الأمثال العامية- مشروحة ومرتبة على الحرف الأول من المثل (الطبعة الثانية)/حرف التاء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


حرف التاء

۸٦٦ - «إِلتَّاجِرْ لَمَّا يْفَلِّسْ يِفَتِّشْ فِي دَفَاتْرُه الْقَدِيمَةْ»
ويروى: (يفلي) بدل يفتش لأنه فى حالة اليسر لا يهتم بما قدم عهده لاشتغاله بما هو فيه من الريح، ولكنه إذا أفلس رجع إلى تلك الدفاتر التماساً لدين قديم يعثر عليه فيطالب به. يضرب فى هذا المعنى ولا يخص به التاجر.
۸٦۷ - «تَاخْدِي جُوزِي واتْغِيِرِي مَا نْخِیِلي»
أى تتزوجين بجوزي وتتعدين علي ثم تظهرين الغيرة منى! إن هذا لأمر عجيب لا تظنى أنك تخيلين فيه، ومعنى خال فى الشيء عندهم: حسن فيه، وأكثر ما يستعمل فى الثياب، يقولون: خال فى الثوب، وخال عليه الثوب: أى حسن ولاق به ولبق. يضرب لمن يتعدي على شخص فى أمر يخصه ويشاركه فيه ثم لا يكفيه حتى يظهر التبرم منه.
۸٦۸ - «تَاکْلُهْ يرُوحْ تِفَرَّقُه يِفُوحْ»
أى ما طعمته يذهب من غير ذكر وما تطعمه لغيرك يذكر. والمراد أنّ الإحسان كالشذا تفوح رائحته الطيبة.
۸٦۹ - «تِبَاتْ نَارْ تِصْبَحْ رَمَادْ لَهَا رَبٍّ يِدَبِّرْهَا»
ويروى: (تكون نار) الخ. يضرب فى تهوين المصائب والتذكير بلطفه تعالى وعنايته بخلقه فيها، فكم من مصيبة عظمت واشتعلت اشتعال النار فلم يأت عليها الصباح حتى خمدت وصارت رماداً ، وهو مثل قدیم عند العامة أورده الأبشيهىّ فى المستطرف بلفظه.1
٨٧٠ - «تِبْقَى عُورَهْ وِبِنْتْ عَبْدْ وْدُخْلِتْهَا لِيلِةِ الْحَدّْ»
تبقى: معناه تكون. والدخلة (بضم فسكون): لية البناء، والمعنى تكون عوراء وبنت عبد، أى سوداء اللون، وتكون ليلة عرسها ليلة الأحد، والعادة فى هذه الليلة أن تكون ليلة الجمعة أو الإثنين. ويروى: (ليلة الأربع) أى الأربعاء. ويروى: (عورة وبنت عبد) الخ بحذف (تبقى) من أوله. وفى معناه من الأمثال العربية: (أحشفاً وسوء كيلة). يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين.
۸۷۱ - «تُكُونْ فِي إِيدَكْ تُقْسَمْ لِغْيرَك»
ويروى: (تكون فى إيدك) والإيد (بكسر الأول): اليد. ويروى: تكون فى حنكك أى فى فمك. والمراد تكون الحاجة، وهى عندهم بمعنى الشىء أضمر لها وإن لم يجر لها ذكر، والمعنى قد يكون فى يدك أو فى فيك وهو مقسوم لغيرك فيفوز به دونك.
۸۷۲ - «تِتَبِّتِ الْحَبلْ وِالْجِرَابْ مَقْطُوعْ»
أى توكى فم الجراب بالحبل مع أنه مشقوق يسقط ما فيه فما فائدة تثبيت الحبل فى فمه. يضرب للمرء يأخذ بالحزم فى أمر من جهة ويهمل جهة أخرى تذهب بالفائدة.
۸۷۳ - «تِتْكَحَّلْ بِإبْرَه وِتِتْخَطّطْ بِمُسْمَارْ»
تتخطط، أى تسود حاجبيها. والمراد أنها لحذقها تفعل ذلك فتحسن حاجبيها ولا تضر بعينيها.
