أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ

​أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ​ المؤلف الخُبز أَرزي


أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنبُ
فليس على العشاق في فعلهم عتبُ
وعدتُك وعداً عاقني عنه عائق
وللناس أسباب لها يُقلَبُ القلبُ
لقد فاتني كلُّ المنى حين فاتني
مشاهدُك الحسنى ومنطقُك العذبُ
لئن كان لي خل عليك مقدَّماً
إذا ذُكِر الخلّانُ عنديَ والصحبُ
لخالفتُ توحيدي وعفت أئمتي
وملتُ الى الجِبتِ المضلل والنصبِ
ولولا التصابي كان في الحسن مذهبي
فلاحاً ولكن ليس يفلح من يصبو
تحيَّرتُ في تركِ الحبيب وترككم
ففي تركه لهو وفي ترككم ذنبُ
وقال فؤادي ليس يعذرك الإخا
على جفوةٍ إذ ليس يعذرك الحِبُّ
ولما رأيتُ القلبَ سهَّل سخطكم
ليرضى الهوى أيقنتُ أن الهوى صعبُ
ولمّا خشيت الموتَ كذبت وعدَكم
فقولوا أكان الموتُ خيراً أم الكذْبُ
ولم تتغالب شهوةٌ ومُرُوَّةٌ
فيفترقا إلا وللشهوة الغلبُ
ولم يثنني التقصير عنكم وإنما
ثنى عزمتي لما انثنى الغُصُنُ الرطبُ
لقد ذُبتُ إذ أبدى إليَّ مضاحكاً
كما ذاب شيطانٌ تقض له شهبُ
إذا زاد في التقبيل زدتُ تحشُّماً
فذاك نِهابٌ في الوصال وذا نَهبُ
ويبذل لي بشراً وأُعطيه غيره
فبعض المنى عطبٌ وبعض المنى عصبُ
ومال إلى سخف فملتُ ولم أكن
سخيفاً ولكن كلُّ شيءٍ له طبُّ
فحلت عقود إذ تحلل محكه
ودارت رحى الكذّان إذ رُكِّب القطبُ
وفزتُ بشيءٍ بين جدٍ ولعبةٍ
ويا رُبَّ جدٍ كان أوَّلَه اللّعْبُ
فلو أنني كنتُ استشرتك لم تشر
عليَّ ببُعد الإلف إذ أمكن القربُ
ولولا ارتقابي في رضاك لما اعتدت
بكشف أمورٍ كان في دوِّها حجبُ
من العذل أخشى أنَّ من كان موجعاً
له العذلُ يوماً ليس يؤلمه الضَّربُ
وقد يخلص الإخوان من بعد عثرة
كما تستهبُّ الخيل من بعد ما تكبو
وأيّ جواد لم تكن منه هفوة
وأي حسام في الأحايين لا ينبو
تراني يطيف الغدر عندي لصاحبٍ
له الكرم المأثور والخلق الرحب
فإن قلت هل يُجفَى الصديق لأمرد
فلا عجب إذ كان يعصى به الربُّ
فلا تُدْنِسَنْ أخلاقَك الغرَّ بالقلى
فحيث يكون الجور لا يحمد الخصبُ
وما الأنس إلا حيث يستطلع الرضا
وما الرعي إلا حيث يستعذب العشبُ
وما شاني الإخلاص في الود والهوى
وما الأكل من شاني هناك ولا الشربُ
ولست أُحبُّ الفضل من غير وجهه
كما لا تُحَبُّ الشمس مطلعها الغربُ
فدونك أمثالاً من الدرِّ نُظِّمت
سموطاً ولكن ما تخلَّلها ثقبُ
ستذكر قولي عند كل طريفةٍ
بذكرك للداري اذا استطرف النعبُ