البداية والنهاية/الجزء الحادي عشر/ثم دخلت سنة ست عشرة وثلاثمائة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



ثم دخلت سنة ست عشرة وثلاثمائة


فيها عاث أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي في الأرض فسادا، حاصر الرحبة فدخلها قهرا وقتل من أهلها خلقا، وطلب منه أهل قرقيسيا الأمان فأمنهم، وبعث سراياه إلى ما حولها من الأعراب فقتل منهم خلقا، حتى صار الناس إذا سمعوا بذكره يهربون من سماع اسمه، وقدر على الأعراب إمارة يحملونها إلى هجر في كل سنة، عن كل رأس ديناران.

وعاث في نواحي الموصل فسادا، وفي سنجار ونواحيها، وخرب تلك الديار وقتل وسلب ونهب.

فقصده مؤنس الخادم فلم يتواجها بل رجع إلى بلده هجر فابتنى بها دارا سماها دار الهجرة، ودعا إلى المهدي الذي ببلاد المغرب بمدينة المهدية.

وتفاقم أمره وكثرت أتباعه فصاروا يكبسون القرية من أرض السواد، فيقتلون أهلها وينهبون أموالها، ورام في نفسه دخول الكوفة وأخذها فلم يطق ذلك.

ولما رأى الوزير علي ابن عيسى ما يفعله هذا القرمطي في بلاد الإسلام، وليس له دافع استعفى من الوزارة لضعف الخليفة وجيشه عنه، وعزل نفسه منها، فسعى فيها علي بن مقلة الكاتب المشهور، فوليها بسفارة نصر الحاجب والي عبد الله البريدي - بالباء الموحدة - من البريد، ويقال: اليزيدي، لخدمة جده يزيد بن منصور الجهيري.

ثم جهز الخليفة جيشا كثيفا مع مؤنس الخادم، فاقتتلوا مع القرامطة فقتلوا من القرامطة خلقا كثيرا، وأسروا منهم طائفة كثيرة من أشرافهم، ودخل بهم مؤنس الخادم بغداد ومعه أعلام من أعلامهم منكسة مكتوب عليها: { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ } [القصص: 5] .

ففرح الناس بذلك فرحا شديدا، وطابت أنفس البغاددة، وانكسر القرامطة الذين كانوا قد نشأوا وفشوا بأرض العراق، وفوّض القرامطة أمرهم إلى رجل يقال له: حريث بن مسعود، ودعوا إلى المهدي الذي ظهر ببلاد المغرب جد الفاطميين، وهم أدعياء كذبة، كما قد ذكر ذلك غير واحد من العلماء.

كما سيأتي تفصيله وبيانه في موضعه.

وفيها: وقعت وحشة بين مؤنس الخادم والمقتدر، وسبب ذلك: أن نازوكا أمير الشرطة وقع بينه وبين هارون بن غريب - وهو ابن خال المقتدر - فانتصر هارون على نازوك، وشاع بين العامة أن هارون سيصير أمير الأمراء.

فبلغ ذلك مؤنس الخادم وهو بالرقة فأسرع الأوبة إلى بغداد، واجتمع بالخليفة فتصالحا، ثم إن الخليفة نقل هارون إلى دار الخلافة فقويت الوحشة بينهما، وانضم إلى مؤنس جماعة من الأمراء وترددت الرسل بينهما، وانقضت هذه السنة والأمر كذلك.

وهذا كله من ضعف الأمور واضطرابها وكثرة الفتن وانتشارها.

وفيها: كان مقتل الحسين بن القاسم الداعي العلوي صاحب الري على يد صاحب الديلم وسلطانهم مرداويج قبحه الله.

وفيها توفي من الأعيان:

بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد

أبو الحسن الزاهد، ويعرف بالحمال، وكانت له كرامات كثيرة، وله منزلة كبيرة عند الناس، وكان لا يقبل من السلطان شيئا، وقد أنكر يوما على ابن طولون شيئا من المنكرات وأمره بالمعروف، فأمر به فألقي بين يدي الأسد، فكان الأسد يشمه ويحجم عنه، فأمر برفعه من بين يديه وعظمه الناس جدا، وسأله بعض الناس عن حاله حين كان بين يدي الأسد فقال له: لم يكن عليّ بأس، قد كنت أفكر في سؤر السباع واختلاف العلماء فيه هل هو طاهر أم نجس؟

قالوا: وجاءه رجل فقال له: إن لي على رجل مائة دينار، وقد ذهبت الوثيقة، وأنا أخشى أن ينكر الرجل، فأسألك أن تدعو لي بأن يرد الله عليّ الوثيقة.

فقال بنان: إني رجل قد كبرت سني ورق عظمي، وأنا أحب الحلواء، فاذهب فاشتر لي منها رطلا وأتني به حتى أدعو لك.

فذهب الرجل فاشترى الرطل ثم جاء به إليه ففتح الورقة التي فيها الحلواء، فإذا هي حجته بالمائة دينار.

فقال له: أهذه حجتك؟

قال: نعم.

قال: خذ حجتك وخذ الحلواء فأطعمها صبيانك.

ولما توفي خرج أهل مصر في جنازته تعظيما له وإكراما لشأنه.

وفيها توفي: محمد بن عقيل البلخي.

وأبو بكر بن أبي داود السجستاني الحافظ بن الحافظ.

أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفرائيني

صاحب الصحيح المستخرج على مسلم، وقد كان من الحفاظ المكثرين، والأئمة المشهورين.

نصر الحاجب

كان من خيار الأمراء، دينا عاقلا، أنفق من ماله في حرب القرامطة مائة ألف دينار، وخرج بنفسه محتسبا فمات في أثناء الطريق في هذه السنة، وكان حاجبا للخليفة المقتدر.

