أسعد الأقوام في الحرب البطل
المظهر
أسعد الأقوام في الحرب البطل
أسعد الأقوام في الحرب البطل
الذي لم يدر أصلا ما الفشل
وأعز الناس من ليس يرى
مكسبا غير المعالي بالأسل
وأذل الخلق بل أشقاهم
من إذا نودي نادى بالعلل
أنا لا أستطيع نصرا لكم
أنا أخشلى الموت أو أرجو أمل
نحن إن قمتم وقمنا معكم
قطعت أسبابنا والخوف حل
أترى أن العلا تصحب من
لم يكن للنفس يوما قد بذل
أم ترى أن المعالي حازها
رجل همته فيما أكل
لا يرى العلياء إلا درهما
مد في تحصيله كل الحيل
فتحكم إن كنت ذا درهم
فلك العرض مباح مبتذل
وأهن من شئت منهم هونة
فهو طوع وإذا شئت قتل
لو أتاهم بقروش عابد
صنما لاتبعوه وأضل
وأناس آثروا العجز على
رتبة العز فباؤوا بالفشل
ويح أهل العجز كم قد تركوا
من علاء وأقاموا في الخول
ارفقوا كم ذا التواني ارفقوا
فالمعالي بالتواني لم تنل
وأفيقوا فالدنا دار فنا
وجميع الخلق فيها لأجل
أين من كان قديما مولعا
بالبطالات زمانا والكسل
واعتلى فوق الحشايا ليلة
بين خود ناعمات وخول
وانقضت أيامه في نعمة
واستراحات وبسط وجذل
هل ترى ذاك منه زاد في
عمره يوما فنختار الأجل
أو ترى من عاش في أيامه
راكبا أهوالها حتى وصل
هازما هذا وهذا أسرا
وكثيرا من أعاديه قتل
انقضت حالته من عمره
لحظة كلا وربي ما انخزل
فانتبه إن كنت عن ذا غافلا
لا ينال المجد خصم قد نكل
وقفة في الحرب تمحو جبلا
من معاصيك وتوليك الجلل
وثبات المرء في أهوالها
يعقب الفوز بغايات الأمل
وفرار والوغى قائمة
يورث النار ويأتي بالكلل
فاستعذ بالله من حر لظى
ورد الأهوال نهلا وعلل
اسل والعلا تطلبنا
حقها والسيف سيف لم يفل
أم رقاد والهدى قد طمست
أثره ما بيننا أيدي السفل
أم قعود والمعاصي ظهرت
وأهيل الدين كل في وجل
أم خمول والورى قد أحدثت
بدعا خالفت الشرع الأجل
رجعت جل فعال الناس في
جهلهم فسقا كأفعال الأول
واختيارا بدلوا دين الهدى
بضلال ظاهر بئس البدل
لهفي يا قومي أورى حرقا
ليس يطفيها سوى وقع الأسل
ليت شعري هل أنا مدرك ما
رمته يوما فأطفي ذي الشعل
كم أسلي النفس عن أحزانها
بمقال جاء في ضرب المثل
إن للخير وللشر مدى
وكلا ذلك وجه وقبل