أقلا ملامي فالحديث طويل
المظهر
أَقِلّا مَلامي فَالحَديثُ طَويلُ
أَقِلّا مَلامي فَالحَديثُ طَويلُ
وَمِن عادَةٍ أَلّا يُطاعَ عَذولُ
إِذا المَرءُ لَم يَفرِج لَهُ الشَكَّ عَزمُهُ
وَلَم يَستَبِدَّ الأَمرَ فَهوَ ضَئيل
وَما اِستَنزَلَتني صَبوَةٌ عَن صِيانَةٍ
وَلكِنَّني مَع عِفَّتي سَأَقول
رَعى اللَهُ جيرانَ الشَبابِ وَعَهدَهُ
وَرَوّاهُ مِن نوءِ السِماكِ سَجيلُ
فَقَد كانَ لي فيهِ إِلى الأُنسِ مَسرَحٌ
وَقَد كانَ لي فيهِ سُرىً وَمَقيلُ
مَعاهِدُ أَفراحٍ وَمَوطِنُ لَذَّةٍ
إِذِ العَيشُ غَضٌّ وَالزَمانُ غفولُ
فَدَع ذِكرَ أَيّامِ الشَبابِ وَطيبِهِ
فَما حالَةٌ إِلّا وَسَوفَ تَحولُ
وَقُل حَبَّذا وَخدُ الرَكائِبِ بِالضُحى
إِذا اِخرَوَّطَت بَعدَ الحُزونِ سُهول
وَيا حَبَّا تَهويمَةٌ تَحتَ ضالَةٍ
إِذا قيلَ فيءُ الظُهرِ كادَ يَميلُ
وَتَمزيقُ جَلباتِ الظَلامِ إِذا سَجى
بِعيسٍ نَماها شَدقَمٌ وَجَديلُ
تُناهِبُ أَجوازَ الفَلا بِمَناسِمٍ
لِصُمِّ الحَصى مِن وَقعِهِنَّ صَليلُ
يُفَضِّضُ مُرفَضُّ اللُغامِ خُدودَها
كَما ذَهَّبَت أَخفافُهُنَّ هُجول
نَؤُمُّ بِها البَيتَ الحَرامَ لَعَلَّهُ
يُحَطُّ بهِ وِزرٌ هُناكَ ثَقيل
هُوَ الحرَمُ الأَمنُ الذي مَن يَحُلُّهُ
فَلَيسَ لِذي حِقدٍ عَلَيهِ سَبيلُ
فَكَم عَثرَةٍ فيهِ تُقالُ وَتائِبٍ
يُحَطُّ مِنَ الأَوزارِ عَنهُ حُمولُ
وَكَم عَبرَةٍ فيهِ تُذالُ وَزَفرَةٍ
لَها وَهَجٌ بَينَ الضُلوعِ دَخيلُ
فَمُنَّ إِلهي بِالقَبولِ عَلى الذي
أَتى زائِراً فَالفَضلُ مِنكَ جِزيلُ
وَحُط دينَنا وَاِنصُرهُ نَصراً مُؤَيَّداً
بِمَن رَايُهُ في المُسلِمينَ جَميلُ
بِمَن كانَ لِلدُنيا وَلِلدّينِ راعِياً
بِسُمرِ العَوالي حَيثُ قامَ دَليلُ
أَصيلُ الحِجى ماضي العَزيمَةِ مالَهُ
إِذا هَمَّ إِلّا المَشرَفِيُّ خَليلُ
يُجاهِدُ دونَ الخَلقِ في اللَهِ طالِباً
رِضاهُ وَيَعفو عَنهُمُ وَيُنيلُ
وَيَركَبُ أَخطارَ المَهلِكِ عالِماً
بِأَنَّ المَعالي دونَهُنَّ وُحولُ
أَقامَ مَنارَ الشَرعِ في الشَرقِ وَاِغتَدَت
إِلى الغَربِ مِنهُ هِمَّةٌ وَصُؤولُ