ثم دخلت سنة سبع عشرة وثلاثمائة

فيها: كان خلع المقتدر وتولية القاهر محمد بن المعتضد بالله: في المحرم منها اشتدت الوحشة بين مؤنس الخادم والمقتدر بالله، وتفاقم الحال وآل إلى أن اجتمعوا على خلع المقتدر وتولية القاهر محمد بن المعتضد، فبايعوه بالخلافة وسلموا عليه بها، ولقبوه القاهر بالله.

وذلك ليلة السبت النصف من المحرم، وقلد علي بن مقلة وزارته، ونهبت دار المقتدر، وأخذوا منها شيئا كثيرا جدا، وأخذوا لأم المقتدر خمسمائة ألف دينار - وكانت قد دفنتها في قبر في تربتها - فحملت إلى بيت المال، وأخرج المقتدر وأمه وخالته وخواصه وجواريه من دار الخلافة، وذلك بعد محاصرة دار الخلافة، وهرب من كان بها من الحجبة والخدم.

وولى نازوك الحجوبة مضافا إلى ما بيده من الشرطة، وألزم المقتدر بأن كتب على نفسه كتابا بالخلع من الخلافة، وأشهد على نفسه بذلك جماعة من الأمراء والأعيان، وسلم الكتاب إلى القاضي أبي عمر محمد بن يوسف، فقال لولده الحسين: احتفظ بهذا الكتاب فلا يرينه أحد من خلق الله.

ولما أعيد المقتدر إلى الخلافة بعد يومين رده إليه، فشكره على ذلك جدا وولاه قضاء القضاة.

فلما كان يوم الأحد السادس عشر من المحرم جلس القاهر بالله في منصب الخلافة، وجلس بين يديه الوزير أبو علي بن مقلة، وكتب إلى العمال بالآفاق يخبرهم بولاية القاهر بالخلافة عوضا عن المقتدر، وأطلق علي بن عيسى من السجن، وزاد في أقطاع جماعة من الأمراء الذين قاموا بنصره، منهم أبو الهيجاء بن حمدان.

فلما كان يوم الاثنين جاء الجند وطلبوا أرزاقهم وشغبوا، وبادروا إلى نازوك فقتلوه، وكان مخمورا، ثم صلبوه.

وهرب الوزير ابن مقلة، وهرب الحجاب ونادوا: يا مقتدر يا منصور، ولم يكن مؤنس يومئذ حاضرا، وجاء الجند إلى باب مؤنس يطالبونه بالمقتدر، فأغلق بابه دونهم وجاحف دونه خدمه.

فلما رأى مؤنس أنه لا بد من تسليم المقتدر إليهم أمره بالخروج، فخاف المقتدر أن يكون حيلة عليه، ثم تجاسر فخرج فحمله الرجال على أعناقهم حتى أدخلوه دار الخلافة، فسأل عن أخيه القاهر وأبي الهيجاء بن حمدان ليكتب لهما أمانا، فما كان عن قريب حتى جاءه خادم ومعه رأس أبي الهيجاء قد احترز رأسه وأخرجه من بين كتفيه، ثم استدعى بأخيه القاهر فأجلسه بين يديه واستدعاه إليه، وقبل بين عينيه، وقال: يا أخي أنت لا ذنب لك، وقد علمت أنك مكره مقهور، والقاهر يقول: الله الله، نفسي يا أمير المؤمنين.

فقال: وحق رسول الله لا جرى عليك مني سوء أبدا.

وعاد ابن مقلة فكتب إلى الآفاق يعلمهم بعود المقتدر إلى الخلافة، وتراجعت الأمور إلى حالها الأول، وحمل رأس نازوك وأبي الهيجاء ونودي عليهما: هذا رأس من عصى مولاه.

وهرب أبو السرايا بن حمدان إلى الموصل، وكان ابن نفيس من أشد الناس على المقتدر، فلما عاد إلى الخلافة خرج من بغداد متنكرا فدخل الموصل، ثم صار إلى إرمينية، ثم لحق بالقسطنطينية فتنصر بها مع أهلها، وأما مؤنس فإنه لم يكن في الباطن على المقتدر، وإنما وافق جماعة الأمراء مكرها، ولهذا لما كان المقتدر في داره لم ينله منه ضيم، بل كان يطيب قلبه، ولو شاء لقتله لمّا طُلب من داره.

فلهذا لما عاد المقتدر إلى الخلافة رجع إلى دار مؤنس فبات بها عنده، لثقته به.

وقرر أبا علي بن مقلة على الوزارة، وولى محمد بن يوسف قضاء القضاة، وجعل محمدا أخاه - وهو القاهر - عند والدته بصفة محبوس عندها، فكانت تحسن إليه غاية الإحسان، وتشتري له السراري وتكرمه غاية الإكرام.

ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم

فيها: خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي فوصلوا إلى مكة سالمين، وتوافت الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقا كثيرا، وجلس أميرهم أبو طاهر لعنه الله على باب الكعبة، والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في الشهر الحرام في يوم التروية، الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا الله وبالله أنا، أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا.

فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة فلا يجدي ذلك عنهم شيئا، بل يقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، وقد كان بعض أهل الحديث يومئذ يطوف، فلما قضى طوافه أخذته السيوف، فلما وجب أنشد وهو كذلك:

ترى المحبين صرعى في ديارهم ** كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا

فلما قضى القرمطي لعنه الله أمره وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرا منهم في أماكنهم من الحرم، وفي المسجد الحرام، ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة، وذلك المدفن والمكان، ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصلِّ عليهم لأنهم محرمون شهداء في نفس الأمر.

وهدم قبة زمزم وأمر بقلع باب الكعبة ونزع كسوتها عنها، وشققها بين أصحابه، وأمر رجلا أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أم رأسه فمات إلى النار.

فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب، ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل؟

ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم ثنتين وعشرين سنة حتى ردوه، كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج.

وقد ألحد هذا اللعين في المسجد الحرام إلحادا لم يسبقه إليه أحد ولا يلحقه فيه، وسيجاريه على ذلك الذي لا يعذب عذابه أحد، ولا يوثق وثاقه أحد.

