ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد

​ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد
ولا تتركني في العذاب أخلد
هجرتك لا أني سلوات هواكم
ولكني أخشى الذي بت أعبد
أحبك لكني أخافك والهوى
مخوفٌ وبعض الشرف في الخير يوجد
على أنه سيان قربك والنوى
إذا لم يكن لي منكم متودد
يضاحكك الإخوان أنا وغبطة
فتلهو ويبكيني الأسى والتوجد
فكيف ملامي لاهياً لا يحسنا
وأني على ما يوجع القلب مسعد
وهل نافعي أني كتومٌ وأنني
عيوف وأني صابرٌ متجلد
ألا في سبيل اللضه ليل سهرته
ودمعي على الخدين سلك متضد
سميري وسواسي وصحبي خواطر
حوالك مثل الليل أوهى أسود
أخاف عليك الناس أن يلهجوا بنا
وأكتم حتى عنك سرى وأبعد
وهون عندي ما أعاني من الجوى
يعقيني أن البعد أحجى وأرشد
وكيف أرحبي منك بلا لغلي
وصدري على السر المبرح موصد
تفجر بحر بيننا متزاخر
تظل المنايا فيه ترغى وترعد
أخاف علي الهول إما ركبته
وتجذبني نفسي إليه وتورد
فأقبل والآمال فيك كثيرةٌ
وأعرض والأهوال للنفس رصد
وأخشى الكرى إذا كل حلم مروع
وأخشى الردى إذ كل شيءٍ مهدد
خلت بك عني الملهيات وإن تكن
عطوفاً تصافي كل من يتودد
تصادح أطيار القلوب سوى الذي
له صدحةٌ تعيي الورى وتغرد
ومثل نسيم الصبح أنت سماحة
يقبل ما يبدو له ويبرد
ألم تر للأزهار كيف رواؤها
وكيف غداً يجني عليها التورد
يروقك منها حسنها غير أنها
تصوح إن أمست تقلبها اليد
كذلك تذوي بعد حين فلا تكن
لكل طلوبٍ غايةً ليس تبعد
ولا تمنح الود امرءاً ليس أهله
فما كل ماءٍ لامع الوجه مورد