انتقل إلى المحتوى

الآجرومية في النحو

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​كتاب الآجرومية في النحو (مخطوطة 1592)​ المؤلف محمد بن آجروم


بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام العالم العلامة محمد بن داود الصنهاجي الشهير بآجروم الكـلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع وأقسامه ثلاثة اسم وفعل وحرف جآ لمعنى فالاسم يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام وحروف الخفض وهي من وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم وهي الواو والباء والتاء والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاء التأنيث الساكنة والحرف ما لا يصلح معه دليل الاسم ولا دليل الفعل.

باب الإعراب

الإعراب تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظاً أو تقديراً وأقسامه أربعة رفع ونصب وخفض وجزم فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولا خفض فيها.

باب معرفة علامات الإعراب

للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون فأما الضمة فتكون علامة للرفع في أربعة مواضع في الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء. وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الستة وهي أخوك وأبوك وحموك وفوك وهنوك وذو مال وأمَّا الألف فتكون علامة للرفع في تَثْنِيَةِ الأسماء خاصَّة وأما النون فتكون علامة للرفع في الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة وللنصب خمس علامات الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الستّة نحو رأيت أخاك وأباك وما أشبه ذلك وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع وأما حذف النون فتكون علامة للنصب في الأفعال التي رفعها بثبات النون. وللخفض ثلاث علامات الكسرة والياء والفتحة فأما الكسرة فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد المنصرف وجمع التكسير المنصرف وجمع المؤنث السالم وأما الياء فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع في الأسما الستة وفي التثنية والجمع وأما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف وللجزم علامتان السكون والحذف فأما السكون فيكون علامة للجزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر وأما الحذف فيكون علامة الجزم في الفعل المضارع المعتل الآخر وفي الأفعال التي رفعها بثبات النون

فصل

المعربات قسمان قسم يعرب بالحركات وقسم يعرب بالحروف فالذي يعرب بالحركات أربعة أنواع الاسم المفرد وجمع التكسير وجمع المونث السالم والفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء وكلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسكون وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء جمع المونث السالم ينصب بالكسرة والاسم الذي لا ينصرف بخفض بالفتحة والفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره والذي يعرب بالحروف أربعة أنواع التثنية وجمع المذكر السالم والأسما الستّة والأفعال الخمسة وهي يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين فأما التثنية فترفع بالألف وتنصب وتخفض بالياءِ. وأما جمع المذكر السالم فيرفع بالواو وينصب ويخفض بالياء. وأَما الأسماء الستّة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء. وأما الأفعال الخمس فترفع بالنون وتنصب وتجزم بحذف النون.

باب الأَفعال

الأفعال ثلاثة ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب. فالماضي مفتوح الآخر أبدا. والأمر مجزوم أبداً. والمضارع ما كان في أوله إحدى الزَّوَايدِ الأَربع يجمَعها قولك أنَيت وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب فينصبه أو جازم فنجزمه فالنواصب عشرة وهي أن ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود وحتى والجواب بالفاء والواو وأَو. والجوازم ثمانية عشر وهي لم ولمَّا وألم وألما ولام الأمرِ والدعاء ولا في النهي والدعاء وان وما ومن ومهما واِذْما وأيُ وَمَتى وأيان وأين وحيثما وكيفما وإذا في الشعر.

باب مرفوعات الأَسماء

المرفوعات سبعة وهي الفاعل والمفعول الذي لم يسم فاعله والمبتدأ وخبره واسم كانَ وأخواتها وخبر إِن و أَخواتها والتابع للمرفوعِ وهو أربعة أشياء النعت والعطف والتوكيد والبدل.

باب الفاعل

هو الاسم المرفوع المذكور قبله فعله وهو على قسمين ظاهِر ومضمر فالظاهر نحو قام زيد ويقوم زيد وقام الزيدان ويقوم الزيدانِ وقام الزيدون ويقوم الزيدون وقام اخوك ويقوم اخوك والمضمر نحو قولك ضرب وضربت وضربتما وضربتم وضربتن وضرب وضربا وضربوا وضربت وضربتا وضربن.

باب المفعول الذي لم يسم فاعله

وهو الاسم المرفوعُ الذي لم يذكر معه فاعله فإن كان الفعل ماضياً ضم أوله وكسر ما قبل آخره وإن كان الفعل مضارعاً ضم أوله وفتح ما قبل آخره وهو على قسمين ظاهر ومضمر فالظاهر ما تقدم ذكره نحو قولك ضرب زيد ويضرب عمرو وأكرم زيد ويكرم عمرو والمضمر نحو قولك ضربت وضربنا وضربت وما أشبه ذلك.

