انتقل إلى المحتوى

ألا طرقتنا هند والركب هجع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ألا طرقتنا هند والركب هجع

​ألا طرقتنا هند والركب هجع​ المؤلف السيد الحميري


ألا طرقتنا هند والركب هجع
وطاف لها مني خيال مروع
عجبت لها أني سرت فتعسفت
ظلام الدجى والليل أعبس أسفع
فأني اهتدت للركب والركب معرس
بحيث يظل الطير والوحش ترتع
وعهدي بها ترتاع من صوت وطئها
ومن فيها بين المقاصير تجزع
فقلت لها يا هند أهلا ومرحبا
وبت بها من ليلتي اتمتع
بضم وتقبيل على غير رقبة
وطيب وعناق ليس فيه تمنع
ألاحظ منها الوجه كالشمس تطلع
والثم منها الثغر كالمسك يسطع
وأرشف من فيها رضابا كأنه
معتقه راح بماء تشعشع
فيا طيب ليل بت فيه ممتعا
إلى أن بدا وجه من الصبح يشنع
فقمت حزينا آكل الكف حسرة
وأعلم أن قد كنت في النوم أخدع
أما ترحمي يا هند صبا متيما
وكاد اشتياقا قلبه يتقطع
يبيت وقد قرت بوصلك عينه
ويضحي وما في نظرة منك يطمع
فيا ليت شعري هل لوامق
سبيل وإلا هل عن الحب مرجع
بلى في هوى آل النبي محمد
لمثلي تعل عن هواك ومقنع
إلا إنما العبد الذي هو مؤمن
يقينا هو المرء الذي يتشيع
إذا أنا لم أهو النبي وآله
فمن غيرهم لي في القيامة يشفع
ومن يسقني ريا من الحوض شربة
هنالك إلا الأصلع الرأس انزع
ومن قائل للنار إذ ما وردتها
ذري ذا وجل الناس في النار وقع
ومن بلواء الحمد ثم يظلني
سواه وشمس الحشر في الوجه تلذع
علي وصي المصطفى ووزيره
وناصره والبيض بالبيض تقرع
وأكرم خلق الله صنو محمد
ومن ليس عن فضل إذا عد يدفع
ومن معه صلى وصام لربه
وللات قوم ساجدون وركع
فذاك أمير المؤمنين ومن له
فضائل ما كادت لخلق تجمع
هو الخاطر المختال يمشي بسيفه
إلى أهل بدر والأسنة تنزع
وقد زفت الحرب العوان إليهم
عليها حلي من قواضب تلمع
فجاشت لها نفس الشجاع مخافة
وقصر عنها الفارس المتسرع
وأحجم عنها المسلمون ولم يكن
ليثبت إلا رابط الجأش أروع
مشى باذلا للموت في الله نفسه
وأيده الله ما شاء يصنع
هناك برى هام الكماة بصارم
له من سيوف الهند ما مس يقطع
وفي خيبر فاسأل به آل خيبر
أمن ضربهم بالسيف هل كان يشبع
ألم يرد فيها مرحبا فارس الوغى
صريعا لجنبيه ذئاب وأضبع
أما فتح الحصن المشيد بناؤه
وقد كاع عنه قبل ذلك تبع
ومن قلعت يمنى يديه رتاجه
وقد قصرت عنه أكف وأذرع
ومن ذا سبى منه حصانا كريمة
يذب همام القوم عنها ويدفع
فقر رسول الله عينا بقربها
وقد طمعت منها نفوس تطلع
ومن ذا له قال النبي محمد
غداة تبوك حين قالوا وشنعوا
فغم أمير المؤمنين مقالهم
وكادت أماقيه من الحزن تدمع
فقام رسول الله منهم مبلغا
لهم فضله لو كان ذلك ينجع
فقال علي فاعلموا من نبيكم
كهارون من موسى فكفوا وأقلعوا
ومن ذا لهم في يوم خم إقامه
وقال لهم فيه مقالا فأجمعوا
فقال فمن قد كنت مولاه منكم
فهذا له مولى يطاع ويسمع
ومن حملته الريح فوق سحابة
بقدرة رب قدر من شاء يرفع
ومر بأصحاب الرقيم مسلما
فردوا من الكهف السلام فاسمعوا
ومن فجر الصخر الأصم لجنده
ففاض معينا منه للقوم ينبع
ومن لصلاة العصر عند غروبها
ترد له الشمس بيضاء تلمع
فصلى صلاة العصر ثم انثنت له
تسير كسير البرق والبرق مسرع
فيا لائمي في حبهم كف إنني
بحب أمير المؤمنين لمولع
ولا دنت إلا حب آل محمد
ولا شيء منه في القيامة أنفع
إذا العدل والتوحيد كانا وحبه
بقلبي فإني العابد المتطوع
أنا السيد القوال فيهم مدائحا