۸۷٤ - «تِجْرِي جَرْي الْوُحُوشْ غِيرْ رِزْقَكْ مَا تْحُوشْ»
ويروى: (تحوش الوحوش) بدل تجري جرى الوحوش، ومعنى حاش عندهم أمسك واستحوذ، أى لا يفيدك السعى وكثرة الجري والتعب وراء رزقك فإنك لن تنال إلا ما قسم لك. وفى المخلاة لبهاء الدين العاملي: (لا يعدو المرء رزقه وإن حرص).2
۸۷٥ - «تِجِي عَ الشَّعْبْ وِتْطّيَّرْ»
يريدون السفينة تسير ثم تصادف شعباً وهو ما ينبت كالشجر فى البحر فتكسر وتتطاير قطعها. يضرب للأمر يجري فى مجراه ثم يصادف ما يفسده.
۸۷٦ - «تِجِى عَلَى أَهْوَنْ سَبَبْ»
أى تأتي الأمور وتتيسر بأهون الأسباب عندما يريد الله تعالى تيسيرها. يضرب فى الأمر يتعسر مع محاولة الأسباب الكثيرة ثم يتيسر بأهونها.
٨٧٧ - «تِجِي مَعَ الْعُورْ طَابَاتْ»
الطابات: خشبات يلعب بها لعبة معروفة بالطاب، أى قد يصيب الأعور فى لعبة فیقمر صحيح العينين أحياناً. ويروى (الهبش) وهو الأكثر الأشهر فى هذا المثل، ومعناه البله. ويروى أيضاً: (الهبل) وهم البله.
۸۷۸ - «تحْتِ الْبَرَاقِعْ سِمّْ نَاقِعْ»
أى لا يغرنك ما تراه من الظاهر الحسن فإن ما تحت البراقع سم قاتل. يضرب للحسن الظاهر القبيح الباطن.
۸۷۹ - «تُحُوشِ الْوُحُوشْ غيرْ رِزْقَكْ مَا تْحُوشْ»
انظر (تجري جري الوحوش) الخ.
۸۸۰ - «تِخَانِقْنِي فِي زَفَّةْ وِتْصْطِلِحْ مَعَايَا فِي حَارَةْ»
تخانقني، أى تشاجرني، وأصله من الأخذ بالخناق. والحارة الطريق التى لا تبلغ أن تكون شارعاً أى تعادينى فى العلانية وتصالحنى فى الخفاء. ويروى: (يضرب فى زفة ويصالح فى عطفه) وسيأتي فى الياء آخر الحروف. وفى معناه قول أبي إسحاق الصابىء:
ومن الظلم أن يكون الرضا سرا
ويبدو الإنكار وسط النادى3
٨٨١ - «إِلتُّخْنْ عَ الْجِمِّيزْ»
العين مخفف على. والتخن (بضم أوله): غلظ الجسم. والجميز شجر معروف بمصر يعظم وله ثمر يؤكل يشبه التين، أى ليس الفخر بعظم الجرم، بل بالعقل والذكاء وإلا لكان شجر الجميز أفضل من الإنسان وأولى بهذا الفخر منه. وبعضهم يزيد فى أوله فيقول: (الطول ع النخل والتخن ع الجميز) وسيأتى فى الطاء المهملة.
۸۸۲ - «تِدْبَلْ الْوَرْدَةْ وِرِيحتْهَا فِيهَا»
أى إن ذبلت تبقى رائحتها فيها ويروى: (إن دبل الورد ريحته فيه) وسبق الكلام عليه فى حرف الألف.
۸۸۳ - «تُرْبطْ فِي خِلْوَةْ وِتْسِيبْ فِي بِيتْ أَوَّلْ»
البيت الأوّل: مكان يدخل منه إلى الحمام والخلوة (بكسر الأول) والصواب فتحه: حجرة يغتسل فيها، والمعنى: تعاقدني ونحن فى الخلوة ثم تنقض ماعقدت إذا خرجتا إلى البيت الأول. يضرب فى سرعة نقض العهد.
