إذا رابني الأقوام بعد ودادة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَة ٍ

​إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَة ٍ​ المؤلف الشريف الرضي


إذا رَابَني الأقْوَامُ بَعدَ وَدادَةٍ
لَبِسْتُ القِلَى نَعْلاً بِغَيرِ قِبَالِ
وأغبطتُ رحل الهم في ظهر عزمة
مواشكةٍ من عجرف ونقال
وما كنت أن فارقت حيا ذممته
بطول نزاعي أو تحنّ جمالي
إذا عَلِمُوا مِنّي عَلاقَةَ وَامِقٍ
فَلا يَأمَنُوا يَوْماً نُزَاعَةَ سَالي
أَ أذهب عن قوم كرام أعزة
إلى جِذْمِ قَوْمٍ عَاجزِينَ بِخَالِ
كمَن بادَلَ الإجلاءَ في العَينِ بالقَذَى
وآب بداءٍ لا يطب عضال
ينازعني الأحساب مستضعف القوى
لَهُ عَنْ رِهَانِ المَجْدِ أيُّ عِقالِ
إذا مغرم غادى اتقاه بعرضه
أمَامَ يَدَيْهِ، وَاتّقَيْتُ بِمَالي
يَمُدّ يَداً مَخْبُولَةً لِيَنَالَني
وقد أعجز الأيدي الصحاح منالي
تَعَرّضْتُ للعِرّيضِ حَتى عَلِقْتُهُ
بأُظفُورِ أقنى ذي نَدًى وَظِلالِ
ومن لم يدع إيقاد نار بقرة
فَلا بُدّ يَوْماً أنْ يَجيءَ بِصَالي
وَإنّي عَلى بُعْدٍ برَميِ قَوَارِصِي
لأرْغَبُ جُرْحاً مِنْ رَميّ نِبَالي
يُشَكِّكُ فيّ النّاظِرُونَ: أفلّه
غرار مقالي أم غرار نصالي
لَئِنْ أطمَعَ الأقْوَامَ حِلْمي، فرُبّما
أخَافَهُمُ، بَعْدَ الأمَانِ، صِيَالي
وَلَيسَ قُبُوعُ الصِّلّ مانعَ وَثْبِهِ
إذا نَالَ مِنْهُ وَالِغٌ بِمَنَالِ