انتقل إلى المحتوى

أيهذا الجيبون أنعم سلاما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​أيهذا الجيبون أنعم سلاما​ المؤلف عباس العقاد


أيُّهذا الجيبون أَنْعِمْ سلامًا
يا أبا العبقري والبهلوان
كيف يرضى لك البنون مقاما
مُزْرِيًا في حديقة الحيوان
العب الآن وانتظر بعد حقْبا
ترقَ في (سلم الرقي) وتعلُ
كيف لم تصعد السلالم وثبًا
أيها الصاعد الذي لا يملُ
يا عميد الفنون صبرًا ومهلًا
وارضَ حظ الهتاف والتهليل
مرحبًا مرحبًا وأهلًا وسهلًا
والهدايا ما بين لب وفول
انتظر يا صديق شيئًا فشيئًا
تطبخ القوت كله بيديكا
غير إني إخال ما كان نيئًا
منه أجدى في الحالتين عليكا
انتظرْ يا صديق مليون عام
أو ملايين لستُ والله أدري
إن تدانيتَ بعدها من مقامي
فقُصَارى المطاف أن لستَ تدري
واصطبرْ إن عناك نثر ونظم
سوف تتلو نثرًا وتنظم شعرًا
وغدًا يطفر الخيال ويسمو
والذراعان لا تطيقان طفرًا
وجمال الوجوه سوف تراه
في المرايا بعد الطواف الطويلِ
سوف تحلو في ناظريك حلاه
فتَهيَّأْ للضم والتقبيلِ
وإذا ما درستَ أوزان رقص
بعد لأي فالرقص فيك انطباعُ
هل تنال الكمال من بعد نقص
إن أَقَلَّتْك فكرة لا ذراعُ
قفصٌ أنت فيه أرحب جدًّا
من فضاء نُقيم فيه أُسَارَى
قد ضللنا فيه وهيهات نُهْدَى
ونجوم السماء فيه حَيَارَى
انتظرْ سوف تفهم الشيء باسمٍ
بعد رسمٍ وغابر بعد حالِ
فإذا ما طلبتَ باطن فهم
يا صديقي طلبتَ أي محالِ
أين بالأمس كنتَ يوم ابتدأنا
والتقينا بآدم في الطريقِ
قد بلغنا فأين تبلغ أينا
حين تمضي وراءنا يا صديقي
الهُ والعب واضحك كما شئتَ منا
أنت طفل الزمان والطفل غِرٌّ
سوف تبكي حزنًا وتضحك حزنًا
حين يمضي دهر ويقبل دهرٌ