وإنما حمل هؤلاء على هذا الصنيع أنهم كفار زنادقة، وقد كانوا ممالئين للفاطميين الذين نبغوا في هذه السنة ببلاد إفريقية من أرض المغرب، ويلقب أميرهم بالمهدي، وهو أبو محمد عبيد الله بن ميمون القداح، وقد كان صباغا بسلمية، وكان يهوديا فادعى أنه أسلم ثم سافر من سلمية فدخل بلاد إفريقية، فادّعى أنه شريف فاطمي، فصدقه على ذلك طائفة كثيرة من البربر وغيرهم من الجهلة، وصارت له دولة، فملك مدنية سجلماسة، ثم ابتنى مدينة وسماها المهدية، وكان قرار ملكه بها، وكان هؤلاء القرامطة يراسلونه ويدعون إليه، ويترامون عليه.

ويقال: إنهم إنما كانوا يفعلون ذلك سياسة ودولة لا حقيقة له.

وذكر ابن الأثير: أن المهدي هذا كتب إلى أبي طاهر يلومه على ما فعل بمكة حيث سلط الناس على الكلام فيهم، وانكشفت أسرارهم التي كانوا يبطنونها بما ظهر من صنيعهم هذا القبيح، وأمره برد ما أخذه منها، وعوده إليها.

فكتب إليه بالسمع والطاعة، وأنه قد قبل ما أشار إليه من ذلك.

وقد أسر بعض أهل الحديث في أيدي القرامطة، فمكث في أيديهم مدة، ثم فرج الله عنه، وكان يحكي عنهم عجائب من قلة عقولهم وعدم دينهم، وأن الذي أسره كان يستخدمه في أشق الخدمة وأشدها، وكان يعربد عليه إذا سكر.

فقال لي ذات ليلة وهو سكران: ما تقول في محمدكم؟

فقلت: لا أدري.

فقال: كان سائسا.

ثم قال: ما تقول في أبي بكر؟

فقلت: لا أدري.

فقال: كان ضعيفا مهينا، وكان عمر فظا غليظا، وكان عثمان جاهلا أحمق، وكان علي ممخرقا ليس كان عنده أحد يعلمه ما ادعى أنه في صدره من العلم، أما كان يمكنه أن يعلم هذا كلمة وهذا كلمة؟.

ثم قال: هذا كله مخرقة.

فلما كان من الغد قال: لا تخبر بهذا الذي قلت لك أحدا.

ذكره ابن الجوزي في (منتظمه).

وروى عن بعضهم أنه قال: كنت في المسجد الحرام يوم التروية في مكان الطواف، فحمل على رجل كان إلى جانبي فقتله القرمطي، ثم قال: يا حمير - ورفع صوته بذلك - أليس قلتم في بيتكم هذا: { وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا } [آل عمران: 97] .

فأين الأمن؟

قال: فقلت له: اسمع جوابك.

قال: نعم.

قلت: إنما أراد الله: فأمنوه.

قال: فثنى رأس فرسه وانصرف.

وقد سأل بعضهم ههنا سؤالا.

فقال: قد أحلَّ الله سبحانه بأصحاب الفيل - وكانوا نصارى - ما ذكره في كتابه، ولم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء، ومعلوم أن القرامطة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس، بل ومن عبدة الأصنام، وأنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد، فهلاّ عوجلوا بالعذاب والعقوبة، كما عوجل أصحاب الفيل؟

وقد أجيب عن ذلك: بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت، ولمّا يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم، من البلد الذي فيه البيت الحرام، فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها وإرسال الرسول منها أهلكهم سريعا عاجلا، ولم يكن شرائع مقررة تدل على فضله، فلو دخلوه وأخربوه لأنكرت القلوب فضله.

وأما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع وتمهيد القواعد، والعلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة والكعبة، وكل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما، وأنهم من أعظم الملحدين الكافرين، بما تبين من كتاب الله وسنة رسوله، فلهذا لم يحتج الحال إلى معالجتهم بالعقوبة، بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار، والله سبحانه يمهل ويملي ويستدرج ثم يأخذ أخذ عزيز مقتدر، كما قال النبي :

{ إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته }، ثم قرأ قوله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ } [إبراهيم: 42] .

وقال: { لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ ** مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ } [آل عمران: 196-197] .

وقال: { نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ } [لقمان: 24] .

وقال: { مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ } [يونس: 70]

وفيها: وقعت فتنة ببغداد بين أصحاب أبي بكر المروذي الحنبلي، وبين طائفة من العامة اختلفوا في تفسير قوله تعالى: { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاما مَحْمُودا } [الإسراء: 79] .

فقالت الحنابلة: يجلسه معه على العرش.

وقال الآخرون: المراد بذلك الشفاعة العظمى.

فاقتتلوا بسبب ذلك وقتل بينهم قتلى، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقد ثبت في صحيح البخاري أن المراد بذلك: مقام الشفاعة العظمى، وهي الشفاعة في فصل القضاء بين العباد، وهو المقام الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم، حتى إبراهيم، ويغبطه به الأولون والآخرون.

وفيها: وقعت فتنة بالموصل بين العامة فيما يتعلق بأمر المعاش، وانتشرت وكثر أهل الشر فيها واستظهروا، وجرت بينهم شرور ثم سكنت.

وفيها: وقعت فتنة ببلاد خراسان بين بني ساسان وأميرهم نصر بن أحمد الملقب بسعيد، وخرج في شعبان خارجيّ بالموصل، وخرج آخر بالبوازيج، فقاتلهم أهل تلك الناحية حتى سكن شرهم وتفرق أصحابهم.

وفيها: التقى مفلح الساجي وملك الروم الدمستق، فهزمه مفلح وطرد وراءه إلى أرض الروم، وقتل منهم خلقا كثيرا.

وفيها: هبت ريح شديدة ببغداد تحمل رمادا أحمر يشبه رمل أرض الحجاز، فامتلأت منه البيوت.

