انتقل إلى المحتوى

أحاط بورد وجنته الجني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

أحاط بورد وجنته الجني

​أحاط بورد وجنته الجني​ المؤلف عماد الدين الأصبهاني


أحاط بورد وجنته الجني
بنفسج خط عارضه الطري
وجال وشاحه في الخصر منه
مجال الوهم في السر الخفي
وجاذب حقفه غصن قصيف
فيا ويح الضعيف من القوي
يؤاخذ طرفه بالذنب قلبي
فيا جور السقيم على البري
يفيد العاقل اليقظ التغابي
ليدرك في الغنى حظ الغبي
ولم تصب السهام على اعتدال
بها لولا اعوجاج في القسي
فقل للدهر يقصر عن عنادي
أما هو يتقي بأس التقي
حلفت برب مكة والمصلى
وثاوي ترب طيبة والغري
لأنتم يا بني أيوب خير الورى
بعد الإمام المستضي
العيش إذا وصلت ما أحلاه
والأفق إذا طلعت ما أضواه
صل ذا سقم رجاك أن تبراه
إن أنت هديته فما أهداه
في خدك يا مكتم الأهواء
والريقة من سلافة الصهباء
أشياء قد اجتمعن في أشياء
خد وفم ومقلة نجلاء
كم في طلب الراحة قلبي يتعب
كم في حرم الأمن فؤادي يرعب
بالجد أدين والهوى بي يلعب
كل صعب وهجركم لي أصعب
يا صبري حسن غلبة قد غلبك
يا لبي سحر لحظة قد سلبك
يا قلب على النار هواه قلبك
أرداك فقل بأي ثأر طلبك
كم يخلب سحر مقلتيه خلبك
ما أطيب في لعب هواه غلبك
ما كنت معرضا لبلوى قلبقك
لو كنت تطيق حفظه من غلبك
يا لاح أما مللت من تهذيبي
قد لاح العذر فكم تهذي بي
صدقتك في النصح فدع تكذيبي
ما أعذب في هواهم تعذيبي
لا غرو إذا تنفس المكروب
فالوجد على فؤاده مشبوب
من ينجده وصبره مغلوب
ما أسعد من يسعده المحبوب
ناديت الراح قال قبل شفتي
أفدي شفة لسقم قلبي شفت
ناديت الجور قال هذي صفتي
ما أطيب عيشتي به لو صفت
زارت وتعطفت وبالوعد وفت
بالوصل لمن أسقمه الهجر شفت
أقررت لها بذنب وجدي فعفت
ما أسعد ليلة بها لي سلفت
لا أشرح ما فيك من الوجد لقيت
لولا أمل الوصل لما كنت بقيت
صلني لسعادتي فبالهجر شقيت
يا حب كفيت شر ما بي ووقيت
ما أشوقني إلى ليال سلفت
نفسي أسفا على مناها تلفت
وحشا مهجتي برغمي حلفت
من بعدكم لأنسها لا ألفت
عيني سعدت ومهدتي قد شقيت
من يرحم مهجتي لما قد لقيت
ما أسلمني لو أن نفسي وقيت
روحي تلفت ولوعتي قد بقيت
حتام إلى المحب لا تلتفت
والسقم به تصعب عنه الصفة
ما ضرك لو شفته تلك الشفة
لا يحسن لا يجمل هذا العنت
كم أصبر والعمر مع الدهر يفوت
كم أعرض عن نطق عذولي بسكوت
إن هب نسيمكم فللروح يقوت
أحيا وأموت ثم أحيا وأموت
مولاي إلى هواك أشكو بثي
إرحم ضعفي وجد بعطف وارث
ضدان هما سهولة في وعث
برئي سقمي فيك وموتي بعثي
كانوا حفظوا العهد فلم قد نكثوا
ساروا عجلا وساعة ما مكثوا
كم قد حلفوا لي وأراهم حنثوا
كانوا بعثوني بسلام بعثوا
كم قد حلفوا لي وأراهم حنثوا
شبوا نارا وهم بقلبي شبثوا
يا من بنسيم وصلهم أنبعث
