أراح فريق جيرتك الجمالا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ

​أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ​ المؤلف ذو الرمة



أَرَاحَ فَرِيقُ جِيرَتِكَ الْجِمَالاَ
 
كَأَنَّهُمُ يُرِيدُونَ احْتِمَالاَ
فبتُّ كأنَّني رجلٌ مريضٌ
 
أَظُنُّ الْحَيَّ قَدْ عَزِمُوا الزِّيَالاَ
وَبَاتُوا يُبْرِمُونَ نَوى ً أَرَادَتْ
 
بهمْ لسواءِ طيَّتكِ انفتالا
وَذِكْرُ الْبَيْنِ يَصْدَعُ فِي فُؤَادِي
 
ويعقبُ في مفاصلي امذلالا
فأغوا في السَّوادِ فذرَّ قرنٌ
 
وَقَدْ قَطَعُوا الزِّيَارَة َ والْوِصَالاَ
فَكِدتُّ أَمُوتُ مِنْ شَوْقٍ عَلَيْهِمْ
 
ولمْ أرَ ناويَ الأظعانِ بالى
فأشرفتُ الغزالة َ رأسَ حوضى
 
أُرَاقِبُهُمْ وَمَا أُغْنَى قِبَالاَ
كَأَنِّي أَشْهَلُ الْعَيْنَيْنِ بَازٍ
 
عَلَى عَلْيَآءَ شَبَّهَ فَاسْتَحَالاَ
وَتَهْجِيرِي إِذَا الْيَعْفُورُ قَالاَ
 
وَأَجْرَعَهُ الْمُقَابَلَة َ الشِّمَالاَ
وقدْ جعلوا السبيَّة َ عنْ يمينٍ
 
مقادَ المهرِ واعتسفوا الرِّمالا
كأنَّ الآلَ يرفعُ بينَ حزوى
 
وَرَابِيَة ِ الْخَويِّ بِهِمْ سَيَالاَ
وفي الأظعانِ مثلُ مها رماحٍ
 
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ والْمِحَالاَ
تجوَّفَ كلَّ أرطأة ٍ ربوضٍ
 
تَرَى مِنْ بَيْنِ ثَنْيَّتِهِ خِلاَلاَ
أولاكَ كأنَّهنَّ أولاكَ إلاَّ
 
شوى ً لصواحبِ الأرطى ضئالا
وأنَّ صواحبَ الأحذارِ جمٌّ
 
وَأَنَّ لَهُنَّ أَعْجَازَاَ ثِقَالاَ
وأعناقَ الظِّباءِ رأينَ شخصاً
 
نصبنَ لهُ السَّوالفَ أو خبالا
رخيماتُ الكلامِ مبطَّناتٌ
 
جَوَاعِلُ فِي الْبَرَى قَصْبَاً خِدَالاَ
جمعنَ فخامة ً وخلوصَ عتقٍ
 
وحسناً بينَ ذلكَ واعتدالا
كأنَّ جلودهنَّ مموَّهاتٌ
 
على أبشارها ذهباً زلالا
وَمَيَّة ُ فِي الظَّعَائِنِ وَهْيَ شَكَّتْ
 
سوادَ القلبِ فاقتتلَ اقتتالا
عشيَّة َ طالعتْ لتكونَ داءً
 
جَوى ً بَيْنَ الْجَوَانِحِ أَوْ سُلاَلاَ
تُرِيكَ بَيَاضَ لَبَّتِهَا وَوَجْهاً
 
كقرنِ الشَّمسِ أفتقَ ثمَّ زالا
أصابَ خصاصة ً فبدا كليلاً
 
كَلاَ وَانْغَلَّ سَآئِرُهُ انْغِلاَلاَ
وَأَشْنَبَ وَاضِحاً حَسَنَ الثَّنّايَا
 
ترى في بينِ نبتتهِ خلالا
كَأَنَّ رُضَابَهُ مِنْ مَآءِ كَرْمٍ
 
تَرَقْرَقَ فِي الزُّجَاجِ وَقَدْ أَحَالاَ
يشجُّ بماءِ سارية ٍ سقتهُ
 
على صمَّانهِ رصفاً فسالا
وَأَسْحَمَ كَالأسَاوِدِ مُسْبَكِرَّاً
 
عَلَى الْمَتْنَيْنِ مُنْسَدِلاً جُفَالاَ
وَمَيَّة ُ أَحْسَنُ الثَّقَلَيْنِ خَدّاً
 
وسالفة ً وأحسنهُ قذالا
فلمْ أرَ مثلهُ نظراً وعيناً
 
ولا أمَّ الغزالِ ولا الغزالا
هِيَ السُّقْمُ الَّذِي لاَ بُرْءَ مِنْهُ
 
وَبُرْءُ السُّقْمِ لَوْ رَضَخَتْ نَوَالاَ
كَذَاكَ الْغَانِيَاتُ فَرَغْنَ مِنَّا
 
عَلَى الْغَفْلاَتِ رَمْيَاً واخْتِيَالاَ
فَعَدِّ عَنِ الصِّبَا وَعَلَيْكَ هَمَّاً
 
