أمن المدامة تنثني سكرا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا

​أَمِنَ المُدامَة ِ تَنْثَني سُكْرا​ المؤلف السري الرفاء


أَمِنَ المُدامَةِ تَنْثَني سُكْرا
أَم قد سقَتْكَ جُفونُها خَمرا
نثرَتْ فَريدَ الدَّمْعِ حينَ رَأَتْ
صَبّاً يُقادُ إلى الرَّدى نَثرا
إنَّ الوَداعَو إن سَعِدْتَ به
لَيَزيدُ كامنَ لوعتي حَرّاً
لمَّا رَأَتْ للبَيْنٍ رائِعَةً
تَطْوي الوِصالَو تَنشُرُ الهَجْرا
ضاقَتْ بأدمُعٍها الجفونُ كَما
ضاقَ المودِّعُ بالهَوى صَدْرا
و إذا رَأَيْتَ نوالَهم ثَمَداً
فالحظُّ بينَ طِلابِكَ البَحرا
اكفُفْ يَديْكَ عَنِ اللَّئامِو لو
أضحَتْ يَداكَ من الغِنى صِفْرا
و إلى الأميرِ سرَيْتُ مُرتَدياً
بعزيمَةٍ تَدَعُ الدُّجى فَجْرا
و أَغَرَّ نهدٍ لو طَلبتُ به
شأوَ الجنائبِ بَذَّها حُضْرا
طِرْفاًإذا ما اختالَخِلْتَ به
صَلَفاً من الإعراضِأو كِبْرا
يُنسيكَ صِبغُ أديمِه الخَمرا؛
و تُريكَ غُرَّةُ وَجْهِه البَدْرا
لا يستَقِرُّ كأَنَّ أَربعَه
فُرْشٌ يَطَا من تَحتِها الجَمرا
و كأنَّهلمَّا كتَسى عَرَقاً
ورَقُالشَّقائقِ يَحمِلُ القَطرا
يجري ويَعطِفُه العِنانُ كما
عُطِفَ القَضيبُ وقد غدا نَضْرا
حَمَدَ العُفاةُفطالَ حمدُهمُ
بنَدى الأميرِ عليٍّ الدَّهرا
أدنَى المَكارِمَو هيَ نازِحَةٌ
بالجودِ منهو شرَّدَ العُسْرا
نشَرَتْ له غُرُّ الصَّنائعِ في
شَرقِ البلادٍ وغربِها ذِكْرا
و النَّوْرُإن جادَ الغَمامُ به
حملَتْ له ريحُ الصَّبا نَشْرا
يَلقاهُ راجي الجُودِ مُبْتَسِماً
سهْلَ الخلائقِ لابِساً بَدْرا
عَزَماتُهفي كلِّ مُظلِمَةٍ
سيفٌ يُضيءُ البدوَ والحَضرا
يقظانُ ينتجعُ الحتوفَ وقد
جعَلَ السَّبيلَ إلى العُلى الصَّبرا
في فِتيَةٍجعلوا مَعاقِلَهم
بِيضَ الصَّفائحَ والقَنا السُّمرا
يَرِدُ النَّدى وِرْدَ الظِّماءِ على
نَهَلٍ يُبَرِّدُ منهمُ الحرَّا
بمُثَقَّفاتٍ يُحتَمَلْنَو قَد
حملَتْ نُجوماً في الوَغى زُهرا
و صَوارمٍ خُضْرٍ مَضارِبُها
تَكْسو الرِّجالَ عَمائماً حُمْرا
فكأَنَّ أَطرافَ القَنا حَدَقٌ
تَرنُو إلى مُقَلِ العِدا شَزْرا
و كأَنَّ سابِغَةَ الدُّروعِ ضُحىً
غُدْرٌ تَمرُّ بها الصَّبا مَرَّا
قَومٌإذا اسْوَدَّ الزَّمانُ غَدَتْ
أَيمانُهُم بفِعالِهِم غُرَّا
سادواو سادَهمُ أبو حَسَنٍ
بِعُلىً تَزِينُ النَّظمَ والنَّثرا
مَلِكٌإذا استُلَّتْ صَوارِمُه
ذهبَتْ دماءُ عِداتِهِ هَدرا
ظَلَمَ العِدا والمالَحين سَطا
بأساًو أتبع نائلاً غَمْرا
لا زالَ يَظلِمُ في سَطاه وفي
نَفَحاتِه الأعداءَ والوَفرا