قد جد هواكم فماذا العبث
قد جد هوام مذ بقلبي عبثوا
واشتد بلائي مذ لعهدي نكثوا
روحي قصوا ومهجتي قد بعثوا
والبعث بكتبهم إذا ما بعثوا
كم يوسعني رحيب صدري حرجا
كم تنقصني حظوظ فضلي درجا
قد حرت بما أرى لأمري فرجا
كم من تعب قارب يأسا ورجا
ما أحسن ما كنت بكم مبتهجا
أرجو طيبا وأستطيب الأرجا
عودوا دنفا بذكركم ملتهجا
أمسى فرجا من الهموم الفرجا
الآس على وردك من سبحه
والقلب على وجدك من هيجه
أفدي بأبي حسنك ما أبهجه
من أعجزه الوصل فما أزعجه
يا بدر دجى أدر لنا شمس ضحى
راحا تهدي إلى النفوس الفرجا
لا تلح على سكر غرام طفحا
ما حيلة من لو قلبه صح صحا
يا صاح أما تعلم أني صاحي
صحوي تعبي وراحتي في الراح
أهبب ظلم الليل بذا المصباح
فالراح بها تكامل الأرواح
ما أعلم ما أقول للنصاح
ما يأمل في الهوى فلاحي اللاحي
أقصر لأطيل سكرتي يا صاح
لا صلحك ممكن ولا إصلاحي
الشوق على القلب شديد البرح
والقلب يجل شوقه عن شرح
صبرا فعسى سماؤه أن تضحي
لا بد لكل ليلة من صبح
ما تعلم ما حقيقة الأفراح
ما لم تصف السكر بشرب الراح
إشرب وأملأ براحها أقداحي
فالراح تعيد حدة الأرواح
ذا حظك من أي كتاب نسخا
فالعقل عليه شرعه قد نسخا
سل من تهواه عقد صبري فسخا
لم شح بوصله وبالطيف سخا
ذا الحسن أمات كل حسن ونسخ
والبدر إذا طغا على النجم رسخ
بخ لك يا معذب المهجة بخ
من دل بحسنه تعالى وشمخ
الشوق لعقد صبره قد فسخا
والهم لشرع أنسه قد نسخا
لولا شغف بقلبه قد رسخا
ما شح بوصله وبالطيف سخا
في قلبي من شوقك حزن وكمد
لم يبق على الغرام للقلب جلد
الشوق كما بليت لم يبل أحد
عذب بسوى هجرك فالهجر أشد
يا من بالوصل طال لي موعده
لو أسعدني لطاب لي مورده
حتام تقول في غد أسعده
فالدهر أراه ليس يغني غده
الورد مبشر بطرد الورد
والقهوة...... الورد
الكاس تحاكي زردا في سرد
..................
كم قد حضر الراح وغاب الورد
حتى عدم الراح فناب الورد
لما عبق الراح وطاب الورد
قلنا جمد الراح وذاب الورد
اسمع ما قال عندليب الورد
والبلبل في الروض خطيب الورد
الشرب على الورد نصيب الورد
فالحسن أن يضيع وقت الورد
ما أعلم حكم بينكم كيف نفذ
أعطاني وحشتي وللأنس أخذ
إن أرهف حده لقتلي وشحذ
فالموت من الحياة في الهجر ألذ
يا فجر أفيك أبتلى بالهجر
يا هجر سلبتني ضياء الفجر
صبري فان ودمع عيني يجري
يا قلبي جل فيك منه أجري
من خط لنا على عذار القمر
خطا بجماله افتتان البشر
هبه بيدي تبرؤا من خطري
يا ناظره السقيم ما أنت بري
يا غلبك من صدودك النار النار
يا غلبك ليس لي على النار قرار
يا غلبك في هواك عقلي قد حار
من يأخذ منك للمعنى بالثار
يا قلب لقد غرك بالحسن غرير
القلب من الحديد والجسم حرير
حلو وصدوده كبلواك مرير
يا طرف متى تكون بالوصل قرير
ما أطيب في وصاله أسحاري
ما أوضح في عذاره إعذاري
