الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف النون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف النون

٢٩١٩ - «اِلنَّارْ تِخَلِّفْ رُمَادْ»
أي إذا خمدت النار لا يتخلف منها إلا الرماد. يضرب للنجيب الكريم يأتي بالولد الأحمق اللئيم. ومعنى خلف عندهم أتى بأولاد وإن كان لا يزال حيا، فهو من المجاز بالأول، وفى المعنى لبعضهم:
إذا ما رأيت فتى ماجداً
فكن بابنه سيء الاعتقاد
فلست ترى من تجيب نجيباً
ولا تلد النار غير الرماد
وقال آخر في عكسه:
إذا ما رأيت فتى ماجـداً
فظن بعقل أبيه السخف
فلا يخرج اللبّ غير القشور
ولا يلد الدرّ غير الصدف
وانظر في الياء قولهم: (يخلق من ضهر العالم جاهل).
۲۹۲۰ - «نَارْ جُوزِي وَلَا جَنِّةَ أَبُويَا»
المقصود بقائي في دار زوجي على علّاته خير لي من البقاء في دار أبي وإن كانت كالجنة وانظر: (ناره ولا جنة غيره).
۲۹۲۱ - «نَارْ الْقَرِيبْ وَلَا جَنِّة الْغَرِيبْ»
ويروى: (نار الأهل ولا جنة الغريب) يضرب في تفضيل القريب على الغريب، فهو كقولهم: (آخذ ابن عمي واتغطى بكمي) وعكس قولهم: (خد من الزرايب ولا تاخد من القرايب) وقولهم: (الدخان القريب يعمي) وقولهم: (إن كان لك قريب لا تشاركه ولا تناسبه).
۲۹۲۲ - «النَّارْ مَا تَاكُلْشْ حَطبْهَا كُلُّهْ»
يضرب لمن ذهب له مال، أو مات له أولاد وبقيت له بقية.
٢٩٢٣ - «اِلنَّارْ مَا تِحْرَقْشِ إلَّا إللِّي كَابِشْهَا»
كابشها، أي مطبق عليها كفه، والمراد النار لا تحرق إلا من أمسكها ولمسها، أي لا يصاب بالأذى إلا من تعرّض له، أو يكون المعنى:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
ولا الصبابة إلا من يعانيها
٢٩٢٤ - «اِلنَّارْ وِالْحَرِيقْ وَلَا انْتَ فِي الطَّرِيقْ»
أي هما أقلّ إيذاء للنفس من ملاقاتك في الطريق. يضرب للمبغض الكثير الإساءة ويروى: (والعدو في الطريق) ويراد به تكاثر المصائب وإحاطتها بشخص أي إذا كانت النار في الدار والعدو في الطريق فأين المفرّ والخلاص.
۲۹۲٥ - «نَارُهْ وَلَا جَنِّةْ غيرُهْ»
يضرب في تفضيل إنسان على آخر. وانظر: (نار جوزي ولا جنة أبويا).
٢٩٢٦ - «نَاسْ بِأَوِّلْهُمْ وِنَاسْ بِآخِرْهُمْ»
انظر: (العبد يا بأولته يا بآخرته).
۲۹۲۷ - «اِلنَّاسْ بِالنَّاسْ وِالْكُلّْ عَلَى الله»
يضرب في حاجة الناس بعضهم لبعض في التعاون على الحياة.
۲۹۲۸ - «اِلنَّاسْ مَقَامَاتْ»
أي الناس مختلفون في القدر، فمنهم العظيم، ومنهم الحقير، فلا ينبغي أن يعامل هذا كما يعامل ذاك. يضرب غالباً عند تحقير عظيم.
۲۹۲۹ - «نَاسْ يَاكْلُوا الْبَلَحْ وِنَاسْ يِتْرِمُوا بِنَوَاهْ»
ويروى: (ينضربوا بالنوى) أي لكل أناس حظوظ وأقسام، فمنهم شقيّ ومنهم سعید.
٢٩٣٠ - «اِلنَّاقَة الْعَوِيلَةْ سَلَبِتْهَا طَوِيلَةْ»
أي الناقة الضعيفة الهزيلة حبلها الذي تربط به طويل. والمراد من قصر به حاله أو همته كمل نفسه بما لا يفيد.
۲۹۳۱ - «نَامْ لَمَّا أَدْبَحَكْ قَال دَا شيءْ يِطَيَّرْ النُّومْ»
انظر: (قال له نام) الخ في حرف القاف.