٨٨٤ - «تُروحْ فِينْ يَا زَغْلُوكْ بِينْ المُلوكْ»
الزعلوك (بفتح فسكون فضم) محرف عن الصعلوك (بضم الأول) والمراد به الفقير الرث الثياب، أى أين تذهب يا من هذه صفته بين الملوك. يضرب للمتعدّی طوره المزاحم من فوقه ويروى: (راح تروح فين) الخ.
۸۸٥- «تِسَايِسْ خِلَّكْ وِتْدَارِيهْ واللِّى فيهْ شِي مَا يْخَلِّیهْ»
معنى يخليه: يتركه ويرجع، أى تسوسه باللين وتداريه فلا يرجعه ذلك عما فطر عليه. يضرب فى السيء الخلق لا يصلحه حسن المعاملة. وانظر فى الألف (اللِّي فيه ما يخليه).
۸۸٦ - «تِسْكَرْ وِتْخَانِقْ مَا هُوشْ مُوافِقْ»
أى ليس من الموافق أن تتشاجر مع الناس وأنت سكران لا تعى ما تقول وتفعل فإنه غير حميد العاقبة، وهو من الأمثال العامية القديمة التى أوردها الأبشيهي فى المستطرف4 ولكن برواية: (ما هو شىء) بدل (ماهوش).
٨٨٧ - «تِشَارِكْ الْجِنْدِي مِينْ يُرْطُنْ لَكْ وِتْشَارِكْ الْبَدَوي مِين يحْسِبْ لَكْ»
يريدون بالجندي التركى، ويريدون بمين (بكسر الأول): من الاستفهامية، أى إذا
شاركت التركى احتجت إلى من يرطن لك، وإذا شاركت البدوى تعبت في محاسبته لجهله بالحساب. والمراد لا تعامل إلا من تسهل عليك معاملته.
٨٨٨ - «التَّشْفِيطْ مَا يمْلَاشْ قِرَب»
انظر: (عمر التشفيط ما يملاش قرب) فى العين المهملة.
۸۸۹ - «تِضْرَبْ القُطَّةْ تِخَرْبِشَكْ»
خربشة: بمعنى ظفره. يضرب لمن يبدأ بالشر فیقابل بمثله.
۸۹۰ - «تِضْرَبْنِي تِقْطَعْ رَاسِى تِصَالِحْنِي تِجِيبْ لِى رَاسْ مِنينْ»
أى تضربني قاصداً قتلي فتقطع رأسى، تم إدا حاولت مصالحتي بعد ذلك من أين تأتينى برأس. يضرب في أن الصلح لا يفيد بعد وقوع ضرر لا يرجى دفعه.
۸۹۱ - «تِعَاتِبِ الدِّنِي تِكْبَرْ نِفْسُهْ»
أى الدنىء لا يعاتب لأن العتاب يزيده كبراً أو تعاظماً. وانظر: (تعاتب العويل) الخ.
٨٩٢ - «تِعَاتِبِ الْعَوِيلْ تِغْلَضْ وِدْنُه»
العويل: اللئيم الوضيع، والودن (بكسر فسكون): الأذن وتغلض معناه: تغلظ، أي لا ينفع العقاب فى مثله ولا يؤثر فى أدنه بل يزيدها غلطاً. وانظر: (تعاتب الدني) الخ.
۸۹۳ - «تَعَالُمْ نِتْقَابِحْ وَبُكْرَةْ نِصَّالِحْ»
أى تعالوا نتشاتم اليوم ونتصالح غداً. يضرب لمن هذا دأبه في معاملة الناس، وهو مثل قديم فى العاميّة أورده الأبشيهى فى المستطرف برواية: (تعالوا بنا نقتبح ونرجع غداً نصطلح)5.
۸۹٤ - «إِلتَّعْبَانْ مِنْ رِفِيقُه يْوَسَّعْ»
أي الذي تعب وضجر من صاحبه حق عليه أن يفارقه ويوسع له المكان لا أن يكلفه بالرحيل فليس ذلك من العدل ولا من المعقول.
