم يسمح بذكر اسمه في الصحف وهو وزير بعد أن دب بينهما الخلاف لا في العامود الذي يذكر فيه رئيس الوزراء ولافي العامود الذي بعده وانه ای رفعة النحاس باشا منع نشر برقيتين ارسلتا الى مكرم باشا احداهما من حضرة صاحب السمو الامير عمر باشا طوسون والأخرى من صاحب الفضيلة ابى . الوفاء الشرقاوي وقد تضمنت البرقيتان التنويه مجهود(هذا الضعيف) على حد تعبير مكرم باشا . ثم عاد وقال كيف أن رفعة النحاس باشا نشر صورة المستر تشرشل المهداه اليه في الصحف ولم يسمح ذكر شيء عن زميلتها التي ارسلت لحضرة صاحب الدولة حسين مسری باعدا من نفس المستر تشرشل وبنفس الكلام وأنا اؤكد درم باشا أن دولة حسين سري باشا ذلك الرجل الذي ما في اسرة رفيعة العماد تعلم منها على الاقل آداب المجاملات لا يقبل مطلقا أن تنشر تلك الصورة أو تذكر في الصحف . وان دولة سري باشا اذا كان قد ذكرها أمام مكرم باشا فلا أظنه قد فعل ذلك إلا علي سبيل الانتقاد علي تصرفات رفعة النحاس باشا كما أخذ يشرح لنا كيف هدد هو الإنجليز بالاستقالة ابرضوا بأن يقرضوا الحكومة المصرية القمح وان رفعة النحاس باشا ادعي الفخر لنفسه ولا أدري ما الذي يهم الناس من قراءة هذا والحكومة متضامنة فيما تفعله كما أننا لا ندري كيف اضطر هو الانجليز الي اقراضنا القمح وعلى أي جيش وعلي أي سلاح أعتمد هو في تهديده وهم انها يعملون بارادتهم ففضل الاقراض عائد عليهم ولو شاءوا لرفضوه ، فكلام كهذا لافائدة من ذكره وليس فيه الا الفخفخة والافتخار الكاذب وما كان لمثل هذا الافتخار أن يقدم في عريضة لمليك البلاد .

وفى نظرى أن ذلك الكتاب فيه كثير من التطويل الممل والاعادة التي يسأمها الإنسان حتى انى لا اتغالي اذا شبهته بأناء كبير ملىء ثريدا ثم قطع فيه نصف رطل من اللحم قطعا صغيرة لا تكاد ترى من الثريد وقدم للناس ليأكلوا منه اللحم لا التريد فلم يستطيعوا الوصول الي ما يريدون الا بشق الأنفس . فنحن في ذلك الكتاب نكد وتعمل لتصل الى شيء صغير طالع من أجله صفحات وصفحات ولو وضع هذا الكتاب اديب بارع لما تعدى في كتابه60 صفحة على اكثر تقدير وكان يكون لكلامه اذ ذاك وقع في اتهام النحاس باشا لأنه يسهل على القارىء مهمته في حصر ذلك الاتهام

نبوية موسى