ألم خيال هاج وقرا على وقر
المظهر
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ
ألَمّ خَيالٌ هَاجَ وَقْراً على وقْرِ،
فقُلْتُ: ما حَيّيْتُمُ زَائَرَ السَّفْرِ
بِأنّ ضَمِيرَ القَلْبِ قَدْ شَفّهُ الهوىَ
و خالطَ هماً قدْ تضمنهُ صدري
و نحنُ لدى أعضادِ خوصٍ مناخةٍ
أصابَ عظاماً منْ أخشتها المبرى
رفعتُ ذميلاً ناقتني فكأنما
رفعتُ على موجٍ عدوليةٍ تجري
وَإمّا غُرَيْرِيٌّ، فَيا لَكَ مِنْ نَجرِ
مُخرَّجَةٌ رَاحَتْ إلى أفْرُخٍ زُعْرِ
كَما اختارَ رَامٍ مِنْ هُذَيْلٍ قياسَهُ
براهنَّ منْ نبعِ وعطفَ ما يبرى
إذا عُمْنَ عَوْماً في الأزِمّةِ شُبّهَتْ
تقلبَ حياتٍ على ساحل غمرِ
تنظرتَ منظوراً ليزجرَ قومهُ
فقد عذرتني في انتظارهم عذري
و قدْ شقيتْ تيمٌ بامرِ غويها
و قالَ لتيمْ قدْ أمرتكمُ أمري
أتَغْتَرّ تَيْمٌ بِالرّجِيمَةِ وَابْنِهَا،
كما اغترَّ كعبٌ بالملمعة القفرْ
فَقُلْتُ لَهُمْ: يا تَيمُ! مَهلاً فطالما
أصختمَ وزدتمْ للهوانِ علىَ الصبرِ
إذا سمعتْ مني حويزةُ زارةً
تحوزَ داءٌ في حواياهمُ الأدرِ
لقد عجبتْ قيسٌ وبكر بنُ وائلٍ
و قالتْ تميمٌ فيم تيمٌ منَ الفخرِ
فَلَوْ غَيرُ تَيْمٍ يَفخَرُونَ عَذَرْتهُم
أتعيمُ، ابنَ تَيمِ اللّؤمِ، يا سَوأةَ الدهرِ
أتَفْخَرُ تَيمٌ بالضّلالِ وَلم يَكُنْ
لهمْ حسبٌ ذاكٍ ولا عددٌ مثرْ
فَمَا فَخَرَتْ تَيْمٌ بِيَوْمِ عَظِيمَةٍ،
و لا قبضوا إلاَّ بخالفةٍ صفرِ
بني التيمِ ما للؤمِ معدى وراءكمْ
ولا عَنكُمُ يا تَيْمُ للّؤمِ من قَصْرِ
كَسَا اللّؤمُ تَيْماً خُضرَةً في وُجوهها
فيا خزي تيمٍ منْ سرابيلها الخضرِ
وَلوْ تَستَعِفُّ التّيمُ أوْ تُحسِنُ القِرىَ
و لكنَّ تيماً لا تعفُّ ولا تقرى
فمنْ يكَ يستغني ويغبطُ بالغنى
فَما لابنِ تَيْمٍ من فَعالٍ وَلا وَفْرِ
و لوْ يدفنُ التيميُّ ثمَّ دعوتهُ
إلى فَضْلِ زَادٍ جاء يَسعىَ من القَبْرِ
وَلوْ شئتُ غمّ التّيمَ عَمْرٌو وَمَالِكٌ
و طمَّ عليهمْ قمقمانٌ منَ البحر
وَلَمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الأعِنّةُ وَالقَنَا،
وَلمْ تَدْرِ تَيْمٌ ما الوِرَادُ من الشُّقْرِ
تفضلُ تيمٌ في البرادِ ولا يرى
فوارسُ تيمٍ معلينَ علىَ الثغرِ
و لا يحتبي التيميُّ قدامَ بيتهِ
وَلا يَسْتُرُ التّيْميُّ إلاّ القِدْرِ
و ألفيتُ تيماً لمْ أجدْ حسباً لهمْ
و عددتُ سعداً والقبائلَ منْ عمرو
و قد عمرتْ تيمٌ زماناً وما يرى
لنِسوَةِ تَيْمٍ مِن حِفافٍ وَلا خِدْرِ
أتَهجُونَ يَرْبُوعاً وَقَد رَدّ سَيْبَكُمْ
فوارسهمْ والبيضُ يلونَ بالخمرِ
خَدَمْنَ بَني غَيظ بنِ مُرّةَ بَعدَمَا
خَدَمن النّشَاوَى شُرُوبِ بني بدرِ
لقدْ أعتقتكمْ يا بنَ تيمٍ رماحنا
و ذبيانُ تقضيكَ الغريمَ منَ البكرِ
إذا استبأوا خمراً نقلتمْ زقاقهمْ
إلَيهِمْ وَلا يَسقُونَ تَيماً من الخمرِ
وفنا عليكمْ بالعناجيجِ والقنا
و أعناقُ تيمٍ في خماسيةٍ سمرِ
وَمَنّتْ عَلى تَيْمٍ تَميمٌ بِنعْمَةٍ،
وَمَا عِندَ تَيْمٍ مِنْ وَفَاء وَلا شُكْرِ
و آيةُ لؤمِ التيمِ أنْ لو عددتمُ
أصابعَ تيمىٍ نقضَ منَ العشرِ
فَمَا أوْقَدُوا نَاراً وَلا دَلّ سارِياً
عَلى حَيّ تَيْمٍ مِنْ صَهِيلٍ وَلا هَدْرِ
بنو التيمِ لم يرضوا قديمَ أبيهمْ
فنادوا بتيمْ منْ يبادلُ أو يشري
وَأكْرَمَ منْ تَيْمٍ أباً قَدْ رَمَيْتُهُ
بِبَاينَةِ العَظْمَينِ غائرَةِ السَّبْرِ
وَنُبّئْتُ تَيماً قَدْ هَجَوْني ليُذكَرُوا
فهذا الذي لا يشتهونَ منَ الذكرِ
لَقُوا وَابِلاً فِيهِ الصّوَاعِقُ تَرْتَمي
أوَاذِيُّهُ تَرْمي الجَنَاحَينِ بالصّخْرِ