وفيها توفي من الأعيان:

أحمد بن الحسن بن الفرج بن سفيان أبو بكر النحوي، كان عالما بمذهب الكوفيين وله فيه تصانيف.

أحمد بن مهدي بن رستم

العابد الزاهد، أنفق في طلب العلم ثلاثمائة ألف درهم، ومكث أربعين سنة لا يأوي إلى فراش.

وقد روى الحافظ أبو نعيم عنه: أنه جاءته امرأة ذات ليلة فقالت له: إني قد امتحنت بمحنة وأكرهت على الزنا وأنا حبلى منه، وقد تسترت بك وزعمت أنك زوجي، وأنَّ هذا الحمل منك فاسترني سترك الله ولا تفضحني.

فسكت عنها، فلما وضعت جاءني أهل المحلة وإمام مسجدهم يهنئونني بالولد، فأظهرت البشر وبعثت فاشتريت بدينارين شيئا حلوا وأطعمتهم، وكنت أوجه إليها مع إمام المسجد في كل شهر دينارين صفة نفقة للمولود، وأقول: أقرئها مني السلام، فإنه قد سبق مني ما فرق بيني وبينها.

فمكثت كذلك سنتين، ثم مات الولد فجاؤوني يعزونني فيه، فأظهرت الحزن عليه، ثم جاءتني أمه بالدنانير التي كنت أرسل بها إليها نفقة الولد، قد جمعتها في صرة عندها، فقالت لي: سترك الله وجزاك خيرا، وهذه الدنانير التي كنت ترسل بها.

فقلت: إني كنت أرسل بها صلة للولد وقد مات وأنت ترثينه فهي لك، فافعلي بها ما شئت، فدعت وانصرفت.

بدر بن الهيثم

ابن خلف بن خالد بن راشد بن الضحاك بن النعمان بن محرق بن النعمان بن المنذر، أبو القاسم البلخي القاضي الكوفي.

نزل بغداد وحدّث بها عن أبي كريب وغيره، وكان سماعه للحديث بعد ما جاوز أربعين سنة، وكان ثقة نبيلا، عاش مائة سنة وسبع عشرة سنة.

توفي في شوال منها بالكوفة.

عبد الله بن محمد بن عبد العزيز

ابن المرزبان بن سابور بن شاهنشاه أبو القاسم البغوي، ويعرف بابن بنت منيع، ولد سنة ثلاثة عشرة، وقيل: أربعة عشرة ومائتين، ورأى أبا عبيد القاسم بن سلام ولم يسمع منه، وسمع من أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام بن البزار، وخلق كثير، وكان معه جزء فيه سماعه من ابن معين فأخذه موسى بن هارون الحافظ فرماه في دجلة، وقال: يريد أن يجمع بين الثلاثة؟

وقد تفرد عن سبع وثمانين شيخا، وكان ثقة حافظا ضابطا، روى عن الحفاظ وله مصنفات.

وقال موسى بن هارون الحافظ: كان ابن بنت منيع ثقة صدوقا، فقيل له: إن ههنا ناسا يتكلمون فيه.

فقال: يحسدونه، ابن بنت منيع لا يقول إلا الحق.

وقال ابن أبي حاتم وغيره: أحاديثه تدخل في الصحيح.

وقال الدارقطني: كان البغوي قل ما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.

وقد ذكره ابن عدي في (كامله) فتكلم فيه، وقال: حدث بأشياء أنكرت عليه.

وكان معه طرف من معرفة الحديث والتصانيف.

وقد انتدب ابن الجوزي للرد على ابن عدي في هذا الكلام، وذكر أنه توفي ليلة عيد الفطر منها، وقد استكمل مائة سنة وثلاث سنين وشهورا، وهو مع ذلك صحيح السمع والبصر والأسنان، يطأ الإماء.

توفي ببغداد ودفن بمقبرة باب التبن، رحمه الله وأكرم مثواه.

محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عثمان

الشهيد الحافظ أبو الفضل الهروي، يعرف بابن أبي سعد، قدم بغداد وحدّث بها عن محمد بن عبد الله الأنصاري.

وحدّث عنه ابن المظفر الحافظ، وكان من الثقات الأثبات الحفاظ المتقنين، له مناقشات على بضعة عشر حديثا من صحيح مسلم.

قتلته القرامطة يوم التروية بمكة في هذه السنة في جملة من قتلوا، رحمه الله وأكرم مثواه.

الكعبي المتكلم

هو أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي المتكلم، نسبة إلى بني كعب، وهو أحد مشايخ المعتزلة، وتنسب إليه الطائفة الكعبية منهم.

قال ابن خلكان: كان من كبار المتكلمين، وله اختيارات في علم الكلام.

من ذلك: أنه كان يزعم أن أفعال الله تقع بلا اختيار منه ولا مشيئة.

قلت: وقد خالف الكعبي نص القرآن في غير ما موضع.

قال تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ } [القصص: 68] .

وقال: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ } [الأنعام: 112] .

{ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا } [السجدة: 13] .

{ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } الآية [الإسراء: 16] .

وغيرها مما هو معلوم بالضرورة وصريح العقل والنقل.