۸۹٥ - «تُعْرُجْ قُدَّامْ مِكَسَّحْ»
تعرج يراد به هنا: تتعارج. والمكسح: المقعد، أي أية فائدة لك من التعارج أمام المقعد الذى لا يستطيع مساعدتك وإعانتك وأنت إما تفعل ذلك إظهاراً للعجز وطلباً للإعانة. بضرب لمن يتظاهر بأمر للاستفادة منه فيخطئ في استعماله في غير موضعه ويرويه بعضهم: (ما تعرجش أمام مكسحين) وهو أوضح معنى. وانظر: (يعرج فى حارة العرج).
۸۹٦ - «تِعْرَفْ فُلَانْ؟ أَيْوَهْ. عَاشِرْتُهْ؟ لَأ. بَقَى مَا تِعْرَفُوشْ»
أيوه (بفتح فسكون ففتح) حرف جواب بمعنى نعم، وأصلها إى وكذا، ثم ألحقوا بها هاء السكت. والمراد من المثل: لا يعرف المرء وأخلاقه إلا من عاشره.
۸۹۷ - «تغُورِ الْعُورَهِ بفَدَّانْهَا»
تغور: دعاء عليها بالبعد أو الملاك والفدّان (بفتح الأول وتشديد الدال المهملة): الجريب من الأرض. والمراد: لا أتزوج العوراء لغناها فلتبعد هي وجريبها.
۸۹۸ - «تَفُّوا عَلَى وِشِّ الرَّزِيلْ قَالْ دِى مَطَرَةْ»
التف: التفل والبصق، والوش (بكسر الأول مع تشديد الشين): الوجه. والرزيل (بفتح فكسر) وقد يقولون: الرزل (بكسرتين) يريدون به الثقيل الروح والمعاشرة وصوابه: الرذيل والرذل (الذال المعجمة لا الزاي) ومعناه في اللغة: الدون الخسيس والمعنى أنهم بصقوا على وجهه استثقالاً له واحتقاراً، فلم يغضبه ما فعلوا لخسته، بل أوهمهم أنه بحسب ما كان مطراً أصابه منه رشاش.
۸۹۹ - «تِقْرا مَزَامِيرَكْ عَلَی مِينْ یَا دَاوُودْ»
مين (بكسر الأول) يريدون بها من الاستفهامية، والمعنى: مزاميرك على ما فيها من الحكمة لا يسمعها منك أحد على من تقرؤها با نبي الله؟ أي لا حياة لمن تنادى ويروى (زبورك) بدل مزاميرك. ويرويه آخرون: (راح تقرا زبورك) بزيادة راح بأوله.
٩٠٠ - «تُقْعُدْ تَحْتْ الْحَنِيَّهْ وِتْقُولْ يَا أمِّةْ مَالُوشْ نِيَّهْ»
يخصون الحنية التي تحت السلام لا مطلق حنية، أي تقعد البنت البائرة تحت الحنية وتختبئ فيها خجلاً ثم تسائل أمها وتقول: أما للخاطب نية فىّ يا أمّاه، أي أين إظهارها الخجل من هذا السؤال. يضرب للذي يتظاهر بغير الحقيقة ثم تحمله الرغبة في الشيء على إظهارها.
٩٠١ - «الْتُّقْلْ صَنْعَةْ»
التقل (بضم فسكون): هو الثقل يستعملونه في الإجرام وفى نقل الروح والفدامة وفى معنى الإغضاء والإطراح، وهو المقصود هنا، يقال: (فلان تقل على فلان) أي سكت عنه وأعرض واطرحه، ومعنى المثل إعراض المحبوب واطراحه لعاشقه مما يزيد الماشق شغفاً وسعياً وراء استرضائه، ومقصودهم بالصنعة إتقان العمل، أي: هو من إتقان صناعة الاستغواء.