ما أسكرني وطرفه خماري
ما أسعدني وهو على إيثاري
من رصع حول خدك المحمر
يا قوتك بالزمرد المخضر
جد لي برحيق درك المفتر
فالخمرة تستباح للمضطر
كم يقتلني بطرفه الغماز
كم يأنف للعزة من إعزازي
كم مطل بالديون ذا إعواز
ما أبعد وعده من الإنجاز
لما نظر الطرف إلى الدر أزي
من سهم جفون حبي القلب عزي
ما أسعدني لو كنت بالمحترز
من عيني فالقلب من العين رزي
تفاح الخد من حماه بالآس
يقظان بعينيه من الغنج نعاس
ناديت وقد تاه من العجب وماس
ما الاسم فقال لا من الوصل إياس
هبت سحرا فهيجت وسواسي
نشوى خطرت عليلة الأنفاس
أهدت أرج الرجاء بعد الياس
ما أحسن بعد وحشتي إيناسي
مولاي تريد أن يقول الناس
هذا رجل خالطه وسواس
حالان كلاهما لجرحي ياسو
إما طمع فيك وإما ياس
كم أذكره وهو لعهدي ناسي
كم آمله وهو يريني ياسي
بالله ترون منصفا في الباس
من أجلي يستكين هذا الناسي
كم أذكر من أراه للعهد نسي
كم أحسن في الحب إليه ويسي
فالقلب من الرضا به يأتسي
لا بد لكل ظلمة من قبس
لمح لحاجتي حذار الواشي
فافتر ورده بطرف خاشي
أخفي سري وهو بدمع فاشي
لولا الواشي لكنت خلو الجاشي
البعد من الحبيب قد أدهشني
والشوق إلى زلاله أعطشني
ما إن فقد عثرت أن تنعشني
ما أوحشني بعدك ما أوحشني
الدهر بيننا لسهميه يريش
والجاش بنار وجده البرح يجيش
إن طشت فذو الحلم من الشرب يطيش
من فارقه الروح ترى كيف يعيش
ما من أحد يزيد إلا نقصا
إرحم أسفي وداو هذي الغصصا
لم تلق فديت مثل قلبي قنصا
الشوق أطاع فيك والصبر عصى
يا من هو في الظلام كالبدر يضي
إرحم دنفا سيم هوانا فرضي
ما أبلغ منيتي وأقضي غرضي
المسقم أنت من يداوي مرضي
يا من سلب الفؤاد أين العوض
لا بان بكيده لك المعترض
أصميت وقلما أصيب الغرض
الجوهر أنت والأنام العرض
يا قلب عليه لا تكن معترضا
ما يأمره فكن له معترضا
إن كان رضاه في دمي فهو رضا
لا بد من الرضا بما الرب قضى
إن ضيعني فإنني أحفظه
أرضيه بطاقتي ولا أحفظه
قد نام الحظ فمن يوقظه
قد أفلح من حبيبه يلحظه
أشرفت فلا تكن غليظا فظا
لا أقبل قط في حبيب وعظا
القلب مذ استشار فيه اللحظا
لم يترك للسلو فيه حظا
الدهر ببيننا كثير الولع
مغرى بشتات شملنا المجتمع
قد سد علي فيك باب الطمع
يا بدر ترى يعشقك الدهر معي
ما أوقعني في الحب غير الطمع
ما أسعدني لو كنت بالمقتنع
مولاي لقد عذبتني بالخدع
كالسهم مع الغر وكالقوس معي
الحب بلية جناها الطمع
ينضر به الفتى ولا ينتفع
فالغر بلمعه له ينخدع
والشاطر في شباكه لا يقع
شيطان هواك مولع بالبزغ
والعذل عليك في الحشا كاللدغ
ويلاه من العذار حول الصدغ
والعاجم من سواد ذاك الصبغ
يا صاح على الصب إلى كم تبغي
دع لومك لي فإنني لا أصغي
سمعي لسوى حديث وجدي ملغي
إلا لحبيب قلبه لا يبغي
ما أكمل حسنه وما أطرفه
ما أفتر لحظه وما أضعفه