توقَّشَ في فؤادكَ واحتيالا
فبتُّ أروضُ صعبَ الهمِّ حتى
 
أجلتُ جميعَ مرَّتهِ مجالا
إِلَى ابْنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ
 
قطعتُ بنعفِ معقلة َ العدالا
قروتُ بها الصَّريخة لا شخاتاً
 
غداة َ رحيلهنَّ ولا حيالا
نجائبَ منْ نتاجِ بني غريرٍ
 
طوالَ السَّمكِ مفرعة ً نبالا
مُضَبَّرَة ً كَأَنَّ صَفَا مَسيلٍ
 
كَسَا أَوْرَاكَهَا وَكَسَا الْمَحَالاَ
يخدنَ بكلِّ خاوية ِ المبادي
 
تَرَى بَيْضَ النَّعَامِ بِهَا حِلاَلاَ
كأنَّ هويَّهنَّ بكلِّ خرقٍ
 
هَوِيُّ الرُّبْدِ بَادَرَتِ الرِّئَالاَ
وإدلاجي إذا ما الليلُ ألقى
 
عَلَى الضُّعَفَاءِ أَعْبَآءً ثِقَالاَ
إذاغ خفقتْ بأمقهَ صحصحانٍ
 
رؤوسَ القومِ والتزموا الرِّحالا
 
وضعنَ سخالهنَّ وصرنَ آلا
وربَّ مفازة ٍ قذفَ جموحٍ
 
تغولُ منحِّبَ القربِ اغتيالا
قطعتُ إذا تجوَّفتِ العواطي
 
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيَّاً وَضَالاَ
على خوصاءَ يذرفُ مأقياها
 
منَ العيديِّ قدْ لقيتْ كلالا
إذا بركتْ طرحتْ لها زمامي
 
وَلَمْ أَعْقِلْ بِرُكْبَتِهَا عِقَالاَ
وشعرٍ قدْ أرقتُ لهُ غريبٍ
 
أجنِّبهُ المساندَ والمحالا
فبتُّ أقيمهُ وأقدُّ منهُ
 
قوافيَ لا أعدُّ لها مثالا
غَرَآئِبَ قَدْ عُرِفْنَ بِكُلِّ أُفْقٍ
 
مِنَ الآفَاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالاَ
فَلَمْ أَقْذِفْ لِمُؤْمِنَة ٍ حَصَانٍ
 
بحمدِ اللهِ موجِبة ً عضالا
ولمْ أمدحْ لأرضيهِ بشعري
 
لئيماً أنْ يكونَ أصابَ مالا
وَلكِنَّ الْكِرَامَ لَهُمْ ثَنَائِي
 
فلا أخزى إذا ما قيلَ: قالا
سَمِعْتُ: النَّاسُ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً
 
فقلتُ لصيدحَ: انتجعي بلالا
تناخي عندَ خيرِ فتى ً يمانٍ
 
إِذَا النَّكْبَآءُ نَاوَحَتِ الشِّمَالاَ
ندى ً وتكرُّما ولبابَ لبٍّ
 
إِذَا الأَشْيَاءُ حَصَّلَتِ الرِّجَالاَ
وَأَبْعَدِهِمْ مَسَافَة َ غَوْرِ عَقْلٍ
 
إِذَا مَا الأَمْرُ ذُو الشُّبُهَاتِ عَالاَ
وَخَيْرِهِمُ مَآثِرَ أَهْلَ بَيْتٍ
 
وَأَكْرَمِهِمْ وَإِنْ كَرُمُوا فَعَالاَ
بَنَى لَكَ أَهْلُ بَيْتِكَ يَا ابْنَ قَيْسٍ
 