باب المبتدا والخبر

المبتدأ هو الاسم المرفوع المسند إليه نحو قولك زيد قايم والزيدان قايمان والزيدون قايمون والمبتدأ قسمان ظاهر ومضمر فالظَّاهر ما تقدمَ ذكره والمضمر اثنا عشر وهي أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتن وهو وهي وهما وهم وهن نحو قولك أنا قايم ونحن قايمون وما أشبه ذلك والخبر قسمان مفرد وغير مفرد فالمفرد نحو زيد قايم وغير المفرد أربعة أشياء المجرور والظرف والفعل مع فاعله والمبتدأ مع خبره نحو زيد في الدار وزيد عندك وزيد قام أبوه وزيد جاريته ذاهبة.

باب العوامل الداخلة على المبتدإ والخبر

وهي ثلاثة أشياء كان وأخواتها وإن وأخواتها وظننت وأخواتها فأَما كان وأخواتها فإنها ترفع الاسم وتنصب الخبر وهي كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات وصار وليس وما زال وما انفك وما برح وما فتيء وما دام وما تصرف منها نحو كان ويكون وكن وأصبح ويصبح وأصبح تقول كان زيد قايماً وليس عمرو شاخصاً وما أشبه ذلك وأما إنَّ وأخواتها فإنها تنصب الإسم وترفع الخبر وهي إنَّ وأن ولكن وكأن وليت ولعل تقول إن زيداً قايم وليت عمراً شاخص ومعنى إنَّ وأَنَّ للتأكيد ولكن للاستدراك وكأن للتشبيه وليت للتمني ولعل للترجي والتوَقع.

باب ظننت وأخواتها

فإنها تنصب الاسم والخبر على أنهما مفعولان لها وهي ظننت وحسبت وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتخذت وجعلت وسمعت تقول ظننت زيداً قايماً وخلت عمراً شاخصاً.

باب النعت

النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفهِ وتنكيره تقول قام زيد العاقل ورأيت زيداً العاقلَ ومررت بزيد العاقلِ والمعرفة خمسة أشيا الاسم المضمر نحو أنا وأنتَ والاسم العلم نحو زيدٌ ومكة والاسم المبهم نحو هذا وهذه وهؤلاء والاسم الذي فيه الألف واللام نحو الرجل والغلام وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة والنكرة كل اسم شايع في جنسه لا يختص به واحد دون آخر وتعريفه كل ما صلح دخول الألف واللام عليه نحو الرجل والفرس.

باب العطف

وحروف العطف الواو والفا وثم وأَوْ وأم وبل ولكن ولا وحتى في بعض الموضع فإن عطفت بها على مرفوع رفعت أو على منصوب نصبت أو على مخفوض خفضت وعلى مجزوم جزمت تقول قام زيد وعَمرو ورأيت زيداً وعَمراً ومررت بزيدٍ وعَمرٍو.

باب التوكيد

التوكيد تابع للموكد في رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره ويكون بألفاظ معلومة وهي النفس والعين وكل وأجمع وتوابع أجمع تقول قام زيدٌ نفسه ورأيت القوم كلهم ومررت بالقوم أَجمعين.

باب البدل

إذا أبدل اسم من اسم أو فعل من فعل يتبعه في جميع إعرابه وهو أربعة أقسام بدل الشيء من الشيء وبدل البعض من الكل وبدل الاشتمال وبدل الغلط تقول جاني زيداً أَخوك وأكلت الرغيف ثلثه ونفعني زيدٌ علمه ورأيت زيداً الفرس أردت أن تقول الفرس فغلطت فأبدلت زيداً مِنه.

باب منصوبات الأسما

المنصوبات خمسة عشر وهي المفعول بهِ والمصدر وظرف الزمان وظرف المكان والحال والتمييز والمستثنى واسم لا والمنادى وخبر كان وأَخَواتِها واسم إنَّ وأخواتها والتابع للمنصوب وهو أربعة أَشياء العطف والتوكيد والنعت والبدل والمفعول من أجله والمفعول معه.

باب المفعول به

وهو الاسم الذي يقع عليه الفعل نحو رأيت زيداً و ركبت الفرس وهو قسمان ظاهر ومضمر فالظاهر ما تقدم ذكره والمضمر قسمان متصل ومنفصل فالمتصل إِثنا عشر نحو قولك ضَرَبَنِي وَضَرَبَنا وَضَرَبَكَ وَضَرَبَكِ وَضَرَبَكُما وَضَرَبَكُمْ وَضَرَبَكُنَّ وَضَرَبَهُ وَضَرَبَهَا وَضَرَبَهُمَا وَضَرَبَهُمْ وضَرَبَهُنَّ والمنفصل إثنا عشر نحو قولك إيَّايَ وإيَّانا وإيَّاكَ وإيَّاكِ وإيَّاكُما وإيَّاكُمْ وإيَّاكُنَّ وإيَّاهُ وإيَّاها وإيَّاهُما وإيَّاهُمْ وإيَّاهُنَّ.

