انتقل إلى المحتوى

أعظمت يومكم واشتد اعظامي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أعظمت يومكم واشتدّ اعظامي

​أعظمت يومكم واشتدّ اعظامي​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


أعظمت يومكم واشتدّ اعظامي
لو لم أرض لقضاء الله أوهامي
جليل رزئك لا يقوى له بشر
ينوء من حمل أحزان وآلام
صك الأقاليم ناعي الفضل فاعتصمت
خوف الهلاك بتمويه وايهام
حتى إذا غلب الشك اليقين دجا
ليل الخطوب باسداف واظلام
يا من أباح حمى التوحيد فاختلست
أيدي المنون عميد الدين والحامي
وكيف اجلا سحاب الفضل بعدروا
وغاض لج الخضم الزاخر الطامي
يا مثقبا لضيوف العلم نار قرى
تهدي إلى حكم غرّ واحكام
ومرشفا ظما الألباب ان وريت
زلال تبصرة يشفى جوى الظامي
رمتك اسهم دهر كنت غرته
فاز الرمي وطالت حسرة الرامي
فاصبحت ارسم التوحيد دراسة
ميلا دعائمها من بعد احكام
فليندب الشرع والإسلام قطب حجى
عليه دارت رحى شرع وإسلام
حنت إليك محاريب التقى وبكت
شجواً لأشرف صوام وقوام
واعولت بعدك الأيتام فاقدة
ثمال مرملة حنت لأيتام
لقيت وفد الردى جذلان مبتسما
فجاء مستقدما من بعد إحجام
ولا سجيتك الحسنى التي كرمت
لم يسع نحوك اقداماً باقدام
وأنت يا ناشد المعروف ممترياً
سجال أو طف هامي الودق سجام
أقرى لك الله مغناه فليس به
إلا مواقف تسليم والمام
عرج على النجف الأعلى وحي به
قبر الزكي بتعظيم وإكرام
سمي طه التقي الطاهر العلم
الفرد المؤيد في نقض وإبرام
وقل سقتك ربيع الناس غادية
تغشي ثراك بارزام وارهام
قد كنت للمهتدي والمجتدي كرما
نجماً يضيء وغيثا بالغدى هامي
ادمى مصابك اجفان الهدى فجرى
على الفريد فريد دمعه الهامي
وسير الحزن في الاحشاء يصدعها
مذ سار نعشك محمولا على الهام
وشيعوا الآية الكبرى التي شرفت
من ان تحد بأفكار وأوهام
تجلو به هالة المحراب بدر هدى
حفت به انجم من دمعه الهامي
قد نحلت جسمك التقوى فزدت بها
حسناً وبعض الضنا حسن لأجسام
أحاط علمك بالاحكام يوضحها
كانه مستمد فيض الهام
تخوض غامرها مستنبطاً غررا
تبقى على كرّ أيام وأعوام
رقيت حتى إذا لم تبق منزلة
سموت للخلد فانعم أيها السامي
وحث ركبك شوق الوصل معتقدا
نيل الجزيلين من فضل وانعام
طوبى لمنتجع الرضوان قد زهرت
عن منظر رائق للحسن بسام
وسرت منها نقي الذات من عرض
يزهو لغيرك موصولا باثام
فاذهب عليك سلام الله ما خطرت
ريح الصبا برياض ذات أكمام