البداية والنهاية - الجزء الحادي عشر
خلافة المستعين بالله -- 249: علي بن الجهم -- 250 -- 251 -- 252: ذكر مقتل المستعين -- 253 -- 254: أبو الحسن علي الهادي -- 255: موت الخليفة المعتز بن المتوكل - خلافة المهتدي بالله - خارجي آخر ادعى أنه من أهل البيت بالبصرة - الجاحظ المتكلم المعتزلي - محمد بن كرام -- 256: خلع المهتدي بالله وولاية المعتمد أحمد بن المتوكل - خلافة المعتمد على الله - الزبير بن بكار - الإمام محمد بن إسماعيل البخاري -- 257: الحسن بن عرفة بن يزيد - علي بن خشرم -- 258 -- 259 -- 260 -- 261: ذكر شيء من ترجمة مسلم بن الحجاج النيسابوري - أبو يزيد البسطامي -- 262 -- 263 -- 264: أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي -- 265: يعقوب بن الليث الصفار -- 266 -- 267: مسير أبي أحمد الموفق إلى مدينة صاحب الزنج وحصار المختارة -- 268 -- 269: إبراهيم بن منقذ الكناني - أحمد بن خلاد مولى المعتصم -- 270: أحمد بن طولون - الحسن بن زيد العلوي - وداود بن علي الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري - ابن قتيبة الدينوري -- 271 -- 272: وأبو معشر المنجم -- 273: محمد بن عبدالرحمن بن الحكم الأموي - خلف بن أحمد بن خالد - أبو أمية الطرسوسي - ابن ماجة القزويني -- 274: الحسن بن مكرم بن حسان بن علي البزار - خلف بن محمد بن عيسى أبو الحسين الواسطي - عبد الله بن روح بن عبيد الله بن أبي محمد المدائني - عبد الله بن أبي سعيد أبو محمد الوراق - محمد بن إسماعيل بن زياد أبو عبد الله -- 275: وأبو داود السجستاني -- 276: بقي بن مخلد - ابن قتيبة - عبدالملك بن محمد بن عبد الله أبو قلابة الرقاشي -- 277: إبراهيم بن صرا إسحاق بن أبي العينين - أحمد بن عيسى - أبو حاتم الرازي - محمد بن الحسن بن موسى بن الحسن أبو جعفر الكوفي الخراز المعروف بالجندي - محمد بن سعدان أبو جعفر الرازي - يعقوب بن سفيان بن حران - عريب المأمونية -- 278: ترجمة أبي أحمد الموفق - عبدة بن عبد الرحيم قبحه الله -- 279: ترجمة المعتمد على الله - البلاذري المؤرخ - خلافة المعتضد - الترمذي - محمد بن المنذر بن شكر -- 280: بناء دار الخلافة من بغداد في هذا الوقت - أحمد بن أبي عمران موسى بن عيسى أبو جعفر البغدادي - أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر - سيبويه أستاذ النحاة -- 281: إسحاق بن إبراهيم - أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي -- 282: إسماعيل بن إسحاق - خمارويه بن أحمد بن طولون - أبو محمد الشعراني - محمد بن القاسم بن خلاد أبو العيناء البصري -- 283: ابن الرومي الشاعر - محمد بن سليمان بن الحرب أبو بكر الباغندي الواسطي - محمد بن غالب بن حرب أبو جعفر الضبي المعروف بتنهام - البحتري الشاعر -- 284: أحمد بن المبارك أبو عمر المستملي -- 285: إبراهيم بن إسحاق - المبرد النحوي -- 286: ظهور أبي سعيد الجنابي رأس القرامطة - إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان - بقي بن مخلد بن يزيد - الحسن بن بشار - محمد بن يونس - يعقوب بن إسحاق بن نخبة أبو يوسف الواسطي -- 287: محمد بن زيد العلوي - أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك -- 288: بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي - عبيد الله بن سليمان بن وهب وزير المعتضد - هارون بن محمد بن إسحاق بن موسى بن عيسى أبو موسى الهاشمي -- 289: الخليفة المعتضد - خلافة المكتفي بالله أبي محمد - بدر غلام المعتضد رأس الجيش - الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن الفهم بن مجرز بن إبراهيم الحافظ البغدادي -- 290: عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل - محمد بن عبد الله أبو بكر الدقاق -- 291: أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار - القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب الوزير - محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد أبو عبد الله البصري -- 292: إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي -- 293: أبو العباس الناشي الشاعر - عبيد بن محمد بن خلف أبو محمد البزار -- 294: ذكر مقتل زكرويه لعنه الله - صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الأسدي - محمد بن الإمام إسحاق بن راهويه - محمد بن نصر أبو عبد الله المروزي - محمد بن جرير الطبري - موسى بن هارون بن عبد الله أبو عمران -- 295: وفاة الخليفة المكتفي بالله أبو محمد ابن المعتضد - خلافة المقتدر بالله أبي الفضل جعفر بن المعتضد - أبو إسحاق المزكي - أبو الحسين النوري - إسماعيل بن أحمد بن سامان - المعمري الحافظ - أبو جعفر الترمذي محمد بن محمد بن نصر أبو جعفر الترمذي الفقيه الشافعي -- 296: أحمد بن محمد بن زكريا بن أبي عتاب أبو بكر البغدادي - أبو بكر الأثرم - خلف بن عمرو بن عبد الرحمن بن عيسى - ابن المعتز الشاعر والخليفة - محمد بن الحسين بن حبيب - محمد بن داود بن الجراح أبو عبد الله الكاتب -- 297: محمد بن داود بن علي - محمد بن عثمان بن أبي شيبة - موسى بن إسحاق - يوسف بن يعقوب -- 298: ابن الراوندي - الجنيد بن محمد بن الجنيد - سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور أبو عثمان الواعظ - سمنون بن حمزة - صافي الحربي - إسحاق بن حنين بن إسحاق - الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا -- 