باب المصدر

المصدر هو الاسم الذي يجيء ثالثاً في تصريف الفعلِ نحو ضرَبَ يضرب ضرباً وهو قسمان لفظيٌّ ومعنوي فإِن وافق لفظه فعله فهو لفظي نحو قتلته قتلاً وإِن وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي نحو جلست قعوداً وقمت وقوفاً.

باب ظرف الزمان وظرف المكان

ظرف الزَّمان هو اسم الزَّمان المنصوب بتقدير في نحو اليوم والليلة وغدوة وبكرة وسحراً وغداً وعتمة وصباحاً ومساء وأبداً وأمداً وحيناً وما أشْبَهَ ذلك واما ظرف المكان هو اسم المكان المنصوب بتقدير في نحو أَمامَ وخلف وقدامَ ووراءَ وفوق وتحت وعند ومع وإِزَاءَ وتِلْقَاءَ وحِذَاءَ وهُنَا وثَمَّ وما أَشْبَهَ ذلك.

باب الحال

الحال هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات نحو جاء زيد راكباً وركبت الفرس مسرجاً ولقِيت عبد الله راكباً وما أشبه ذلك ولا يكون الحال إلا نكرةً ولا يكون إلا بعد تمام الكلام ولا يكون صاحبها إلا معرفة.

باب التمييز

التمييز هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات نحو قولك تصبب زيد عرقاً وتفقأَ بكر شحماً وطاب محمد نفساً واشتريت عشرين غلاماً وملكت تسعين نعجة وزيد أكرم منك أباً وأجمل منك وجهاً ولا يكون إلا نكرة.

باب الاستثناء

وحروف الاستثناء ثمانية وهي إلَّا وغير وسوى وسُوًى وسواء وخلا وعدا وحاشا فالمستثنى منصوب إذا كان الكلامُ موجباً نحو قامَ القوم إلا زَيداً وخرج الناس إلا عمراً وإذا كان الكلام منفياً بما جاز فيه البدل والنصب نحو ما قام احد إلا زيداً وإن كان الكلام ناقصاً كان ما بعد إلا على حسب العوامل نحو ما قام إلا زيد وإلا زَيداً أو ما ضربت إلا زيداً وما مررت إلا بزيد والمستثنى بغير وسِوًى وسُوًى مجرورٌ لا غير والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجره نحو قام القوم خلا زيداً وزيدٍ وعدا عمراً وعمرٍو.

باب لا

اعلم أَن لا تَنصب النكراتِ بغير تنوين إذا باشرت النكرة ولم تتكرر نحو لا رجل في الدار فإن لم تباشر وجب الرفع ووجب تكرار لا نحو لا رجل في الدار ولا امرأة فإِن شئت قلت لا رجلَ في الدار ولا امرأة.

باب المنادى

المنادى خمسة أنواع المفرد العلم والنكرة المقصودة والنكرة الغير مقصودة والمضاف والمشبه بالمضاف فأَما المفرد العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين نحو يا زيد ويا رجل والثلاثة الباقية منصوبة لا غير.

باب المفعول لأجله

وهو الاسم المنصوب الذي يذكر بياناً لسبب وقوع الفعل نحو قولك قام زيد إجلالاً لعمرو وقصدتك ابتغا معروفك.

باب المفعول معه

وهو الاسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فعل معه الفعل نحو قولك جا الأمير والجيش واستوى الماء والخشبة. وأَما خبر كانَ وأَخواتها واسم إن وأخواتها فقد تقدمَ ذكرهما في المرفوعات وكذلك التوابع فقد تقَدمت هناك.

باب مخفوضات الأسماء

المخفوضات ثلاثة مخفوض بالحرف ومخفوض بالإضافة وتابع للمخفوض فأَما المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف واللام وبحروف القسم وهي الواو والباء والتاء وبواو رب وبمذ ومنذ وأما ما يخفض بالإضافة فنحو قولك غلام زيد وهو على قسمين ما يقدر باللام وما يقدر بمن فالذي يقدر باللام نحو غلام زيد والذي يقدر بمن نحو ثوب خز وباب ساج وخاتم حديد.


والله تعالى أعلم
تمت الآجرومية بحمد الله وعونه وحسن توفيقه.