۲۹۳۲ – «نَامْ وِقَامْ لَقَى رُوحُه قَايِمْقَامْ»
قائم المقام: لقب لرتبة في الجندية، أي بين ليلة وصباحها وجد نفسه قد ارتقى لتلك
الرتبة. وبعضهم يزيد فيه: (حمد ربنا إللي ما اتربط في المرستان) أي حمد الله تعالى على تثبيته لعقله، وخلاصه من مستشفى المجانين. يضرب لمن ينال منالاً عظيماً بسرعة. وفي معناه: (إمتى طلعت القصر قال إمبارح العصر) وقد تقدم في الألف.
۲۹۳۳ - «نَايْبَكْ فِي الدَّسْتْ وِالْمَغْرَفَةْ تَايْهَةْ»
النايب: الحصة والنصيب أي ما يخصّ به شخص عند تقسيم شيء، والدست (بكسر فسكون): المرجل. يضرب لمن يخلق الأعذار لحرمان شخص من حقه. والمعنى: يقول له نصيبك من الطعام في المرجل ولكن المغرفة تائهة، أي غائبة عن نظرنا ولولا ذلك لغرفنا لك.
٢٩٣٤ - «نَايِمْ فِي الْمَيَّةْ وِخَايِفْ مِنِ الْمَطَرْ»
المية: المـاء. يضرب للأحمق يهتم باتقاء صغير الأمور وهو واقع في الكبير منها.
۲۹۳٥ - «النَّبِي صَلَّى عَلَى الْحَاضِرْ»
يریدون صلى صلاة الجنازة على من حضر وفاته. يضرب في معنى أنّ هذا هو الموجود فينبغي قبوله إذ لا حاضر سواء.
۲۹۳٦ - «النُّجُومْ فِي السَّمَا أَقْرَبْ لَكْ»
يضرب في الشيء البعيد المنال.
٢٩٣٧ - «اِلنَّحْس مَالوشْ إِلَّا أَنْحَسْ مِنُّهْ»
أي المشئوم لا يكافحه ويتغلب عليه إلا من هو أشأم منه، والمراد من يحلّ شؤمه بالناس. وكثيراً ما يريدون بالنحس الصفيق الوجه المشاغب الذي لا يؤثر فيه الكلام، وقد اشتقوا منه فعلاً فقالوا: (فلان وشه نحس) أي صفق كأنهم يريدون صار كالنحاس في صلابته، ومن كان كذلك لا يصلح لمكافحته إلا من هو أصفق وجهاً وأشد شغباً.
۳۹۳۸ - «اِلنُّخَالَةْ قَامِتْ وِالْعَلَامَةْ نَامِتْ»
النخالة: ما يطرح من القشور بعد نخل الدقيق، والعلامة: يريدون بها الدقيق الحواري. يضرب في ارتفاع السافل وانحطاط العالي. وانظر في العين المهملة: (العلامة انسكبت والنخالة قبت).
٢٩٣٩ - «اِلنَّدْبْ بِالطَّارْ وَلَا قْعَادِ الرجِلْ فِي الدَّارْ»
أي الندب بالدفّ أهون وقعاً، وأقل فظاعة من بقاء الرجل في داره بلا عمل، وكأنهم يريدون الندب عند موته، أى موته خير من هذا.
٢٩٤٠ - «اِلنِّسَا مَقْصَل أَعْوَجْ قَالْ لُوْلَاه أَعْوَجْ مَا كَانْشِ يْضُمّْ»
أي اعوجاج النساء ريما أفادهنّ فهن كالمقصل لا يحصد به إلا إذا كان معوجاً ولولا اعوجاجهنّ لظلمن ولم ينلن حقوقهنّ.
٢٩٤١ - «اِلنَّسَبْ أَهْلِيَّةْ»
النسب: المصاهرة، وهي تعدّ أهلية لما يكون فيها من الارتباط إلا في بعض الأحوال، ولهذا قالوا في مثل آخر: (إن ما كانش لك أهل ناسب) وقالوا أيضاً: (النسب حسب وإن صحّ يكون أهلية).
٢٩٤٢ - «اِلنَّسَبْ حَسَبْ وِإِنْ صَحِّ يْكُونْ أَهْليَّةْ»
النسب: المصاهرة، أي المصاهرة حسب للإنسان، وإن وفق المرء لمصاهرة صالحة قامت له مقام الأهل. وفي معناه قولهم: (إن ما كانش لك أهل ناسب). ويقوله بعضهم: (النسب أهلية) وما هنا أوضح لما فيه من التفضيل.
٢٩٤٣ - «اِلنَّسَبْ زَيِّ اللَّبَنْ أَقَلْ شيءْ يِغَيَّرُهْ»
المراد بالنسب المصاهرة، وأنها لا تتحمل أقل مغاضبة.
