انتقل إلى المحتوى

أمن أسماء والمسرى بعيد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ

​أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ​ المؤلف مهيار الديلمي


أمنْ أسماءَ والمسرى بعيدُ
خيالٌ كلما بخلتْ يجودُ
طوى طيَّ البرودِ عراصَ نجدٍ
و زار كما تأرجتِ البرودُ
يشقُّ الليلَ والأعداءَ فردا
شجاعا وهو يذعره الوليدُ
مواقد عامرٍ وسروح طيًّ
و ما قطعت برملتها زرودُ
له ما للبدورِ من الدياجي
فأرقني وأصحابي هجودُ
فقمتُ له أطوقه عناقا
يدا ضعفتْ وباعثها شديدُ
يدُ القناصِ تخفقُ أين مدتْ
حبالته فتضبط ما تصيدُ
فيا لكِ سحرةً سرقتْ لو أني
غداً فيها يتمّ ليَ الجحودَ.
و كيف وتربُ بابلَ سلخَ شهرٍ
برياها شهودُ وأرداني.
أما ومشعشعين بذاتِ عرقٍ
صلاً يقرى العراقَ له عمودُ
و رامٍ سهمَ عينيه بسلحٍ
و بالزوراء يقتلُ من يريدُ
لما وفتِ الصوارمُ والعوالي
بما جنتِ المحاجرُ والقدودُ
و كم يأوى المشقرَ من غزالٍ
تحاذر من كناستهِ الأسودُ
تقلمُ حوله الأظفارَ عينٌ
و يهتمُ دونه الأنيابَ جيدُ
و أبيضَ من نجوم بني هلالٍ
وجوهُ العيش بعد نواه سودُ
هويتُ له الذي يهواه حتى
حلا إعراضه لي والصدودُ
نفضن الحبَّ أسمالا وعندي
لهنّ على القلى حبٌّ جديدُ
و رحنَ وقد سفكنَ دماً حراما
تصيح به الأناملُ والخدودُ
أما تنهاك عن عيدِ التصابي
مواضٍ من شبابك لا تعودُ
و قادحةٌ لها في كل يومٍ
ذبولٌ من نشاطك أو خمودُ
طوالع في عذارك لا الأحاظي
قسمنَ طلوعهنّ ولا السعودُ
و قالوا حلمتكَ فقلت شوقا
متى مبدى الخلاعةِ لي يعيدُ
يجرُّ عليَّ أبيضها خمولا
و كنت بجاهِ أسودها أسودُ
و لم أر كالبياض مذمما في
مواطنَ وهو في أخرى حميدُ
فتلحاه العوارضُ والمفالي
و ترضاه الترائبُ والنهودُ
عدمتُ مكارم الأيام منْ ذا الش
قيُّ بها ومنْ فيها السعيدُ
مع الفضل الخصاصةُ والتمني
و حولَ العجزِ تزدحم الجدودُ
تقامُ على الفقير وما جناها
إذا وجبتْ على المثرى الحدودُ
و ما لك من أخٍ في الدهر إلا
أخوك طريفُ مالكِ والتليدُ
محضتُ الناسَ مختبرا فكلٌّ
بكئٌ دون زبدته زهيدُ
همُ حولي مع النعمى قيامٌ
و هم عنيّ مع الجليَّ قعودُ
توقَّ تحيةَ ابن العمَّ يوما
فربَّ فمٍ بقبلته يكيدُ
و لا تخدعك مسحةُ ظهرِ أفعى
فتحتَ لثاته نابٌ حديدُ
و أغلبُ ما أتاك الشرُّ ممن
تذبّ الشرَّ عنه أو تذودُ
و حولك من قبيلكُ من تكون ال
قليلَ به وإن كثر العديدُ
