أستنجد الصبر فيكم وهو مغلوب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ

​أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ​ المؤلف مهيار الديلمي


أستنجدُ الصبرَ فيكم وهو مغلوبُ
و أسألُ النومَ عنكم وهو مسلوبُ
و أبتغي عندكم قلباً سمحتُ به
و كيف يرجعُ شيءٌ وهو موهوبُ
ما كنتُ أعرفُ ما مقدارُ وصلكمُ
حتى هجرتم وبعضُ الهجر تأديبُ
أستودع اللهَ في أبياتكم قمراً
تراه بالشوق عيني وهو محجوبُ
أرضى وأسخطُ أو أرضى تلونه
و كلُّ ما يفعلُ المحبوبُ محبوبُ
أما وواشيه مردودٌ بلا ظفرٍ
و هل يجابُ وبذلُ النفس مطلوبُ
لو كان ينصفُ ما قال انتظرْ صلةً
تأتي غداً وانتظارُ السيء تعذيبُ
و كان في الحبَّ إسعادٌ ومنعطفٌ
منه كما فيه تعنيفٌ وتأنيبُ
يا للواتي بغضنَ الشيبَ وهو إلى
خدودهنَّ من الألوانِ منسوبُ
تأبى البياضَ وتأبى أن أسوده
بصبغةٍ وكلا اللونينِ غربيبُ
ما أنكرتْ أمس منه ناصلاً يققاً
ما تنكر اليومَ منه وهو مخضوبُ
ليتَ الهوى صان قلبي عن مطامعه
فلم يكن قطّ يستدنيه مرغوبُ
إني لأسغبُ زهداً والثرى عممٌ
نبتاً وأظما وغرب الغيثِ مسكوبُ
و لا أرقُّ لحرصٍ صاحبهُ
سعياً ويعلم أنّ الرزقَ مكسوبُ
عقبى الطماعة في مالٍ يمنُّ به
عصارةٌ لا يغطى خبثها الطيبُ
طهرْ خلالك من خل تعابُ به
و اسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ
إني بليت بمضطرًّ رفيقهمُ
و الماءُ يملحُ وقتاً وهو مشروبُ
كم يوعد الدهرُ آمالي ويخلفها
أخاً أسرُّ به والدهرُ عرقوبُ
أسعى لمثل سجايا في أبي حسنٍ
و هل يبلغني الجوزاءَ تقريبُ
فدى محمدًّ المنسيَّ نائلهُ
مراجعٌ نيلهُ المنزورُ محسوبُ
حالٌ تحدثه الأحلامَ جاهلةً
لحاقهُ وأخو الأحلامِ مكذوبُ
إن قدم الحظُّ قوماً غالطاً بهمُ
أو بينتهمْ عناياتٌ وتقريبُ
فالسيف يخبرُ قطعاً وهو مدخرٌ
و الطرفُ يكرمُ طبعاً وهو مجنوبُ
حذارِ من حدثِ النعماء مؤتنفٍ
علاؤه بشفيع الوجه مجلوبُ
تسوءه سائلا من أين سؤدده
إنّ اللئيم بما قد ساد مسبوبُ
أأنت أنت وفي الدنيا أبو حسنٍ
صدقتَ إن لفي الدنيا أعاجيبُ
إذا رأيتَ ذيولَ السرح آمنةً
لم يحمها فلأمرٍ يحلمُ الذيبُ
يا ملبسي الشيمةَ الغراءَ ضافيةً
علىَّ إن قلصتْ عنيَّ الجلابيبُ
علقتُ منك بعهدٍ لا مواثقهُ
تنسى ولا حبله بالغدر مقضوبُ
و أحمدتك اختباراتي وقد سبرتْ
غورَ الرجال وكدتها التجاريبُ
فلتجزينك عني كلُّ غاديةٍ
لها من الكلمِ الفياض شؤبوبُ
إذا وسمتُ حياها باسمك انحدرتْ
له الزبى وأطاعته المصاعيبُ
فاسلم لهنّ ولي ما طاف مستلمٌ
سبعا وعلقَ بالأستارِ مكروبُ
ترجى وتخشى فسيحَ الباب ممتنعاً
إن الكريمَ لمرجوٌّ ومرهوبُ