أذن الندى عن نداء الشعر صماء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أذن الندى عن نداء الشعر صماء

​أذن الندى عن نداء الشعر صماء​ المؤلف الهبل


أذن الندى عن نداء الشعر صماء
فليس يجديك إنشاد وإنشاد
يا قالة الشعر مهلا لا أبا لكم
رويدكم ما لزند المدح إيراء
إنا لفي زمن ود الفصيح به
لو انه ألكن في القول فأفاء
كم تمدحون ولا تعطون جائزة
كأنما مدحكم بالمنع إغراء
لو كان في الطين أو في الماء رزقكم
يوما لأعجز حتى الطين والماء
ويا مرجي نوالا أنت في زمن
فيه المكارم والعلياء أسماء
إياك إياك أن تدلي بسابقة
فإن ذلك إن حققته الداء
ولا تقل إن أردت النجح قد قتلت
أمامكم لي أجداد وآباء
يقصي المحب ويدني من عقيدته
نضب وجبر وتشبيه وإرجاء
كم ملحدين ونصاب كأنهم
لمفرط القرب أرحام وأحماء
ومن يكن ذا صلاح في عقيدته
فإنما حظه طرد وإقصاء
إن تستمح قيل كل في السؤال وإن
عاتبت قيل بذي القول هجاء
أستغفر الله ليس الهجو من شيمي
لكنني رجل للضيم أباء
ما الملك إلا مضاع السرج مطرح
إن لم يكن لعنان البذل إرخاء
أين الملوك الألي ما جاء آملهم
إلا وقابله بشر وإعطاء
حتى ينسون من ري ومن شبع
قوما لهم أكبد للجوع حراء
قل للمساكين أهل الشعر يا تعب الأفكار إن لم يصبهم منه إثراء
...
هذي الملوك ملوك العصر هل أحد
منهم على سنن المعروف مشاء
كم قد مدحنا فما أجدت مدائحنا
لأنهم إنما يعطون من شاؤوا
يا أحم دعوة عان قل ناصره
وخانه لجفا الدهر الأحباء
اسمع شكية معل معلن حزنا
إن كان ينفع إعلان وإعلاء
ما للقوافي إذا أقوت معاهدها
أفي زمانك يوهي الشعر إقواء
من ذا الذي من مقام الذل ينهضها
إن نالها بنعال الذل إيطاء
أف لها خطة يشقى ملابسها
ضاقت بصاحبها للأرض ارجاء
وحرفة أزجيت فينا بضاعتها
فربح بائعها فقر وإكداء
إيها أغث مستغيثا أنت قط له المرجو إن مسه بأس وضراء
...