إعلان كمبالا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​إعلان كمبالا​
ملاحظات: اعتمده المؤتمر الأفريقي الرابع، في 27 أيلول/سبتمبر 1996 في كمبالا (أوغندا).


عقد المؤتمر الأفريقي الرابع من 23 إلى 27 أيلول/سبتمبر 1996 في كمبالا (أوغندا) وحضره مندبو 46 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

واهتم المؤتمر وفقا لموضوعه "فلنتعاون معا للدفاع عن أفريقيا الغد"، بالنظر في المسائل الرئيسية التالية التي تنطبق على الأخص على القارة الأفريقية:

  • التحدي الذي تطرحه المساعدة على اللاجئين والنازحين داخل البلاد،
  • إنشاء جمعيات وطنيه قوية،
  • مستقبل أفريقيا والدور الذي ستؤديه جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في القارة الأفريقية.

وعقب أسبوع من التحليل والمناقشة، فإن المؤتمر:

يلاحظ أن نسبة كبيرة من سكان أفريقيا البالغ عددهم 800 مليون نسمة ليس في مقدورها أن تلبي احتياجاتها الأساسية، وأن 30 مليون طفل صغير يعانون أشد المعاناة من سوء التغذية، وأن متوسط عمر الأفارقة هو أدني متوسط في العالم، وأن وباء الإيدز يستمر في إضعاف سكان القارة الأفريقية برمتها، وأن العديد من السكان لا يتمكنون من التمتع بالخدمات الصحية الأساسية أو الحصول على المياه الصالحة للشرب،

ويلاحظ أن أفريقيا أحرزت نتائج باهرة في السنوات الأخيرة، إذ ازداد عدد الحكومات النيابية، وتوقفت النزاعات الكبرى التي استمرت لمدة طويلة، وشهدت بعض المناطق ازدهارا ونموا اقتصاديا. غير أن مستقبل القارة لا يزال أكثر حرجا من أي مكان آخر في العالم. فالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة من شأنها أن تثير من جديد القلاقل ونزوح السكان وتردي أوضاع أشد الفئات ضعفا،

ويعترف بالدور الرئيسي الذي تؤديه النساء في أفريقيا في مجالات إنتاج المواد الغذائية وتربية الأطفال والعناية بصحة الأسر، غير أنه قلق على حالة اللامساواة والتهميش والعنف، التي تقع النساء ضحية لها،

ويلاحظ أن الاتحاد الدولي الذي اعتمد خطة العمل الاستراتيجية للتسعينات يهتم بتكريس جهوده الجماعية لتحسين أوضاع أشد الفئات ضعفا. واستنادا إلى هذه النظرة، سوف تعد في القرن الحادي والعشرين أولويات وبرامج أمانة الاتحاد وشبكة الجمعيات الوطنية،

ويلاحظ أن التحديات الإنسانية التي تواجه حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا ضخمة، وأن النزاعات وحركات النزوح القسري للسكان، نتيجة لتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتوترات العرقية والسياسية، تزايدت منذ بضع سنوات على نحو مخيف بنذر بالخطر، إذ بلغ عدد اللاجئين سبعة ملايين لاجئ، وعدد النازحين داخل البلاد الأفريقية اليوم عشرين مليون نازح،

ويشعر بالقلق إزاء النزاعات المسلحة المتوارثة، وانتشار الألغام المضادة للأفراد، وتكاثر عدد الأطفال الجنود وغيرهم من الأطفال المتضررين من هذه النزاعات، وأعمال العنف التي ترتكب بحق النساء، والمشكلات المرتبطة بتسريح الجنود،

ويعترف بأنه يتعين على الجمعيات الوطنية الأفريقية أن تتحرك على نحو ملحوظ لتلبية احتياجات أشد الفئات ضعفا، على الرغم من انخفاض الموارد وتكاثر المؤسسات الإنسانية وضعف اقتصاديات العديد من بلدان القارة،

