أنت حي في قلوب العارفينا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أنت حي في قلوب العارفينا

​أنت حي في قلوب العارفينا​ المؤلف إبراهيم الأسطى


أنت حي في قلوب العارفينا
لم تمت ذكراك مع مر السنينا
أنت حي إيه يا عبد الكريم
لست تفنى بممات أو بعاد
كنت فينا مثل الخلق القويم
مثلا يهدى إلى نهج الرشاد
كم غرفنا من فنون وعلوم
من خضم ليس يمنى بالنقاد
وفقدنا اليوم من بين النجوم
كوكبا كان مضيئا في البلاد
كنت نورا هاديا للسالكينا
فاختفى والجهل قد غشى العيونا
أنت حي حسبك اليوم خلودا
لم تمت يا صاحب الروح الكبيره
غاب عنا الجسم واختار اللحودا
غير أن الروح بالخد جديره
في سبيل الحق قدمت شهيدا
ليس يرضى الناس من أرضى ضميره
كنت في الدنيا وفي الجاه زهيدا
فانعم اليوم بذكراك الشهيره
أنت حي في عداد الخالدينا
لم تمت كلا وبالله يمينا
انظري يا روح فالقوم حيارى
وجموا يستلهمون الذكريات
فهم بين ثمالى وسكارى
من جلال الخطب في شبه سبات
صافحي القوم وحييهم جهارا
واسعفيهم بعزاء وعظات
ثم عودي واسكني في الخلد دارا
وانعمي بالباقيات الصالحات
لم تموتي هذه ذكراك فينا
حية نبعثها حينا فحينا
إيه يا أيتها الروح أجيبي
من دنا الأرواح مشتاقا دعاك
يوم ذكرى جمعت كل قريب
وبعيد جاء يسعى ليراك
فاستجيبي لدعانا لا تغيبي
لحظة زوري وعودي لعلاك
واتركينا بين دم ونحيب
شفنا الحزن فما جدوى عزاك