ما أنحف خصره وما أهيفه
من قال هو البدر فما أنصفه
الورد بخديك متى أقطفه
والغصن لعطفيك متى أعطفه
والشهد بفيك أشتهي أرشفه
من لم يذق السكر لا يعرفه
هل يتفق الملاح والعشاق
أم تصطلح القلوب والأحداق
لم يؤت الحظ قلبي المشتاق
والدهر حظوظ أهله أرزاق
ما أعلم والحظوظ كالأرزاق
لم ضن بنظرة على المشتاق
كم أحجب والشمس من الإشراق
لا يحجب نورها على الآفاق
هل أنت كما كنت على الميثاق
لم ملت إلى تلون الأخلاق
من بعدك ما أظن أني باقي
لا رغبة في الحياة للمشتاق
الصبر عليك ستره منهتك
يا من بحبال وده أمتسك
هذا قلبي أعز ما أمتكل
عذبه فما عليك فيه درك
أفتاك أبو حنيفه أم مالك
هل تقتلني كأنني من مالك
ما يحسن بالحسان ما يفعله
هواك وأنت بالجفا تقتله
أخلى لك قلبه فكم تشغله
ما أسعد من حبيبه يقبله
في حبك يا ظلوم حالت حالي
ما العاطل في هواك مثل الحالي
يلجأ سفها عليك خل خالي
ما هام هوى بحسن ذاك الخال
من بلبل صدغ قاتلي من سلسل
من أودع ثغره رحيقا سلسل
من غلغلني في حبه من سلسل
يا عاذل إن جهلت ما بي سل سل
كم أنتظر النجاز من وعدكم
كم أرتقب الحفاظ في عهدكم
بالله أجيروني من بعدكم
ما أمل أن أعيش من بعدكم
الطرة والجبين صبح وظلام
والريقة والوجنة ورد ومدام
والحاجب والمقلة قوس وسهام
هذا صنم وفيته للإسلام
ما البدر كمن هويت حسنا وسنا
لا يعرف في هواه طرفي وسنا
غصن عطف القلب عليه وثنا
دع عذلك قد رضيته لي وثنا
لا زار خيال طيفكم أحيانا
وهنا فأقام ساعة أحيانا
غبتم فحنا رقادي الأجفانا
نمتم وسهرت أينا أجفانا
أفدي سكنا بربع قلبي سكنا
من أجل ثناياه عبدت الوثنا
ينوى ظعنا فيورث القلبق ضنى
قد أودعنا السقام مذ ودعنا
يا من أدعو فيستجيب الدعوى
هل يحسن بي إلى سواك الشكوى
أنت المبلي فكن مزيل البلوى
ما يسعد للضعيف إلا الأقوى
أوهى جلدي بعقد خصر واهي
أصمى كبدي بسهم لحظ ساهي
بالخد معذبي حبيب لاهي
لا يلجيء من هواه غير الله
إن كنت تريد يوسف الحسن فهو
لا أعرف في الأنام من يشبهه
العسجد لا يجوز فيه الشبه
والخالص بالرديء لا يشتبه
القلب على غرامه قد آلى
أن ليس يطيع في هواكم آلا
يا من أضحى ودادهم لي آلا
هذا جسدي إلى البلى قد آلا
من علم أعطف الغصون الميلا
من صير قلبي رهن هم وبلا
من سمع.... لسعي العدلا
ما آن بأن تميل من قولك لا
قولا لمنى إسما عيلا
أنعم بنعم أطلت إسماعي لا
شغلت جوائي بالهوى تشغيلا
أدرك رمقي فإن صبري عيلا
إقنع لتقر بالقضا مرتضيا
لا بعدئذ من مطمع مقتضيا
لولا طلب البدر من الشمس ضيا
ما كان زمان نوره منقضيا
لما اضطرمت على يدي ساقيها
فارتاع لها فهم أن يلقيها
قدمت إليه الماء كي يطفيها
ألقاه بها فزاد نار فيها
يا غاية بغيتي ويا أولاها
يا سيد سادتي ويا أولاها
يا آخر منيتي أولاها
ما أنصف من يقتلني قد لاها