299: أحمد بن نصر بن إبراهيم أبو عمرو الخفاف - البهلول بن إسحاق بن البهلول - الحسين بن عبد الله بن أحمد أبو علي الخرقي - محمد بن إسماعيل أبو عبد الله المغربي - محمد بن أبي بكر بن أبي خيثمة - محمد بن أحمد بن كيسان النحوي - محمد بن يحيى - فاطمة القهرمانة -- 300: الأحوص بن الفضل - عبيد الله بن عبد الله بن طاهر - الصنوبري الشاعر - إبراهيم بن أحمد بن محمد -- 301: إبراهيم بن خالد الشافعي - جعفر بن محمد - أبو سعيد الجنابي القرمطي - محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب - أبو بكر محمد بن هارون البردعي -- 302: بشر بن نصر بن منصور - القاضي أبو زرعه محمد بن عثمان الشافعي -- 303: النسائي - الحسن بن سفيان - رويم بن أحمد - أبو علي الجبائي - أبو الحسن بن بسام الشاعر -- 304: لبيد بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح - يوسف بن الحسين بن علي - يموت بن المزرع بن يموت -- 305: محمد بن أحمد أبو موسى -- 306: إبراهيم بن أحمد بن الحارث - أحمد بن عمر بن سريج - أحمد بن يحيى - الحسن بن يوسف بن إسماعيل بن حماد بن زيد - عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد - محمد بن بابشاذ أبو عبيد الله البصري - محمد بن الحسين بن شهريار - منصور بن إسماعيل بن عمر - أبو نصر المحب -- 307: أحمد بن علي بن المثنى - إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن سلمة - زكريا بن يحيى الساجي -- 308: أحمد بن الصلت - أبو عبد الله المقري النحوي التوزي -- 309: ترجمة الحلاج - أشياء من حيل الحلاج - صفة مقتل الحلاج - أبو العباس بن عطاء أحد أئمة الصوفية -- 310: أبو بشر الدولابي - أبو جعفر بن جرير الطبري -- 311: الخلال أحمد بن محمد بن هاون - أبو محمد الجريري - الزجاج صاحب معاني القرآن - بدر مولى المعتضد - حامد بن العباس - ابن خزيمة -- 312: إبراهيم بن خميس - علي بن محمد بن الفرات - محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن -- 313: علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان - أبو العباس السراج الحافظ -- 314 -- 315: ابن الجصاص الجوهري - علي بن سليمان بن المفضل -- 316: بنان بن محمد بن حمدان بن سعيد - أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الأسفرائيني - نصر الحاجب -- 317: ذكر أخذ القرامطة الحجر الأسود إلى بلادهم - أحمد بن مهدي بن رستم - بدر بن الهيثم - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - محمد بن أبي الحسين بن محمد بن عثمان - الكعبي المتكلم -- 318: أحمد بن إسحاق - يحيى بن محمد بن صاعد - الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد -- 319: علي بن الحسين بن حرب بن عيسى - محمد بن سعد بن أبي الحسين الوراق -- 320: ترجمة المقتدر بالله - خلافة القاهر - أحمد بن عمير بن جوصا - أبو علي بن خيران - القاضي أبو عمر المالكي محمد بن يوسف -- 321: ابتداء أمر بني بويه وظهور دولتهم - أحمد بن محمد بن سلامة - أحمد بن محمد بن موسى بن النضر - شغب أم أمير المؤمنين المقتدر بالله الملقبة بالسيدة - عبد السلام بن محمد - محمد بن الحسن بن دُريد بن عتاهية -- 322: ذكر خلع القاهر وسمل عينيه وعذابه - خلافة الراضي بالله أبي العباس محمد بن المقتدر بالله - وفاة المهدي صاحب أفريقية - محمد بن أحمد بن القاسم أبو علي الروذباري - محمد بن إسماعيل -- 323: نفطويه النحوي -- 324: ابن مجاهد المقري - جحظة الشاعر البرمكي - ابن المغلس الفقيه الظاهري - أبو بكر بن زياد - عفان بن سليمان - أبو الحسن الأشعري -- 325: أحمد بن محمد بن الحسن -- 326 -- 327: الحسن بن القاسم بن جعفر بن دحيم - عثمان بن الخطاب - محمد بن جعفر بن محمد بن سهل - أبو محمد عبد الرحمن -- 328: أبو محمد جعفر المرتعش - أبو سعيد الأصطخري الحسن بن أحمد - علي بن محمد أبو الحسن المزين الصغير - صاحب كتاب العقد الفريد أحمد بن عبد ربه - عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب - ابن شنبوذ المقري - وهذه ترجمة ابن مقلة الوزير - أبو بكر ابن الأنباري - أم عيسى بنت إبراهيم الحربي -- 329: خلافة المتقي بالله - أحمد بن إبراهيم - بجكم التركي - أبو محمد البربهاري - يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول -- 330: إسحاق بن محمد بن يعقوب النهرجوري - الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان - علي بن محمد بن سهل - وفيها توفي الشيخ أبو صالح مفلح الحنبلي -- 331: ثابت بن سنان بن قرة الصابي - محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة - محمد بن مخلد بن جعفر أبو عمر الدوري -- 332: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن - أحمد بن عامر بن بشر بن حامد المروروذي -- 333: خلافة المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي بن المعتضد -- 334: أول دولة بني بويه وحكمهم ببغداد - القبض على الخليفة المستكفي بالله وخلعه - خلافة المطيع لله - عمر بن الحسين - محمد بن عيسى - محمد بن محمد بن عبد الله - الأخشيد محمد بن عبد الله بن طغج - أبو بكر الشبلي -- 335: الحسين بن حمويه بن الحسين - عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله - عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام - علي بن عيسى بن داود ابن الجراح - محمد بن إسماعيل ابن إسحاق - هارون بن محمد - أبو العباس بن