٢٩٤٤ - «نِشّفِتْ الْبِرْكَة وْبَانِتْ زَقَازِيقْهَا»
الزقازيق: صغار السمك، أي جفت مياه البركة وظهر ما فيها، يضرب للشيء يزول ما كان يستره ويظهر ما فيه من طيب أو خبيث.
٢٩٤٥ - «نُصِّ الْبَلَدْ مَا يِعْجِبْنِي وَأَنَا أَعْجِبْ مِينْ»
النص: النصف. ويروى: (نص البلد موش عاجباني يا ترى أنا أعجب مين) والمعنى واحد، أي نصف من في البلد لا يعجبوني ولا أدري أأعجب أنا أحداً؟. يضرب للمفرط في الإعجاب بنفسه مع قبحه.
٢٩٤٦ - «نُصّ الْعَمَى وَلَا العَمَى كُلُّهْ»
النص: النصف، وهو مثل قديم عند العامّة أورده الأبشيهيّ في المستطرف برواية:
(نصف البلا ولا البلا كله)1. وفي معناه قولهم: (الطشاش ولا العمى) وقد تقدم في الطاء المهملة: وانظر أيضاً في الهاء قولهم: (همّ بهمّ) الخ، ويرادفه من الفصيح: (بعض الشر أهون من بعض) قال الميدانيّ: يضرب عند ظهور الشرين بينهما تفاوت. وهذا كقولهم: (إنّ في الشرّ خياراً).
٢٩٤٧ - «نُصِّ الْفُطْرَةْ خَرُّوبْ»
الفطرة (بضم فسكون): يريدون بها ما يفطر عليه الصائم من النقل. يضرب في الشيء أكثره رديء.
٢٩٤٨ - «نُصِّ الْكَلَامْ مَالُوشْ جَوَابْ»
أي نصف الكلام لا جواب له. والمراد كثير من القول لغو وهراء، فلا تهتم بالإجابة عن كلّ ما تسمع. يضرب عند سماع ما لا طائل تحته.
٢٩٤٩ - «نُصِّ الْمُونَةَ عَ الطَابُونَةْ»
النص: النصف والمونة: المؤونة والطابونة المكان المحتوى على أفران للخبز. والمراد من أجاد خبز خبزه فقد ضمن جودته لأن العجين الجيد النوع يتلف إذا أسيء خبزه. يضرب في أن إتقان العمل له دخل كبير في جودة الشيء. وانظر في الفاء: (الفرن الحامي إدام تاني).
۲۹٥۰ - «نَطَرِتْ عَلَى بْتَاعِ الْمَلْحْ غَنَّى بْتَاعْ القُلْقَاسْ قَالْ لُهْ أَهِي جَتْ عَلَى نَاسْ نَاسْ»
نطرت: بمعنى أمطرت، وبتاع هنا: بمعنى صاحب أو بائع؛ أي أمطرت السماء على صاحب الملح فأفسدت ملحه ولكنها أصبحت القلقاس في مزرعته لأنه يجود بالمطر فغنى صاحبه سروراً، فقال له صاحب الملح: إنها جاءت لأناس بما يشتهون دون آخرين. يرادفه: (مصائب قوم عند قوم فوائد).
٢٩٥١ - «اِلنَّعْجَة الْعَيَّاطَةْ مَا يَاكلْشِ ابْنَهَا الدِّيبْ»
ویروی: (ما يسرقوش ولادها) وبعضهم يروي فيه: (المعزة) بدل النعجة، والمقصود بالعياطة التي تصيح، أي تحوط أولادها وتدفع عنهم، ولعله قريب من: (من لم يكن أسداً تأ كله الذئاب).
٢٩٥٢ - «اِلنَّعْجَة المْدْبُوحَةْ مَا يِوْجَعْهَاشْ السَّلْخْ»
أي متى ذبحت الشاة استوى عندها الرفق بها وعكسه فافعل بها ما تشاء فإنها لا تحس. يضرب لمن يساء منتهى الإساءة ثم يشفق عليه فيما دونها.
٢٩٥٣ - «اِلنِّعْمَة تِقِيلَةْ»
يضرب لمن يصيب نعمة بعد عوز فيبطر ولا يطيق تحملها.
٢٩٥٤ - «نِعْنَاعَةْ جَيَّة تْكَمِّلِ الْجَمَاعَةْ»
أي يكون في الضعف وصغر الشأن كالعود من النعناع يظن أن انضمامه إلى القوم يكملهم ويقويهم. يضرب للضعيف يعدّ نفسه من ذوي الشأن.
