انتقل إلى المحتوى

أيادي بني الجراح عندي كثيرة

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ

​أيادي بني الجراح عندي كثيرة ٌ​ المؤلف ابن الرومي


أيادي بني الجراح عندي كثيرةٌ
وأكثرُ منها أنها لا تُكَدَّرُ
همُ القوم ينسوْن الأياديَ منهُمُ
عليك ولكنَّ المواعيد تُذكَر
وإن كنتُ قد أهملْتُ بعد رعايةٍ
وأغفلت حتى قيل أشعثُ أغبر
وقُلِّدتُ شُغْلاً ضَرُّهُ لي معَجَّل
سريع وأمّا نفعه فمؤخر
أروح وأغدو فيه أنصَبَ عاملٍ
وأصفَره كفاً فكمْ أَتَصَبَّرُ
إذا بعتُ صَوْني حُرَّ وجهي وراحتي
بجوعٍ فَمَنْ مِنِّي أتَبُّ وأخسر
ألا حبذا الأعمال في كل حالةٍ
إذا كان منها وجهُ نفعٍ مُيَسَّر
فأما إذا كَدَّتْ وأكْدتْ على الفتى
فما هي بالمعروف بل هي منكر
وإنّ أبا عبد الإله لسيد
وفي الحال لو يُعْنَى بحالي مُغيِّرُ
وإنّ له من فضله لمُحرِّكاً
على أنها الأخلاق قد تتنكر
وإنْ كان كالإبريز يصدأ غيرُهُ
ويأتي عليه ما أتى وهو أحمر
سأزجر عنه اللّوم من كل لائمٍ
حِفاظاً له ما دام لي عنه مَزجَرُ
وأعذُرهُ ما دام للعذر موضعٌ
وأنظِرهُ ما دامتِ النفس تُنْظر
وأحسِبهُ يوماً ستَزهاه نفسهُ
فيفعل في أمري التي هي أفخر
ونفسُ أبي عبد الإله ضنينةٌ
به أن تراهُ حيث يُكْدى ويعذُر
وما هي عن لوم له بمُفيقة
إلى أن تراه حيث يُسدى ويُشكَر
أعنِّي أبا عبد الإله ولا تقلْ
أعنتُ فأعياني القضاء المقدر
ففي الأمر إن عاينتَهُ متيسّرٌ
وفي الأمر إن آتيتَهُ متعذَّر
أيعطش أمثالي وواديك فائضٌ
ويُجدِب أمثالي وواديك أخضر
أبَى ذاك أن الطَّول منك سجيةٌ
وأنك بيت المجد بالحمد تُعمَر
وأنك لم تُؤثِرْ على الحق لذةً
بحكم هوًى فالحق عندك مؤثر
وما زلتَ تختار الأمور بحكمةٍ
فأفضلها الأمرُ الذي تتخير