الإعلان الدستوري في مصر 10 ديسمبر 1952

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​الإعلان الدستوري الصادر في 10 ديسمبر سنة 1952​ المؤلف مجلس قيادة الثورة
ملاحظات: مجلس الشورى.


إعلان دستوري

من القائد العام للقوات المسلحة وقائد ثورة الجيش

بني وطني

عندما قام الجيش بثورته في 23 يوليه الماضي، كانت البلاد قد وصلت الى حال من الفساد والانحلال أدى اليه تحكم ملك مستهتر وقيام حياة سياسية معيبة وحكم نيابي غير سليم، فبدلاً من أن تكون السلطة التنفيذية مسؤولة أمام البرلمان، كان البرلمان في مختلف العهود هو الخاضع لتلك السلطة التي كانت بدورها تخضع لملك غير مسؤول، ولقد كان ذلك يتخذ من الدستور مطية لأهوائه ويجد فيه من الثغرات ما يمكنه من ذلك بمعاونة أولئك الذين كانوا يقومون بحكم البلاد ويصرفون أمورها، من أجل ذلك قامت الثورة ولم يكن هدفها مجرد التخلص من ذلك الملك، وإنما تستهدف الوصول بالبلاد إلى ما هو أسمى مقصداً، وأبعد مدى، وأبقى على مر الزمان، من توفير أسباب الحياة القوية الكريمة التي ترتكز على دعائم الحرية والعدالة والنظام حتى ينصرف أبناء الشعب الى العمل المنتج لخير الوطن وبنيه، والآن بعد أن بدأت حركة البناء وشملت كل مرافق الحياة في البلاد، سياسية واقتصادية واجتماعية أصبح لزماً أن نغير الأوضاع التي كانت تؤدي بالبلاد، والتي كان يسندها تلك الدستور المليء بالثغرات، ولكي نؤدي الأمانة التي وضعها الله في أعناقنا لا مناص من أن نستبدل تلك الدستور، دستوراً آخر جديداً يمكن للأمة أن تصل إلى أهدافها حتى أن تكون بحق مصدراً للسلطات.

وهأنذا أعلن باسم الشعب سقوط ذلك الدستور، دستور سنة 1923

وأنه ليسعدني أن أعلن في نفس الوقت الى بني وطني أن الحكومة آخذة في تأليف لجنة تضع مشروع دستور جديد، يقره الشعب، ويكون مترهاً عن عيوب الدستور الزائل محققاً لآمال الأمة في حكم نيابي نظيف سليم، وإلى أن يتم إعداد هذا الدستور، نتولى السلطات في فترة الانتقال التي لابد منها حكومة عاهدت الله والوطن على أن ترعى مصالح المواطنين جميعاً دون تفريق أو تمييز، مراعية في ذلك المبادئ الدستورية الهامة.

بني وطني

لقد عاهدنا الله، وهو على ما نقول شهيد، على أن نبذل نفوسنا في سبيل إسعاد بلادنا وإعلاء رايتها بين العالمين، فعليكم أن تنسوا أشخاصكم، وأن تبذلوا من أنفسكم وأموالكم وجهودكم ما يضمن لوطنكم القوة والسعادة والمجد، متحدين متكاتفين، فلا مصالح شخصية ولا أهواء حزبية بعد اليوم، فالوطن واحد، والهدف واحد، والله ولي التوفيق.

صدر بالقاهرة في 22 ربيع الأول سنة 1372هـ.

(الموافق 10 ديسمبر سنة 1952م).

لواء (أ.ح.) محمد نجيب

القائد العام للقوات المسلحة

وقائد ثورة الجيش