أللبدر جعد أم على البدر مطرف

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أللبدر جعد أم على البدر مطرف

​أللبدر جعد أم على البدر مطرف​ المؤلف إبراهيم بن قيس


أللبدر جعد أم على البدر مطرف
أم الكواكب الدري خال مقرطف
أأم بدر سلمى لاح من نحو قصرها
فها هو ذا البين المصارع مشرف
تساقط عنها فاستنار جبينها
خمار على المتنين منها ومطرف
فما أن تلألأ خد سلمى وجيدها
ولباتها إلا بروق تخطف
كأن التهاب الجمر ابراق حليها
إذا جعدها عن حليها يتكشف
كأن ثناياها إذا ما لثامها
تزايل ياقوت نقي مصفف
كأن التفات الظبي يحكي التفاتها
إذا التفتت والجعد منها مغلف
ولكنها أحيان تنشر فرعها
على درعها تسبي العقول وتشغف
هي الطفلة العذر التي حين أعرضت
وأشرق كعباها الغزال المهفهف
هي الريمة الوحشية العبهر التي
تكنفها القصر المنيف المزخرف
زبيبة قصر لم تنلها أعاصر
ولا الشمس إن الشمس بالوهج تكسف
ولا سرحت سرح الرعاء فأرعدت
فرائصها الأمطار والرعد يقصف
ولا زعزعتها العيس حلا ورحلة
ولا أرقت خوفاً للهفان تهتف
مكننة عن أن تر غير أنها
بحسن الحيا والدل والدين توصف
قصور بطرفي طرفها غير مقصر
لها وهي من محرابها تتشرف
فصدت حياء ثم خرت وحليها
يرن رنيناً والملا يترفرف
فأعجبني منها الحياء ودرعها
ولكن كذاك الكاعب الخود تشغف
فتلك التي من قاس في الحسن حسنها
إلى البدر أو شمس الضحى تتنصف
فكيف ولا أنف لها ذين شامخ
وأنف سليمى شامخ الخد دلف
ولا لهما كالريم طرف مكحل
وسلمى بعيني ريمة البر تطرف
فأقسمت بالبدرين ليلاً ومظهراً
بأحسن من سلمى يميناً وأحلف
بأن بني الدنيا شهود بأنني
لاصلاحكم لا للفساد أطوف
وإني من القوم الذين لباسهم
إلى اليوم مذ عهد النبيء التعفف
ولكن بنى الدنيا يميلون ميلها
وحيث تولت بالصروف تصرفوا
ولو ملأ الأرضين والأمر مسعد
جماجم قالوا ذا هو المتلطف
إذا قتل المرؤ المجاهد أكلبا
ونال شعوباً قيل ذا يتعسف
كذلك قبل الفتح كان محمد
إلى الناس في ألفاظه يتلطف
فما شهدوا أن الاله الههم
ولا سجدوا حتى استبيحوا وسيفوا
ألا مال هذا الخلق يكره أمرهم
فجور ويهوا الرضى المتعفف
لقد صدق الرحمن في قوله إذا
بعثنا نذيراً صد عنه المترَّف
خايلي ما بال العصاة تسربلوا
بأمن وذاقوا الأمن وهو مخوف
أمات الذي يسعى لرفع أكفهم
أخايلهم بالخلف والكذب توصف
ستغرقهم عما قليل بقطبها
سيول تواليها سيول وتذرف
أغيث جنابا لحق لاحت بروقه
بنجم غزير برقه ليس يخلف
سحائب حرب من أسود تهللت
بخيل ورجل في الميادين تزحف
فيا من على ظهر الطريق مقابلاً
دعا لسقي أو يصفوا لك الما ويلطف
ويا رئحا اصلح مساقيك أقبلت
إليك سيول بالعناجيج تقذف
ويا خائفاً ما اعتصمت بتوبة
وإلا لك الويلات أنك تتلف
أتتك كأمواج البحار عساكر
عجاجتها فيها الأسنة ترعف
إذا هللت والخيل تضبح ضبحها
وتمزع قلت الأرض بالناس تخسف
هي الموت لا إلا الحياة وإنما
بها يرتدي حي ويرتاح مدنف
أغاث بها الاسلام شهم عشمشم
من الحمسا صعب الشكيمة أعجف
سويد علوت المجد نلت العلا علت
أمورك حزت الفخر إذ قمت تكشف
بعزمك كرب المرملين وهكذا
يجلي الهموم الأروع المتهفهف
سويد ليوم في الجهاد غباره
على الوجه من لبس الثنا حين يشرف
سويد ألا لا بد من جرعة الفنا
فأشرفها والخليل للخيل تعزف
سويد لقد فاز امرؤ راح برهة
مع الشهد إذ لا على الفرش يحرف
سويد كما إذ ليس فخر سوى التقى
فتاج التقى الاقدام والسيف يرعف
سويد سويد أفقد السيف جفنه
فلا يصحب الأجفان إلا المسوف
سويد إِذا لم تفلل السيف لم يدع
محاولة الاسراف والظلم مسرف
سويد وجدنا وعظ آيات ربنا
يرد إذا لم يرو رمح ومرهف
سويد ألم تسمع بأن محمداً
قبيل انتضاء السيف بالشتم يقذف
فلما انتضاه قيل أنت نبينا
وأنت بنا منا أرق وألطف
فصلى عليه اللّه ما نف نفنف
وما صف صف أو تصفصف صفصف