وَجَلَّلَ وَجهَ وَجهَ الأَرضِ خُفّاً وَحافِراً
نُجومُ سَماهُ ذُبَّلٌ وَنُصولُ
فَأَدرَكَ ثَأَرَ الدينِ مِن كُلِّ مارِقٍ
وَأَحيا رُسومَ المَجدِ وَهيَ طُلولُ
وَطَهَّرَ بَيتَ اللَهِ مِن كُلَّ بِدعَةٍ
أَكَبَّ عَلَيها مُدَّعٍ وَجَهولُ
فَأَصبَحَ وَجهُ الحَقِّ جَذلانَ باسِماً
وَأَصبَحَ في وَجهِ الضَلالِ ذُبول
وَمَن يَكُ دينُ اللَهِ سائِسَ أَمرِهِ
وَيَنبَعُ قالَ اللَهُ قالَ رَسولُ
فَأَحرِ بِهِ أَن يَبلُغَ السُؤلَ وَالمُنى
وَيَحظى بِدارِ الخُلدِ حينَ يَؤولُ
لَكَ اللَهُ يا عَبدَ العَزيزِ بنَ فَيصَلٍ
مُعينٌ عَلى نَصرِ الهُدى وَوَكيلُ
فَأَنتَ الذي أَيَّدتَ سُنَّةَ أَحمدٍ
وَأَحكَمتَ حَبلَ الدينِ وَهوَ سَحيلُ
وَأَعلَيتَ بَيتَ المَكرُماتِ الذي بهِ
ظِلالٌ يَكُنُّ المُسلِمينَ ظَليلُ
مَحامِدُ كانَت في سَما المَجدِ أَنجُماً
ثَوابِتَ لا يَعرو لَهُنَّ أُفولُ
تَسيرُ مَسيرَ الريحِ في كُلِّ وُجهَةٍ
وَتُصغِيَ آذانٌ لَها وَعُقولُ
فَبِالمَشرِقِ الأَقصى بِهِنَّ مَفاخِرٌ
وَبِالمَغرِبِ الأَقصى لَهُنَّ قَبيلُ
وَإِن ثارَ حَربٌ لا يُنادي وَليدُها
شَروبٌ لِأَشلاءِ الكِرامِ أَكول
أَقَمتَ لَها سوقاً مِنَ النَقعِ قاتِماً
بِهِ ذاكَ مَجروحٌ وَذاكَ قَتيل
بِجُردٍ يُعالِكنَ الشَكيمَ عَوابِساً
لَها مَرَحٌ تَحتَ القَنا وَصَهيلُ
مَتى ما تُصَبِّح دارَ قَومٍ بِغارَةٍ
فَفي دارِ قَومٍ آخَرينَ تَقيلُ
عَلَيهِنَّ مِن عُليا رَبيعَةَ فِتيَةٌ
فُروعٌ أَجادَت غَرسَهُنَّ أُصولُ
هُمُ يَستَطيبونَ المَنايا كَأَنَّما
يَهُزُّهُمُ نَحوَ الطِعانِ شَمولُ
فَكَم فَرَّجَت مِن غُمَّةِ لَم يَكُن لَها
سِوى اللَهِ ثُمَّ المَشرَفِيِّ مُزيلُ
إِذا ما رَمى الشَأوَ البَعيدَ ذَرَعنَهُ
بِهِ ناجِياتٌ سَيرُهُنَّ ذَميلُ
جَحافِلُ يَترُكنَ الرَوابي سَباسِباً
يَسوقُ الرَعيلَ المُسبَطِرَّ رَعيلُ
تَظَلُّ عَلَيهِنَّ القَشاعِمُ عُكَّفاً
لِما عُوِّدَت أَنَّ القَبيلَ أَكيلُ
فَقُل لِلذي يَبغي خِلافَ الذي مَضى
رُوَيداً فَمَرعى الناكِثينَ وَبيلُ
سَتَعلمُ غِبَّ الأَمرِ إِن كُنتَ فاعِلاً