يقر بأن الغاية من التنمية هي تحسين الأحوال المعيشية لسكان أفريقيا، وعلي الأخص أشدهم ضعفا، عن طريق تنفيذ برامج جماعية مستديمة تستند إلى قدرات المجتمعات المحلية وتجعلها أقل اعتمادا على الأجل الطويل على المساعدات الخارجية،

ويشدد على كفاءة الحركة ومنافعها الاستثنائية التي جعلت منها إحدى الشبكات الإنسانية الأكثر اتساعا وكمالا في القارة، إذا يبلغ عدد الجمعيات الوطنية الأفريقية اليوم 53 جمعية، يعمل فيها نحو 2.5 مليون متطوع يكرسون لهم وقتهم وطاقتهم، ويحيط بهم 7000 موظف،

ويتمسك بالمبادئ الأساسية للحركة وبرسالتها الإنسانية، ويقف نفسه للعمل كاتحاد دولي في أفريقيا ومشاركة الاختصاصات والموارد بغية التشجيع على إيجاد حلول عملية بالشراكة مع السكان المعرضين للأخطار.

إن المؤتمر، إذ يعترف بالوضع الحرج للقارة الأفريقية، يعلن ما يلي:

  1. ستحدد جدول أعمالنا كجمعيات وطنية لتنفيذ المبادئ الأساسية للحركة وإعلان رسالة الاتحاد الدولي. كما سنحدد أولوياتنا بالاستناد إلى تحديد هوية أشد الأفراد ضعفا وأسباب أحوالهم المعيشية.
  2. يتعين علينا اتخاذ التدابير اللازمة لتخفيف معاناة السكان، والسهر في الوقت ذاته على احترام كرامة الإنسان والقيم الإنسانية. وسنضاعف العمل للدفاع عن قضية أشد الأفراد ضعفا، والكلام عن علم بالأمور ودون المساس بالمبادئ الأساسية.
  3. سنشارك في تنمية المجتمعات المحلية مع الاهتمام بالعناية بالصحة.
  4. سنسهر على ضمان نصيب متساو ومتناسب للنساء في هيئات إدارة جمعياتنا وبين مديريها، وكذلك في إعداد وتنفيذ برامجنا.
  5. سنسمح لشبيبتنا بأن تتحمل المسؤوليات في إدارة جمعياتنا على المستويين الوطني والدولي.
  6. يتعين علينا أن نعطي للجمعية الوطنية صورة تتسم بالمصداقية والشفافية والأمانة، لكي تحظى بالاحترام. كما يتعين علينا أن نحدد لبرامج المساعدة التابعة لنا ممارسات إدارية ومالية موحدة ورشيدة. ومساندة لذلك، فإننا في حاجة إلى استراتيجية للاتصالات توجه وتحدد علاقاتنا مع العالم الخارجي.
  7. يتعين علينا، عند مباشرة أعمال الإغاثة، أن نضاعف مواردنا البشرية ونباشر أعمال الإغاثة التي تعتمد على استعدادات السكان المتضررين وقدراتهم وتدمج فيها الأنشطة الإنمائية.
  8. ستزيل مركزية سلطة الجمعيات الوطنية وتعهد بها إلى الفروع، مع الاحتفاظ بعلاقات قوية مع تنظيماتها التسلسلية. ويجب أن نبلغ أنشطتنا على نحو أفضل لأعضائنا وجميع من نقدم لهم المساعدة ونتلقى منهم المساعدة.
  9. عند انهيار الخدمات العامة ودولة القانون والأمن العام، وستواصل الجمعيات الوطنية تقديم الخدمات الإنسانية في غياب الحكومة.
  10. سنتعهد بخلق مصادر محلية للإيرادات لضمان الاكتفاء الذاتي.
  11. يتجاوز عدد كبير من التحديات التي تواجه أفريقيا وإمكانياتها الحدود الوطنية. ولذلك، سنعزز التعاون الإقليمي بين الجمعيات الوطنية، بالاستناد كلية إلى مكاتب البعثات الإقليمية للاتحاد.
  12. نحن حريصون كل الحرص على أن نكون أعضاء فعليين في الاتحاد الدولي، ونسهم في وضع السياسات، ونعترف بكفاءة الأفارقة، وندربهم كمندوبين ونلحقهم ببرامج الاتحاد الدولي في أفريقيا خاصة. وسنفي بمساهماتنا النظامية السابقة والحالية المستحقة للاتحاد الدولي.
  13. نعترف بأن للهيئات الرئاسية والمسؤولين عن إدارة جمعياتنا الوطنية مهمات محددة ومتكاملة. ولذلك، سنؤسس الهياكل الرئاسية على النزاهة، كما سنؤسس الهياكل الإدارية على الاختصاصات المهنية المطلوبة لتسيير عمل منظماتنا. وسنحدد بكل وضوح العلاقات بين الوظائف الرئاسية والإدارية.
  14. لتقديم المساعدة وضمان احترام كرامة الإنسان، يمثل مساعدونا موردنا الرئيسي. ولذلك، سندعم مواردنا البشرية من المتطوعين والأجراء على السواء.
  15. من أجل العمل كاتحاد دولي والتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وسنحدد طبيعة علاقاتنا، مع التمسك بصورة خاصة بمسائل النزاهة والالتزام ببيان التعاون والمهمات والمسؤوليات والاحترام المتبادل.
  16. نعلن تمسكنا بتطبيق خطة عملنا المعتمدة على الوجه السليم، بالشراكة مع أشد السكان ضعفا، وندعو أمانة الاتحاد واللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الشقيقة والحكومات والشركاء الأخرىن إلى مساندة جهودنا مع احترام أولوياتنا وخططنا.