القاص أحمد بن أبي أحمد الطبري -- 336: أبو الحسين بن المنادي - الصولي محمد بن عبد الله بن العباس -- 337: عبد الله بن محمد بن حمدويه - قدامة الكاتب المشهور - محمد بن علي بن عمر أبو علي المذكر - محمد بن مطهر بن عبد الله -- 338: أبو الحسن علي بن بويه - أبو جعفر النحاس النحوي - المستكفي بالله - علي بن حمشاد بن سحنون بن نصر - علي بن محمد بن أحمد بن الحسن -- 339: الحسن بن داود بن باب شاذ - محمد القاهر بالله أمير المؤمنين - محمد بن عبد الله بن أحمد - أبو نصر الفارابي -- 340: أبو الحسن الكرخي - محمد بن صالح بن يزيد -- 341: المنصور الفاطمي - إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن صالح - أحمد بن محمد بن زياد -- 342: علي بن محمد بن أبي الفهم - محمد بن إبراهيم - محمد بن موسى بن يعقوب -- 343: الحسن بن أحمد - علي بن محمد بن عقبة بن همام - محمد بن علي بن أحمد بن العباس - أبو الخير التيناني -- 344: عثمان بن أحمد - محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد - محمد بن أحمد بن بطة بن إسحاق الأصبهاني - محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج - أبو بكر الحداد - أبو يعقوب الأذرعي -- 345: غلام ثعلب - محمد بن علي بن أحمد بن رستم - أحمد بن محمد بن إسماعيل -- 346: أحمد بن عبد الله بن الحسين - الحسن بن خلف بن شاذان - أبو العباس الأصم -- 347: الزبير بن عبد الرحمن - أبو سعيد بن يونس - ابن درستويه النحوي - محمد بن الحسن - محمد بن علي -- 348: إبراهيم بن شيبان القرميسيني - أبو بكر النجاد - جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم - محمد بن إبراهيم بن يوسف بن محمد - محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة - أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي -- 349: جعفر بن حرب الكاتب - أبو علي الحافظ - حسان بن محمد بن أحمد بن مروان - حمد بن إبراهيم بن الخطاب - عبد الواحد بن عمر بن محمد - أبو أحمد العسال -- 350: نوح بن عبد الملك الساماني - الناصر لدين الله عبد الرحمن الأموي - أبو سهل بن زياد القطان - أحمد بن محمد بن سعيد - تمام بن محمد بن عباس - الحسين بن القاسم - عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم - عتبة بن عبد الله - محمد بن أحمد بن حيان - أبو علي الخازن -- 351: الحسن بن محمد بن هارون - دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن - عبد الباقي بن قانع - أبو بكر النقاش المفسر -- 352: ترجمة النقفور ملك الأرمن واسمه الدمستق - عمر بن أكتم بن أحمد بن حيان بن بشر أبو بشر الأسدي -- 353: بكار بن أحمد - أبو إسحاق الجهمي -- 354: المتنبي الشاعر المشهور - محمد بن حبان - محمد بن الحسن بن يعقوب - محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد ربه -- 355: الحسن بن دواد - محمد بن الحسين بن علي بن الحسن - أبو بكر بن الجعابي -- 356: وفاة معز الدولة بن بويه - أبو الفرج الأصبهاني - سيف الدولة - كافور الأخشيد - أبو علي القالي - أبو علي محمد بن إلياس صاحب بلاد كرمان ومعاملاتها - وفيها توفي من الملوك أيضا: الحسن بن الفيرزان -- 357: عمر بن جعفر بن عبد الله - محمد بن أحمد بن علي بن مخلد - كافور بن عبد الله الأخشيدي -- 358 -- 359: محمد بن أحمد بن الحسين - محارب بن محمد بن محارب - أبو الحسين أحمد بن محمد -- 360: سليمان بن أحمد بن أيوب - محمد بن جعفر - محمد بن الحسن بن عبد الله أبو بكر الآجري - محمد بن جعفر بن محمد - محمد بن داود أبو بكر الصوفي - محمد بن الفرحاني - أحمد بن الفتح -- 362: سعيد بن أبي سعيد الجنابي - عثمان بن عمر بن خفيف - علي بن إسحاق بن خلف - أحمد بن سهل -- 363: السري بن أحمد بن أبي السري - محمد بن هاني - إبراهيم بن محمد - سعيد بن القاسم بن خالد - محمد بن الحسن بن كوثر بن علي -- 364: خلافة الطائع وخلع المطيع - الحرب بين المعز الفاطمي والحسين - المعز الفاطمي ينتزع دمشق من القرامطة - العباس بن الحسين - أبو بكر عبد العزيز بن جعفر - علي بن محمد -- 364: ذكر أخذ دمشق من أيدي الفاطميين - سبكتكين الحاجب التركي -- 365: أحمد بن جعفر بن محمد بن مسلم - الحسين بن محمد بن أحمد - أبو أحمد بن عدي الحافظ - المعز الفاطمي -- 366: ابتداء ملك بني سبكتكين - أبو يعقوب يوسف - الحسين بن أحمد - إسماعيل بن نجيد - الحسن بن بويه - محمد بن إسحاق - محمد بن الحسن - القاضي منذر البلوطي - أبو الحسن علي بن أحمد -- 367: مقتل عز الدين بختيار - الملك عز الدولة بختيار بن بويه الديلمي - محمد بن عبد الرحمن -- 368: قسّام التراب يملك دمشق - العقيقي - أحمد بن جعفر - تميم بن المعز الفاطمي - أبو سعيد السيرافي - عبد الله بن إبراهيم - عبد الله بن محمد بن ورقاء - محمد بن عيسى -- 369: أحمد بن زكريا أبو الحسن اللغوي - أحمد بن عطاء بن أحمد - عبد الله بن إبراهيم - محمد بن صالح -- 370: أبو بكر الرازي الحنفي - محمد بن جعفر - ابن خالويه -- 371: الإسماعيلي - الحسن بن صالح - الحسن بن علي بن الحسن - عبد الله بن الحسين - عبد العزيز بن الحارث - علي بن إبراهيم - علي بن محمد الأحدب المزور - الشيخ أبو زيد المروزي الشافعي - محمد بن خفيف -- 372: شيء من أخبار عضد الدولة - محمد بن جعفر -- 373: بُلُكِّين بن زيري بن منادي - سعيد بن سلام - عبد الله بن محمد -- 374: الحافظ أبي الفتح محمد بن الحسن - الخطيب