٢٩٥٥ - «نِغْسِلْ غَسِيلْ هَلْسْ وِنِتِّكِلْ عَلَى الشَّمْسْ»
يريدون بالهلس هنا الذي لم يجد غسله ولم ينق، أي لا تبالغ في إنقاء ثيابنا عند غسلها متكلين على نشرها في الشمس وهذا لا يفيد لأن الشمس تجففها ولا تنقيها. يضرب للمشكل في أموره على ما لا يفيد.
٢٩٥٦ - «نَفْخِةْ إِصْطَبْلْ»
أي لا تظنوا نشاط الدابة الذي رأيتموه من قوة بها وحران، وإنما هي نفخة شبع وراحة بالاصطبل لا تلبث أن تزول بركوبها وتذليلها. يضرب لمن تظهره الراحة والنعيم بغير حقيقته من القوة والكفاية بالأعمال فلا يلبث أن يكل ويفتضح.
٢٩٥٧ - «نَفْخَة وَشَمْخَة وْبَصَلَةْ فِي الْجيبْ»
الجيب (بالإمالة): شبه كيس يخاط في الثوب توضع فيه النقود وغيرها، أي أوداج منتفخة، وأنف شامخ، وليس في الجيب إلا بصلة. يضرب للفقير العدم المتكبر.
٢٩٥٨ - «اِلنَّفْسْ عَزِيزَةْ إذَا شَحّ زَادْهَا»
يضرب للعزيز النفس مع الفقر والحاجة.
٢٩٥٩ - «النَّقْبْ نَوَّرْ»
النقب أي ما ينقبه اللصوص في الحائط، وإذا اتسع وأنار المكان فقد افتضحوا. يضرب للأمر المشين المستور يتمادى فيه فيظهر.
٢٩٦٠ – «نُقْعُدْ عَ الْحِيطَةْ وِنِسْمَعِ الْعيطَةْ»
انظر: (بكرة نقعد) الخ في الياء الموحدة.
٢٩٦١ - «نُمُوتْ وِنِحْيَ فِي فَرَحْ يَحْيَ»
ويروى: (في حبّ) بدل في فرح، والمقصود بالفرح (بفتحتين) العرس، أي ننام ونستيقظ ونموت ونحيى ونحن مشتغلون بعرس يحيى ليس لنا حديث إلا فيه، ولا عمل إلا الاشتغال به. يضرب المشغول بالشيء اللاهج به في جميع أوقاته. وانظر: (اللي نبات فيه نصبح فيه).
٢٩٦٢ - «اِلنَّهَارْدَةْ دُنْيَا وِبُكْرَةْ آخْرَةْ»
كلمة جرت مجرى الأمثال عندهم، أي تذكر أن بعد اليوم يوماً آخر تحاسب فيه.
۲۹٦٣ - «نَهَارْ الْعَدُو مَا يِصْفَى يِخْفَى»
المقصود من هذا المثل بيان أن العدوّ لا يصفو، فبالغوا في التعبير عن ذلك بقولهم بأن اليوم الذي يصفو فيه العدوّ يختفي فيه ولا يكون له وجود. وبعضهم يخرجه مخرج الدعاء عليه فيريد ليخف، أو ليذهب لا ردّه الله فلا كان ولا كان صغاؤه.
٢٩٦٤ - «النَّهَارْ لُهْ عَنينْ»
أي له عينان. والمراد يتضح فيه الشيء وتظهر خفاياه، ولهذا قالوا: (عشرة الليل تسعين) وقد تقدّم.
٢٩٦٥ - «نَهَقْ الْحُمَارْ طِلِعِ النَّهَارْ»
معنى طلع: ظهر. والمراد قد وضح الأمر.
٢٩٦٦ - «نَوَايَةْ تِسْنِدِ الْجَرَّةْ قَالْ وِتِسْنِدِ الزِّيرِ الْكِبيرْ»
أي النواة تستند عليها الجرة فتمنعها على صغرها من الميل، فقيل بل ويستند عليها الزير الكبير، أي الخابية العظيمة وبعضهم يقتصر فيه على قوله (النواية تسند الزير) يضرب للشيء الحقير يستصغر، وهو ذو نفع عظيم؛ أي لا تستحقروا شيئاً فإنّ العظيم قائم بالحقير، وهو مثل قديم في العامية رواه الأبشيهيّ بلفظه في المستطرف2.
۲٩٦٧ - «نُومِ الظّالِمْ عِبَادَةْ»
لأنه يكفه عن ظلم الناس وتحمل المآثم، فيكون له كالعبادة لغيره:

  1. ج ۱ ص ٤٧
  2. ج ۱ ص ٤٦