مداجٍ أو مبادٍ أو حسودٌ
و شرهمُ على النعمِ الحسودُ
و مولى عره بك مشخمرٌّ
بطول الحفر يهدمُ ما تشيدُ
نصحتُ لمارقٍ من آل عوف
لو أنّ النصحَ يبلغ ما أريدُ
و قلتُ له قناتك لا تدعها
توصمْ بالعقوق ولا تميدُ
و بيتك لا تبدلْ فيه غدرا
فإنّ عليك ما يجني الندودُ
و لا تعبثُ بعزًّ مزيديًّ
لتنقصه وأنت به تزيدُ
هم التحموك معروقا وضموا
عزيبك وهو منتحسٌ طريدُ
و مدوا ضبعك المغمورَ حتى
سما بك بعد مهبطهِ صعودُ
إلى نادٍ تفوه به وتغشى
و سامرةٍ يشبُّ لها وقودُ
عنوا بثراك واغترسوك حتى
بسقتَ على العضاهِ وأنت عودُ
و ربوا نعمةً لك لا يغطي
عليها السترَ غمطك والجحودُ
فما غنيَ المبصرُ وهو باغٍ
بما تجدي المشورةُ أو تفيدُ
و قام يقودها سوقاً عجافاً
أعزُّ من القيام بها القعودُ
يلوثُ جبينه منها بعارٍ
تبيد المخزياتُ ولا يبيدُ
فكيف وأنت طير البغي فيها
جرت لك بالتي عنها تحيدُ
نزلتَ لها بدار الهون جارا
لأقوامٍ تضامُ وهم شهودُ
صديقَ العجزِ أسلمك الأداني
بجرمك واستراب بك البعيدُ
تقاذفك المهامةُ والفيافي
و تنكرك التهائمُ والنجودُ
فما لك لا وألتَ وأنتَ حرٌّ
يحيرك من عشيرتك العبيدُ
و أن الجارَ لا حيّ عزيزٌ
بأسرته ولا ميتٌ فقيدُ
و لو بأبي الأغرَّ صرختَ فاءتْ
عليك فضولُ رأفته تعودُ
إذن لأثرتَ عاطفةً وحلماً
تموتُ له الضغائنُ والحقودُ
و كان الصفحُ أبردَ في حشاه
إذا التهبتْ من الحنقِ الكبودُ
و عاد أبرَّ بالأنساب منكم
و بالقربيَ لو أنك تستعيدُ
نتجتَ من المنى بطنا عقيما
نمىَ بك والمنى أمٌّ ولودُ
أتنشدُ ما أضلَّ الحزمُ منها
أطلْ أسفا فليس لها وجودُ.
و توعدهُ وذلك ذلُّ جارٍ
متى اجتمع المذلةُ والوعيدُ
تريدون الرؤسَ وقد خلقتم
ذنابيَ لا انتفاعَ بأن تريدوا
و يأبى اللهُ إلا مزيديا
على أسدٍ يؤمرُ أو يسودُ
فدعها للذي جفلتْ إليه
و سله العفوَ فهو به يجودُ
دعوا قوما يخاصم في علاهم
رقابكمُ المواثقُ والعهودُ
بأيّ سلاحكم قارعتموهم
أبيَ الماضي الشبا ونبا الحديدُ
و إنّ سيوفكم لتكون فيهم
مكاويَ لا تنشُّ لها الجلودُ
ففخرا يا خزيمُ فكلُّ فخرٍ
إلى أنواركم أعمى بليدُ
لكم نار القرى وندى العشايا
و فرسانُ الصباح وعوا فنودوا
و أنديةٌ وألسنةٌ هبوبٌ
إذا انتضيتْ وأحلامٌ ركودُ
و منكم كلُّ ولاجٍ خروجٍ
و ذو حزمين صدارٌ ورودُ
موقرُ ما أقلَّ السرجُ ثبتٌ
إذا مالت من الرهج اللبودُ
إذا مضرٌ تطامنَ كلُّ بيتٍ
لها وعلا بربوتها الصعيدُ