بن نباته الحذاء -- 375: أبو علي بن أبي هريرة - الحسين بن علي ابن محمد بن يحيى أبو أحمد النيسابوري - أبو القاسم الداركي - محمد بن أحمد بن محمد حسنويه - محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح -- 376 -- 377: أحمد بن الحسين بن علي أبو حامد المروزي - إسحاق بن المقتدر بالله - جعفر بن المكتفي بالله - أبو علي الفارسي النحوي - ستيتة -- 378: الحسن بن علي بن ثابت - الخليل بن أحمد القاضي - زياد بن محمد بن زياد بن الهيثم -- 379: شرف الدولة - محمد بن جعفر بن العباس - عبد الكريم بن عبد الكريم - محمد بن المظفر -- 380: يعقوب بن يوسف -- 381: أحمد بن الحسين بن مهران - عبد الله بن أحمد بن معروف - جوهر بن عبد الله -- 382: محمد بن العباس ابن حيوة - أبو أحمد العسكري -- 383: أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان بن حرب بن مهران -- 384: إبراهيم بن هلال - عبد الله بن محمد ابن نافع بن مكرم أبو العباس البستي الزاهد - علي بن عيسى بن عبيد الله - محمد بن العباس بن أحمد بن القزاز - محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الله -- 385: الصاحب بن عباد - الحسن بن حامد أبو محمد الأديب - ابن شاهين الواعظ - الحافظ الدارقطني - عباد بن عباس بن عباد - عقيل بن محمد بن عبد الواحد - محمد بن عبد الله بن سكرة - يوسف بن عمر بن مسرور - يوسف بن أبي سعيد -- 386: أحمد بن إبراهيم ابن محمد بن يحيى بن سحنويه - أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب - العزيز صاحب مصر -- 387: أبو أحمد العسكري اللغوي الحسن بن عبد الله - عبد الله بن محمد بن عبد الله - ابن زولاق - ابن بطة عبيد الله بن محمد - علي بن عبد العزيز بن مدرك - فخر الدولة بن بويه - ابن سمعون الواعظ - آخر ملوك السامانية نوح بن منصور - أبو الطيب سهل بن محمد -- 388: الخطابي - الحسين بن أحمد بن عبد الله - صمصامة الدولة - عبد العزيز بن يوسف الحطان - محمد بن أحمد ابن إبراهيم أبو الفتح المعروف بغلام الشنبوذي -- 389: زاهر بن عبد الله - عبد الله بن محمد بن إسحاق -- 390: أحمد بن محمد ابن أبي موسى أبو بكر الهاشمي - عبيد الله بن عثمان بن يحيى - الحسين بن محمد بن خلف - عبد الله بن أحمد ابن علي بن أبي طالب البغدادي - عمر بن إبراهيم ابن أحمد أبو نصر المعروف بالكتاني المقري - محمد بن عبد الله بن الحسين ابن عبد الله بن هارون - محمد بن عمر بن يحيى - الأستاذ أبو الفتوح برجوان - الجريري المعروف بابن طرار - ابن فارس - أم السلامة -- 391: جعفر بن الفضل بن جعفر - ابن الحجاج الشاعر - عبد العزيز بن أحمد بن الحسن الجزري - عيسى بن الوزير علي بن عيسى -- 392: ابن جني - علي بن عبد العزيز القاضي بالري -- 393: إبراهيم بن أحمد بن محمد أبو إسحاق الطبري الفقيه المالكي - الطائع لله عبد الكريم بن المطيع - محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا - محمد بن عبد الله أبو الحسن السلامي - ميمونة بنت شاقولة -- 394: أبو علي الإسكافي -- 395: محمد بن أحمد بن موسى بن جعفر - محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم أبي الحسن العلوي - أبو الحسين أحمد بن فارس ابن زكريا -- 396: أبو سعد الإسماعيلي إبراهيم بن إسماعيل أبو سعد الجرجاني - محمد بن أحمد ابن محمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن بحير - أبو عبد الله بن منده -- 397: عبد الصمد بن عمر بن إسحاق - أبو العباس بن واصل -- 398: قصة مصحف ابن مسعود وتحريقه - تخريب قمامة في هذه السنة - أبو محمد الباجي - عبد الله بن أحمد ابن علي بن الحسين - الببغاء الشاعر عبد الواحد بن نصر بن محمد - محمد بن يحيى أبو عبد الله الجرجاني - بديع الزمان صاحب المقامات -- 399: عبد الله بن بكر بن محمد بن الحسين - محمد بن علي بن الحسين أبو مسلم كاتب الوزير بن خنزابة - أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الواحد -- 400: أبو أحمد الموسوي النقيب - الحجاج بن هرمز أبو جعفر - أبو عبد الله القمي المصري التاجر - أبو الحسن بن الرفا المقري -- 401: إبراهيم بن محمد بن عبيد - عميد الجيوش الوزير - خلف الواسطي صاحب الأطراف - أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين - علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الكاتب -- 402: الحسن بن الحسن بن علي بن العباس ابن نوبخت - عثمان بن عيسى أبو عمرو الباقلاني - محمد بن جعفر بن محمد ابن هارون بن فروة بن ناجية - أبو الطيب سهل بن محمد -- 403: أحمد بن علي أبو الحسن الليثي - الحسن بن حامد بن علي بن مروان - الحسين بن الحسن ابن محمد بن حليم، أبو عبد الله الحليمي - فيروز أبو نصر - قابوس بن وشمكير - القاضي أبو بكر الباقلاني - محمد بن موسى بن محمد أبو بكر الخوارزمي شيخ الحنفية وفقيههم - الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن خلف العامري - الحافظ ابن الفرضي -- 404: الحسن بن أحمد أبو جعفر بن عبد الله المعروف بابن البغدادي - علي بن سعيد الاصطخري -- 405: بكر بن شاذان بن بكر - بدر بن حسنويه بن الحسين - الحسن بن الحسين بن حمكان - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم - عبد الرحمن بن محمد ابن محمد بن عبد الله بن إدريس بن سعد - أبو نصر عبد العزيز بن عمر - عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة - الحاكم النيسابوري - ابن كج