أما الرياح بجو عاصم
المظهر
أما الرياح بجو عاصم
أما الرياح بجو عاصم
فحلبن أخلاف الغمائم
سهر الحيا برياضها
فأسالها والنور نائم
حتى أغتدت زهراتها
كالغيد باللجج العوائم
من ثيبات لم تبل
كشف الخدود ولا المعاصم
وصغار أبكار شكت
خجلا فعاذت بالكمائم
ورد كما خجلت خدو د
العين من لحظات هائم
وشقيق نعمان شكت
صفحاته من لطم لاطم
وغصون اشجار حكت
رقص المآتم للمآتم
حييت بطوفان الحيا
فتضاحكت والجو واجم
أصناف زهر طوقت
دررا تذوب بكف ناظم
من باسم باك إليك
ند وباك وهو باسم
بكر الحسان يردنها
من كل واضحة الملاغم
وضحكن عجبا فالتقت
فيها المباسم بالمباسم
ضحكت وأومض بارق فظللت للبرقين شائم
...
وتشوفت فتطامنت
أجياد أظبيها الحوائم
ورنت فبادر نرجس
يشكو عماه إلى حمائم
طاردتهن بفتية
حرد على حرب المسالم
وكأنني فيهم لقيط
قاد من أحياء دارم
وتكاوست فيها الأبا رق
وهي فاهقة الحلاقم
وكأنها أظب رعفن
فثرن دامية الخياشم
وجرى بها فلك الصبا باللهو والقضب اللواثم
...
وكأننا فيها العفارت
والكؤوس من الرواجم
وعلا بنا سكر أبى
إلا الإنابة للمحارم
نرمي قلانسنا له
ونجر من عذب العمائم
وترنمت فيها القيان
لنا ورجعت البواغم
قمنا نصفق بالأكف
لها ونرقص بالجماجم
واغن من سدن الملوك
سليل أقيال خضارم
يشكو الرعاث تنعما
ويضج من حمل التمائم
لا تستحيه الراشفا ت
ولا تباليه اللواثم
يجنينه ثمر النحور
ويعتلين به المحارم
متجاهلات أنه
يهوى وهن به عوالم
لازمت باب محله
والنجع من قنص الملازم
حتى إذا وثقت بنا
عجز الحواضن والخوادم
ألقيت من أخذي له
وتلوت من سور العزائم
واقتدته بشكائمي
فانقاد في تلك الشكائم
فوردت جمات المنى
وكرمت عن لؤم المآثم
وأغر قد لبس الدجى
بردا فراقك وهو فاحم
يحكي بغرته هلال
الفطر لاح لعين صائم
أرمي به بقر الحمى
وأصد عن عصم العواصم
وتجانبي فتق النفوس
من المهاريت الدلاقم
فكأنما خاض الصباح
فجاء مبيض القوائم
ويسير في يبس الثرى
وكأنه في البحر عائم
حتى إذا علم الصباح
أشار من تلك المعالم
وتمايلت أيدي الثريا
وهي مذهبة الخواتم
ورنت ذكاء بناظر
رمد من الأقذاء سالم
طلع الصوار لحينه
وكأنه الموج المراكم
أو عسكر ركبوا الخيول
الشهب واحتقروا الأداهم
فاشتد سبقنا له
يكشرن عن مثل اللهاذم
وكأننا في رميها
نستل من بيض الصوارم
فحمى أوخره أغر
معاود تلك الملاحم
يهوي بروقي محرب
طبن بحرب الغضف حازم
وكأنما أوراقها
مسودة أقلام عالم
فتبادر الفتيان من
جنباته أشهى المطاعم
شيا ومطبخا على
جمر زهته الريح جاحم
وبعيدة الأرجاء نازحة
على ايدي الرواسم
لا تدعي جوبا لها
ذات الخوافي والقوادم
من فتنة قد أسبلت
ظلماتها بيد المظالم
عمهت لها أحلامنا
وكأنها أضغاث حالم
وتضاءلت أجرامنا
فيها بموبقة الجرائم
وتحولت فينا الذنابى
الرأس وابن المجد راغم
وأدار كل صغير قدر
المنتهى أرحى العظائم
فكأننا عمي نساق
على العمى في ظل عاتم
حتى انتضى عبد العزيز
عزيمة من صدر عازم
فبدت لنا سبل الهدى
بنواجم غير الهواجم
ضرب الأعاجم سودها
بالسد من بيض الأعاجم
فاستجفلوا فكأنما
ضرب الثعالب بالضراغم
ابناء ملك حميري
قام بالغر القماقم
من عامر أهل المصانع
والصنائع والكرائم
الكفر عنهم قاعد
قدما ودين الله قائم
حكم الزمان بظلمهم
دهرا وصرف الدهر ظالم
فارتد بهجة ملكهم
كر الخبعثنة الضبارم
واشتد ينظم حزمهم
شيحان طلاع المخارم
ذكر على ذكر يصول
وصارم يسطو بصارم
إيه هيا عبد العزيز
وأنت رجام المراجم
قمر تضيء له الخطوب
على دآديها الفواحم
تسري الرياح بمجده
فنسيمها بالغور فاغم
لم يرو من ماء الشباب
وكل أشيب عنه خائم
رعيا لمؤتمن رعى
فينا الحدايث والقدايم
بدأت أوائله وعاد
لكشف عاشية الغياهم
لا تتركن صرم الزمان
على ظبا تلك الصوارم
وارم الخطوب بمثلها
عزما فأنت لها مساهم
وإليكها من ناطق
يدعوك إذ صمت البهائم