تمر بقلب الناصبين فتصدع
وفي يوم بدر حين بارز شيبة
بعضب حسام والأسنة تلمع
فبادره بالسيف حتى أذاقه
حمام المنايا والمنيات تركع
وصيره نهبا لذئب وقشعم
عليه من الغربان سود وأبقع
وفي يوم جاء المشركون بجمعهم
وعمرو بن عبد في الحديد مقنع
فجد له شلوا صريعا لوجهه
رهينا بقاع حوله الضبع تخمع
وأهلكهم ربي وردوا بغيظهم
كما أهلكت عاد الطغاة وتبع
وفي خاصف النعل البيان وعبرة
لمعتبر إذ قال والنعل ترقع
لأصحابه في مجمع إن منكم
وأنفسكم شوقا إليه تطلع
إماما على تأويله غير جائر
يقاتل بعدي لا يضل ويهلع
فقال أبو بكر أنا هو قال لا
فقال أبو حفص أنا هو فاسفع
فقال لهم لا لا ولكنه أخي
وخاصف نعلي فأعرفوه المرقع
وفي طائر جاءت به أم أيمن
بيان لمن بالحق يرضى ويقنع
فقال إلهي آت عبدك بالذي
تحب وحب الله أعلى وأرفع
ليأكل من هذا معي ويناله
فجاء علي من يصد ويمنع
فقال له أن النبي ورده
على حاجة فارجع وكل ليرجع
فعاد ثلاثا كل ذاك يرده
فأهوى بتأييد إلى الباب يقرع
فأسمعه القرع الوصي لبابه
فقال له أدخل بعدما كاد يرجع
وقال له يشكو وقد جئت مرة
وأخرى وأخرى كل ذلك أدفع
فسر رسول الله أكل وصيه
وأنف الذي لا يشتهي ذاك يجدع
وقال له ما أن يحبك صادق
من الناس إلا من إلا مؤمن متورع
ويقلاك إلا كافر ومنافق
يفارق في الحق الأنام ويخلع
فلما قضى وحي النبي دعا له
ولم يك صلى العصر والشمس تنزع
فردت عليه الشمس بعد غروبها
فصار لها في أول الليل مطلع
وأسكنه في مسجد الطهر وحده
وزوجه والله من شاء يرفع
مجاوره فيه الوصي وغيره
وأبوابهم في مسجد الطهر شرع
فقال لهم سدوا عن الله صادقا
فضنوا بها عن سدها وتمنعوا
فقام رجال يذكرون قرابة
وما ثم فيما يبتغي القوم مطمع
فعاتبه في ذاك منهم معاتب
وكان له عما وللعم موضع
فقال له أخرجت عمك كارها
وأسكنت هذا أن عمك يجزع
فقال له يا عم ما أنا بالذي
فعلت بكم هذا بل الله فاقنعوا
وقد كان في يوم الحدائق عبرة
وقول رسول الله والعين تدمع
فقال علي مم تبكي فقال من
ضغائن قوم شرهم أتوقع
عليك وقد يبدونها بعد ميتتي
فماذا هديت الله في ذاك يصنع
وفي يوم ناجاه النبي محمد
يسر إليه ما يريد ويطلع
فقالوا أطال اليوم نجوى ابن عمه
مناجاته بغي وللبغي مصرع
فقال لهم لست الغداة انتجيته
بل الله ناجاه فلم يتورعوا
فأبصر دينارا طريحا فلم يزل
مشيرا به كفا ينادي ويسمع
فمال به والليل يغشى سواده
وقد هم أهل السوق أن يتصدعوا
إلى بيع سمح اليدين مبارك
توسم فيه الخير والخير يتبع
فقال له بعني طعاما فباعه
فقال لك الدينار والحب أجمع
فلا ذلك الدينار أحمى تبره
ولا الحب مما كان في الأرض يزرع
فبايعه جبريل والضيف أحمد
فثم تناهى الخير والبر أجمع
وفي أهل نجران عشية أقبلوا
إليه وحجوا بالمسيح فأبدعوا
وردوا عليه القول كفرا وكذبوا
وقد سمعوا ما قال فيه وأورعوا
فقال تعالوا ندع أبناءنا معا
وأبناءكم ثم النساء فأجمعوا
وأنفسنا ندعو وأنفسكم معا
ليجمعنا فيه من الأصل مجمع
فقالوا نعم فأجمع نباهلك بكرة
وللقوم فيه شرة وتسرع
فجاءوا وجاء المصطفى وابن عمه
وفاطم والسبطان كي يتضرعوا
إلى الله في الوقت الذي كان بينهم
فلما رأوهم أحجموا وتضعضعوا
فقال له مه يا بريدة لا تقل
فإن برغمي في علي تتبع كذا
فمني علي يا بريدة لم يزل
وإني كذا منه على الحق نطبع
وليكم بعدي علي فايقنوا
وقائعه بعد الوقيعة تسرع
بتوبته مستعجلا خاب أنه
بسب علي في لظى يتدرع