من أجل الامتثال لخطة العمل الواردة في هذا الإعلان، ننتظر من شركائنا تنفيذ ما يلي من أعمال:

على مستوى مجتمعاتنا:

  • المشاركة في وضع الأولويات،
  • الإبلاغ عن نوعية الخدمات التي نؤديها،
  • تقديم متطوعين لخدمة مجتمعاتهم.

على مستوى الحركة:

  • العلم بأن تقديم الخدمات الجماعية ومواد الإغاثة يدخل في اختصاص الجمعية الوطنية،
  • احترام أولوياتنا وخططنا،
  • التعهد بمساعدتنا على اكتساب القدرات في مجالي التنمية والإغاثة،
  • تحاشي عرقلة قدراتنا بالتصرف بصورة مستقلة.

على مستوى الحكومات:

  • احترام دورنا كهيئة مساعدة واستقلالنا،
  • تيسير تنمية الجمعيات الوطنية ومنح المساعدة المالية المناسبة،
  • اتخاذ التدابير لتنفيذ التعهدات التي اتخذت في المؤتمر الدولي السادس والعشرين للصليب الأحمر والهلال الأحمر (جنيف سنة 1995)، وعلي الأخص:
    • حماية السكان المدنيين في زمن الحرب،
    • ترويج مبدأ عدم تجنيد ومشاركة الأطفال دون الثامنة عشرة من عمرهم في النزاعات المسلحة،
    • إبداء الرأي في مسألة الحظر التام للألغام المضادة للأفراد،
    • تشجيع استعمال مدونة قواعد السلوك المعدة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية،
    • السماح بتنفيذ عمليات الإغاثة ذات الطابع الإنساني المحض في الدول التي تخضع لجزاءات،
  • الاعتراف بالدور الخاص للجمعيات الوطنية في الأنشطة التي تباشرها لمجابهة الكوارث،
  • الإسهام في خلق مناخ ملائم للتنمية العامة للجمعيات الوطنية،

على المؤسسات الأخرى:

  • تفهم واحترام استقلالنا،
  • المشاركة في القضايا المشتركة، باعتماد مدونة قواعد السلوك على الأخص المعدة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والمنظمات غير الحكومية.

  • عن المجلة الدولية للصليب الأحمر، السنة العاشرة، العدد 55، أيار/مايو-حزيران/يونيه 1997، ص 333-338.