و كانت جمرةَ الناسِ احتبيتم
و فيكم عزُّ سورتها العتيدُ
بنىَ لكمُ أبو المظفارِ مجدا
على موت الزمات له خلودُ
و قدمكم على الناس اضطرارا
مقاماتٌ وأيامٌ شهودُ
إجارةُ حاتمٍ ودمٌ شريقٌ
به لباتُ حجرٍ والوريدُ
و طعنةُ حاتم وطرٌ قديمٌ
قضى مروانُ فيها ما يرديُ
و صاحتْ باسم صامتَ نفسُ حرًّ
ربيعُ المقترين بها يجودُ
و صخرٌ ذابَ صخرُ على قناكم
ولان لكم به الحجر الشديدُ
و يومُ عتيبةٍ علمٌ عريضٌ
تباشره المواسمُ والوفودُ
كرائمُ من دماء بارداتٍ
لديكم لادياتِ ولا مقيدُ
و إنّ ببابلٍ منكم لبحرا
لو أنّ البحرَ جاد كما يجودُ
إذا الوادي جرى ملحا أجاجا
ترقرق ماؤه العذبُ البرودُ
فتىُّ السنَّ مكتهلٌ حجاهُ
طريفُ الملك سؤدده تليدُ
إذا اشتبهتْ كوااكبهم طلوعا
فنور الدولة القمرُ الوحيدُ
أناف به وقدمه عليكم
أبٌ كرمٌ أناف به الجدودُ
أغرُّ قسيمهُ السيفُ المحلىَّ
و مسحبُ ذيله الروضُ المجودُ
يعود إذا تغرب في العطايا
و يقلع في الهناتِ فلا يعودُ
بليلُ الريقِ من كلمٍ سدسدٍ
يقوم بنصره رمحٌ سديدُ
تراغتْ حول قبته بكارٌ
شفار الجازرين لها قتودُ
تراه الخيلُ أفرسَ من تمطتْ
به والجيشُ أشجعَ من يقودُ
و يغنى ثم يفقرُ راحتيه
مقالُ المادحين الفقرُ جودُ
من الغادي ينقله حصانٌ
مفدي السبق أو عنسٌ وخودُ
إذا ركب الطريقُ وفيَ بشرطي
أخٌ منه على أربي عقيدُ
إذا بلغتُ عن إنسانَ ينزو
وراء ضلوعه قلبٌ عميدُ
يرى المرعى الخصيبَ يصدعنه
و يظمأُ وهو يمكنه الورودُ
فقل لأمير هذا الحيَّ عني
أيجمعُ لي بك الأملُ البديدُ
أحنُّ إلى لقائك والليالي
عليّ مع العوائق لي جنودُ
و تجذبني نوازعُ موقظاتٌ
إليك وراءها قدرٌ رقودُ
و كم وعدتْ بك الأمالُ نفسي
و يقضي الدهر أن تلوى الوعودُ
فهل من عطفةٍ بالود إني
على شحط النوى خلّ ودودُ
محبٌّ بالصفاتِ ولم أشاهدْ
كأني من نجيكمُ شهيدُ
و كم ملكٍ سواكم مدّ نحوي
يديه فقصر الباعُ المديدُ
و معصوبٍ بذكرى أو بشعري
أحول عنه شعري أو أحيدُ
أحاذر أن تبدلني أكفٌّ
سوائمُ صانني عنها الغمودُ
لعلّ علاكمُ وندى يديكم
سينهضني بمثقلةٍ تؤودُ
و مجتمعٍ عليها القولُ أنيَّ
بها والقولُ مشترك فريدُ
من الغرّ الغرائبِ لم يعبها ال
كلامُ الوغدُ والمعنى الرديدُ
نوادر تلقط الأسماعُ منها
عن الأفواه ما نثرَ النشيدُ
تسير بوصفكم وتقيم فيكم
خوالدَ فهي قاطنةٌ شرودُ
و ليس يضرُّ راجيكم لرفدٍ
تلومهُ إذا قصدَ القصيدُ