٩٠٢ - «إِلتُقْلْ وَرَا يَا قَبَّانِي»
أي في الميزان ذي الكفة الواحدة لأن حديدة العيار تكون في أواخره، والمراد تنبه لذلك أيها الوازن. يضرب للأمر تستخف أوائله وثقله في أواخره. وانظر: (القباني بآخره) في حرف القاف.
٩٠٣ - «تُكُونْ في إِيدَكْ تُقْسَمْ لِغِيرَكْ»
انظر (تبقى في إيدك الخ).
٩٠٤ - «تُكُونْ نَارْ تِصْبَحْ رَمَادْ لَهَا رَبِّ يْدَبِّرْهَا»
انظر: (تبات نار) الخ.
٩٠٥ - «تَمِّتْ الْحَبَايِبْ مَا بقَاش حَدّْ غَايِبْ»
يضرب في اجتماع الشمل، وقد يقصد به التهكم في اجتماع المتباغضين ويروى: (اتلمت) بدل تمت، ومعناه اجتمعت.
۹۰٦ - «إِلْتَّمْرْ مَا يْجِيبُوشْ رَسَایِلْ»
أي لا تأتى به الرسائل وإنما يبعث به من يريد، والمراد الهدية تهدى ولا تطلب. وانظر في الألف: (اللِّي ينشحت بالبق يتاكل بإيه).
٩٠٧ - «تَمَلِّى الْعَاقْبَةْ عَنِ العُقُولْ غَايْبَه»
على (بفتحتين وكسر اللام المشددة) معناها دائماً، أى إن الماقبة تغيب دائماُ عن العقول ولا يفكر فيها أحد.
۹۰۸ - «تُمُوتْ الْحَدَادِى وعَينهَا فِى الصِّيدْ»
الحدادى عندهم جمع حداية (بكسر الأول وتشديد الثاني) وهى الحدأة، ومن تعبيراتهم قولهم: (عينه في كذا) أى يشتهيه، والمثل قديم فى العامية أورده الأبشيهى فى المستطرف بلفظه6. وفى معناه عند العامة قولهم: (يموت الفروج وعينه في الدشيشة) وسيأتي في الياء آخر الحروف وفي معناه من الأمثال العامية القديمة التي أوردها البدرى في سحر العيون7 قولهم: (تموت القطة وعينها في الليه) أي في الألية. والمراد من شب على شيء شاب عليه. يضرب في استحالة رجوع المرء عما تعوّده وألفه.
۹۰۹ - «تُمُوتْ الرَّقَّاصَةْ وِوِسْطَهَا يِلْعَبْ»
أنظر: (تموت الغازيه وصباعها يرقص).
۹۱۰ - «تُمُوتْ الْغَازِيَّة وِصْبَاعْهَا يُرْقُصْ»
الغازية: الراقصة واللاعبة على الحبل في الريف، والصباع (بضم أوله) الأصبع. والمراد من المثل المبالغة في صعوبة ترك المرء ما تعوده. ويروى: (وكعبها) بدل صباعها ويريدون به عقبها. وفي معناه قولهم: (تموت الرقاصة ووسطها يلعب) وانظر أيضاً قولهم: (يموت الزمار وصباعه يلعب) وسيأتي في الياء آخر الحروف.
٩۱۱ - «التَّنَا وَلَا الْغِنَا»
التنا يريدون به الأصل الطيب، والمراد تفضيله على الغني فى الاختيار، أى من أراد
المصاهرة أو معاشرة شخص فعليه بالأخيار الطيبى الأصول، لأن الغنى عرض يزول ورب فقير صالح وغنى طالح.
٩١٢ - «تَنَّكْ وَرَ الْكَدَّابْ لَحَدّْ بَابِ الدَّارْ»
تنك، أى الزم ما أنت فيه وابق عليه. والمراد کن وراء الكذاب إلى باب داره يظهر لك كذبه، أى سايره فى كلامه ولا تجادله حتى يبلغ مداه فيظهر لك بالعيان كذب ما سمعته. ويروى (اتبع الكداب) الخ. وقد تقدم ذكره فى الألف ويروى: (سدق الكداب) الخ. وسيأتى فى السين المهملة.
