انتقل إلى المحتوى

أدرنة الفيحاء بشراك

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أدرنة الفيحاء بشراك

​أدرنة الفيحاء بشراك​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


أدرنة الفيحاء بشراك
جاء هلال السعد يرعاك
قد كنت عبرى أمس واليوم قد
قرت بأبنائك عيناك
طلعتك الغراء من بهجة
تهللت واهتز عطفاك
وجهك ما عبّس حتى انجلى
همك وافترت ثناياك
وما بكى الأسلام حزناً على
فقدك حتى ضحك الباكي
وما شكا الجامع ناقوسهم
حتى شفى غلته الشاكي
فقابل التكبير في أرضه
من السما تهليل أملاك
ضياء توحيد جلا نوره
عن أفقه ظلمة اشراك
من نفحات البشر مرت بنا
رياً عرفناها برياك
اهدت إلى الأرواح روح الهنا
فحبذا ذاك الشذا الذاكي
لله فتح جابر كسرنا
وكاسر شوكة اعداك
قد طهر الله فشكرا له
من دنس البلغار مغناك
فلم ينالوا منك نيلا سوى
اضحوا انهم ضحاياك
حاشاك ان تستسلمي للعدى
يا غابة الآساد حاشاك
دعوت ابناءك في لهفة
وكلهم بالنصر لباك
جاءك جيش النصر مستقدما
بكل ماض الحد بتاك
يطوي إليك الأرض شوقاً ولا
صبر له من دون لقياك
قد رنحت اعطافه نشوة
معروفة من خمر ذكراك
لم يستطب طعم حياة له
حتى رأى حسن محياك
ان سره الفتح فقد ساءه
ان لم يكن من بعض قتلاك
ما الفخر كل الفخر الا لمن
عن العدى بالسيف حاماك
ما كان اغلاك على انفس
ارخصتها ما كان اغلاك
قد سكروا عشقاً فخاضوا الردى
وهم نشاوى بحمياك
هل نبأ البرق الذي جاءنا
عن بشرنا بالفتح انباك
قد حمل البرق حياة لنا
سائرة في طي اسلاك
سننظم اليوم لنادي الهنا
دراً به قبل بكيناك
يا قرب ما قد عاد يهدى الهنا
إليك من قد كان ينعاك
بالأمس قد كنت لجيش العدى
نهزة سفّاح وسفاك
واليوم قد نلت السرور الذي
جلا وان جلت رزاياك
يا فئة أهلكها بغيها
وغاية البغي لأهلاك
قد كان من اعظم انصارنا
ظلمك ان الظلم ارداك
زعمت ان ليس لذاك الحمى
حام بجيش الموت يغشاك
حتى شهدت البأس من فيلق
يزحف لكن بمناياك
هيهات ما للرجس من موطن
يرجى بذاك الوطن الزاكي
قد عز دين الله ان يغتدى
رهين همذاز وافاك
خلوا سبيل الاسد في غابها
لا تقنص الأسد باشراك
وانها الافلاك من أهلها
تضيء في انجم افلاك
يا نظرة اللطف التي قد شفت
بعض الجوى رحماك رحماك
اضحى بها الإسلام في منية
تجل عن فكر وادراك
اسبغت نعمى هي مشكورة
فاستانفي سابغ نعماك