وأنتَ تزيدهمْ شرفاً جلالا
مَكَارِمَ لَيْسَ يُحْصِيهِنَّ مَدْحٌ
 
ولا كذباً أقولُ ولا انتحالا
أَبُو مُوسَى فَحَسْبُكَ نِعْمَ جَدّاً
 
وشيخُ الرَّكبِ خالكَ نعمَ خالا
كَأَنَّ النَّسَ حينَ تَمُرُّ حَتَّى
 
عواتقَ لمْ تكنْ تدعُ الحجالا
قِيَاماً يَنْظُرونَ إلَى بِلاَلٍ
 
رِفَاقُ الْحَجِّ أَبْصَرَتِ الْهِلاَلاَ
فقد رفعَ الإلهُ بكلِّ أفقٍ
 
لِضَوْئِكَ يَا بِلاَلُ سَنَاً طُوَالاَ
 
وأعطيتَ المهابة َ والجمالا
أشمُّ أغرُّ أزهرُ هبرزيٌّ
 
يَعُدُّ الرَّاغِبِينَ لَهُ عِيَالاَ
تَزِيدُ الْخَيْزُرَانَ يَدَاهُ طِيبَاً
 
ويختالُ السَّريرُ بهِ اختيالا
ترى منهُ العمامة َ فوقَ وجهٍ
 
كأنَّ على صحيفتهِ صقالا
يُقَسِّمُ فَضْلَهُ والسِّرُّ مِنْهُ
 
جميعٌ لا يفرِّقهُ شلالا
يضمِّنُ سرَّهُ الأحشاءَ إلاَّ
 
وثوبَ الليثِ أخدرَ ثمَّ صالا
وَمَجْدٍ قَدْ سَمَوْتَ لَهُ رَفِيعٍ
 
وخصمٍ قدْ جعلتَ لهُ خبالا
وَمُعْتَمِدٍ جُعِلْتَ له رَبِيعاً
 
وطاغٍ قدْ جعلتَ لهُ نكالا
وَلَبْسٍ بَيْنَ أَقْوَامٍ فَكُلٌّ
 
أعدَّ لهُ السِّفارة َ والمحالا
وكلُّهمْ ألدُّ لهُ كظاظٌ
 
أعدَّ لكلِّ حالِ القومِ حالا
أَبَرَّ عَلَى الخُصُومِ فَلَيْسَ خَصْمٌ
 
وَلاَ خَصْمَانِ يَغْلِبُهُ جِدَالاَ
قَضَيْتُ بِمِرَّة ٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ
 
فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ
وحُقَّ لمنْ أبو موسى أبوهُ
 
يُوَقِّقُهُ الَّذِي نَصَبَ الْجِبَالاَ
حواريُّ النبيِّ ومنْ أناسٍ
 
هُمُ مِنْ خَيْرِ مَنْ وَطِىء َ النِّعَالاَ
هُوَ الْحَكَمُ الَّذِي رَضِيَتْ قُرَيْشٌ
 
لِسَمْكِ الدِّينِ حينَ رَأوهُ مَالاَ
ومنتابٍ أناخَ إلى بلالٍ
 
فلا زهداً أصابَ ولا اعتلالا
ولا عقصاً بحاجتهِ ولكنْ
 
عطاءً لمْ يكنْ عدَّة ً مطالا
 
معَ البيضِ الكواعبِ والحلالا
تبوَّاَ فابتنى وبنى أبوهُ
 
فأعرضَ في المكارمِ واستطالا
يرى مدحَ الكرامِ عليهِ حقَّاً
 
ويذهبهنَّ أقوامٌ ضلالا
وما الوسميُّ أولهُ بنجدٍ
 
تهلَّلَ في مساربهِ انهلالا
بذي لجبٍ تعارضهُ بروقٌ
 
شُبُوبَ الْبَلْقِ تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاَ
فَلَمْ تَدَعِ الْبَوَارِقُ بَطْنَ عَرْضٍ
 
رغيبٍ سيلهُ إلاَّ مسالا
أصابَ الناسَ منقمسَ الثُّريا
 
بِسَاحِيَة ٍ وَأَتْبَعَهَا طِلاَلاَ
وَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بِعَيْنٍ
 
سجومِ الماءِ فانسحلَ انسحالا
وَنَثَرتُهَا وَجَبْهَتُهَا هَرَاقَتْ
 
عَلَيْهِ المَآءَ فَاكْتَهَلَ اكْتِهَالاَ
أَبَتْ عَزْلاَءُ كُلِّ نَشَاصِ نَجْمٍ
 
على آثارهِ إلاَّ انحلالا
فصارَ حيَّاً وطبَّقَ بعدَ خوفٍ
 
على حرِّيَّة ِ العربِ الهزالا
كَأَنَّ مُنَوَّرَ الْحَوْذَانِ يُضْحِي
 
يشبُّ على مساربهِ الذُّبالا
بِأَفْضَلَ فِي الْبَرِيَّة ِ مِنْ بِلاَلٍ
 
إِذَا مَيَّلْتَ بَيْنَهُمَا مَيَالاَ
أبا عمرو وإنْ حاربتَ يوماً
 
فأنتَ اللَّيثُ مدَّرعاً جلالا
إِذا لَقِحَتْ بِشِرَّتِهَا فَشَالَتْ
 
بِأَطْرَافِ الْقَنَا لِمَنْ اسْتَشَالاَ
 
وأحسنهمْ لدرَّتها ائتيالا
إذا اضطربوا بمعتركٍ قياماً
 
على جردِ العوابسِ أو نزالا
تُسَعِّرُهَا بِأَبْيَضَ مَشْرَفِيٍّ
 
كَضَوْءِ الْبَرْقِ يَخْتَلِسُ الْقِلاَلاَ