۹۱۳ - «تُوبِ الدُّرّْ مُرّْ وِمِنْ لبْسُهْ إتْقَلِّ حَيَاةْ»
يريدون بالدر الدّرة أى الضرة، ويرويه بعضهم (من نار) بدل مرّ، وهو أوفق لأن المرارة لا تناسب الثوب والمراد الضرة تشعل نار الغيرة فى قلب ضرتها وتمرّ عيشها وتعلمها قلة الحياء لما يقع بينهما من النزاع والمشاغبة.
٩١٤ - «تُوبِ السَّلَامَه مَا يِبْلَاشْ»
لا يستعملون يبلى إلا فى الأمثال ونحوها، وأما فى غيرها فيقولون: يدوب، يريدون يذوب، أى إذا كتب الله تعالى السلامة الشخص وألبسه ثوبها فإنه لا يبلى.
۹۱٥ - «تُوبِ عَلَيَّ وِتُوبِ عَ الْوَتَدْ وَأَنَا أَحْسَنْ مِنْ فِى الْبَلَدْ»
أى لا يملك إلا ثوبين ثوب يلبسه، وآخر معلق بالوتد، أى المشجب، ومع ذلك يتعاظم ويدعى أنه أحسن من فى البلد، وهو مثل قديم فى العامية أورده الأبشيهى فى المستطرف برواية: (توب عليه وثوب على الوتد قال أنا اليوم أحسن من كل من فى البلد).8
٩١٦ - «تُوبِ الْعِيْرَةْ مَا يْدَفِّى»
أى توب العارية لا يدفئ. والمراد العارية لا ينتفع بها وإنما ينتفع المرء بما يملك لأنه فى يده يجده عند الحاجة إليه، وهو من الأمثال العامية القديمة التى أوردها
الإبشيهى فى المستطرف ولكنه رواه بلفظ (ثوب) بالمثلثة.9 وقالوا في العارية: (اللِّى ما هو لك كمان شويه يقلعولك) وقدم ذكره في الألف.
۹۱۷ - «تُوبْ غِيرَكْ مَا يْخِيْلشْ عَلِيكْ»
أي ثوب غيرك لا يحسن عليك ولا يليق. يضرب لن يتجمل بما لا يملك ويظهر أنه له فيفتضح أمره.
۹۱۸ - «تُوتَهْ تُوتَهْ فِرِغِتْ الْحَدُّوتَهْ»
توته توته: حكاية لصوت الزمر. والحدوته (بفتح الأول وضم الثاني المشدّد) يراد بها الحكاية والقصة تروى، وصوابها الأحدوثة. ومن عادتهم أن يقولوا هذه الجملة عند الفراغ من القصة. يضرب للأمر يهتمّ به ويكثر الكلام فيه ثم ينقضى كأن لم يكن.
٩۱۹ - «تِيْتِي تِيْتِي زَيّْ مَا رُحْتِي جِيتِي»
تيتي تيتي (بكسر الأول): حكاية لصوت الزمر، وزي (بفتح الأول وتشديد المثناة التحتية) معناه عندهم مثل، أى إنك ذهبت مشيعة بالزمر والضجيج ثم عدت به ولم تصنعى شیئاً. يضرب لمن يقوم بأمر يحيطه بكثرة الكلام والإعلان ثم لا يفلح فيه. وقد أورده الموسويّ فى نزهة الجليس في أمثال نساء العامة ولكن برواية (مثل) بدل زى10.

  1. ج ١ ص ٤٣
  2. ص ٨٦
  3. نهاية الأرب للنويري ج ٣ ص ١٠٨
  4. ج ١ ص ٤٣
  5. ج ١ ص ٤٣
  6. ج ١ ص ٤٣
  7. ص ١٣٣
  8. ج ١ ص ٤٣
  9. ج ١ ص ٤٣
  10. ج ٢ ص ٢٤٥