بِما سَوفَ تَلقاهُ وَأَنتَ ذَليلُ
فَكَم جاهِلٍ ظَنَّ البُغاثَ جَوارِحاً
وَأَنَّ الخَواويرَ العِشارَ فُحولُ
فَظَلَّ يُلَوّي ليتَهُ مُتَمَتِّعاً
عَلى زَعمِهِ في حِصنِهِ وَيَقولُ
مَتى يَأتِني جَيشُ الإِمامِ فَإِنَّهُ
بِكَفَّيَّ ماضي الشَفرَتَينِ صَقيلُ
فَلَمّا رَآها كَالجَرادِ مُغيرَةً
لَها رَهَجٌ في الخافِقَينِ يَهولُ
تَوَلّى يَوَدُّ الأَرضَ ساخَت بِجِسمِهِ
قُصارى جَداهُ زَفرَةٌ وَعَويلُ
فَلِلَّهِ يَاِبنَ الأَكرَمينَ فَضائِلاً
حَوَيتَ وَمَجداً ذِكرُهُ سَيَطولُ
وَخُلِّفتَ فينا لا عَدِمناكَ حازِماً
هُماماً لِخَلّاتِ الكِرامِ فَعولُ
زِمامُ عُلاً لكِن بِكَفِّكَ ثَنيُهُ
وَثَجّاجُ جودٍ مِن نداكَ يَسيلُ
هُوَ الأَريُ لِلعافينَ ليناً وَشيمَةً
وَسُمٌّ ذُعافٌ لِلعَدُوِّ يَغولُ
رَكوبٌ لِأَثباجِ المَعالي بِعَزمَةٍ
تَخوضُ المَنايا وَالدِماءُ تَسيلُ
سُعودٌ أَدامَ اللَهُ سَعدَكَ وَاِرتَقى
بِعَلياهُ حَظٌّ باسِقٌ وَقُبولُ
سَتَرضاهُ في الهَيجا اِشتَجَرَ القَنا
وَقَلَّ المُحامي وَالحِفاظُ قَليلُ
وَتَرضاهُ في الرَأيِ المُصيبِ إِذا هَفَت
حُلومٌ وَرُدَّ الرَأيُ وَهوَ كَليلُ
فَشُدَّ بِهِ أَزرَ الخِلافَةِ إِنَّهُ
جَديرٌ بِما رَشَّحتَهُ وَكَفيلُ
فَفيهِ وَلا نَعدَمكَ مِنكَ مَخايِلٌ
سَيَعلو لَهُ ذِكرٌ بِها وَيَطولُ
وَجَرَّبتُ هذا الناسَ شَرقاً وَمَغرِباً
أُحَدِّدُ فيهِم فِكرَتي وَأُجيلُ
فَمَحَّضَني تَقليبُهُم وَاِختِبارُهُم
بِأَنَّكَ فَردٌ وَالأَنامُ شُكولُ
وَدونَكَها مَحبوكَةَ اللَفظِ طَلقَةً
تَظَلُّ بِأَقطارِ البِلادِ تَجولُ
تُباهي بِكَ الشُعّارَ في كُل مَوطِنٍ
سَواءٌ لَدَيها مُقصِرٌ وَمُطيلُ
فَأَنتَ الذي أَلبَستَني مِنك نِعمَةً
لَها في قُلوبِ الحاسدينَ غَليلُ
يُحَدِّثُ عَنها سامِعٌ وَمُبَلِّغٌ
وَتَسري كَما تَسري صَباً وَقُبولُ
فَإِن تُبقِني الأَيّامُ تَسمَع بِمِثلِها
وَفي عُمرِكَ الباقي وَعِزِّكَ طولُ
وَصَلِّ إِلهي ما شَدا الوُرقُ أَو هَمى
عَلى الأَرضِ رَجّاسُ السَحابِ هُمولُ
عَلى المُصطَفى وَالآلِ الصَحبِ كُلِّهِم
وَمَن بِهُداهُ يَهتَدي وَيَقولُ