أترى طيفكم لما سرى
المظهر
أَتُرى طَيْفُكُم لَمَّا سَرَى
أَتُرى طَيْفُكُم لَمَّا سَرَى
أَخَذَ النَّومَ وَأَعْطَى السَّهَرَا
أَمْ ذَهَلْنَا وَتَمَادَى لَيْلُنَا
فَتَوَهَّمْنَا العِشَاء السَّحَرَا
ما نلومُ الليلَ بلْ نعذرهُ
إنمَأ طولهُ منْ قصرَا
إنْ لبسناهُ ظلاماً داجياً
فِيْمَا كَانَ صباحاً مُسْفِرَا
يَا عَيُوناً بِالغَضَى رَاقِدَةً
حَرَّمَ الله عَلَيْكُنَّ الكَرى
لوْ عدلتنَّ تساهمنَا جوىً
مثلمَا كنَّا اشتركنَا نظرَا
سَلْ فُروعَ البَانِ عَنْ قَلْبي فَقَدْ
وهِمَ البَارِقُ فِيْمَا ذَكَرَا
قَالَ فِي الرَّبْعِ وَمَا أَحْسَبَهُ
فارقَ الأظعانَ حتَّى انفطرَا
مَا عَلَى الغَيْرانِ مِنْ سُقْيَا الحِمَى
أَحَرَامٌ عِنْدَهُ أَنْ يُمْطَرَا
وإذَا أغضبهُ ريكمُ
فَسَقَى الله الفَضَا وَالسُّمُرَا
حَبَّذَا فِيكَ حَدِيث طَاهِرٌ
فطنَ الدمعُ بهِ فانتشرَا
خبرَ الواشي وفينَا ريبةٌ
تُوجِبُ التُّهْمَةُ فِيْمَا خَبَّرَا
نظرٌ موهَ دمعاً لمْ يزلْ
يفصحُ الوجدُ بهِ حتَّى جرَى
يا بني العوام هلْ ذلكمُ
يمنعُ الموتورَ أنْ ينتصرَا
دونَ نيلِ الضيمِ نفسٌ حرة
وَالمَطَايَا وَالفَيَافِي وَالسُّرَى
لستُ منْ يقبعُ في حبوتهِ
يتمنَّى في الأعادي الظفرَا
أَمِنَ العَجْزِ مِهَاداً أَرَى
طلبَ العزِّ يثيرُ الخطرَا
وهوَ مغلوبٌ على صارمهِ
يتبعُ الدهرَ إذَا مَا أمرَا
أَيُّهَا الرَّاقِدُ عَنْ نُهزَتِهِ
مَا يَرُوعُ السَّيْفُ حَتَى يُشْهَرَا
إِنَّمَا قَومُكَ إِنْ رُمْتَهُمُ
فَقْعَةٌ تَسْكُنْ وَعْثاً قَرْقَرَا
شُنَّهَا فَهْيَ عَلَى عِلاَّتِهَا
تُلْبِسُ الجَوَّ عُجَاجاً أَكْدَرَا
عَلَّهَا تُسْفِرُ عَنْ حَادِثَةٍ
يسبقُ الأبيضُ فيهَا الأسمرَا
فَالهُوَيْنَا مَرْكَبٌ مَا خِلْتُهُ
يُشْرِكُ البَادُونَ فِيْهِ الحَضَرَا
ثُلَّةٌ هَوَّمَ رَاعِيهَا فَمَا
يَعْتَفي سِرْحَانُهَا أَنْ يَعْقَرَا
قَدْ رَجَوْنَاكَ فَشَمِّرْ جَاهِداً
إنمَا يدركهَا منْ شمرَا
وابي المجدُ لقدْ فازَ بهِ
سَالِكٌ فِيْهِ السَّبِيْلُ الأَوْعَرَا
مِنْ بَنِي الأَحْرَارِ لَوْلا كَفُّه
سبقتْ في الجودِ قيسٌ حميرَا
معسرٌ مالاً ومثرٍ كرماً
إنمَا اتربَ لمَّا أقترَا
مُنْتَدَى قَدْ غُرِسَ الظَّنُّ بِهِ
ثمَّ ما أورقَ حتَّى أثمرَا
مِنْ كِرَام رَتَقَتْ بَيْضُهُمُ
فرجَ المجدِ وكانتْ ثُغرَا
ألفوا ظلَّ العوالي فبنُوا
برماحِ المجدِ أبياتَ القِرَى
نَجْدَة سَرْبَلَتِ الأَرْضَ وَماً
وحثتْ فوقَ السماءِ العفرَا
ونأى الغيثُ فجادُوا ديماً
ودجا الخطبُ فلاحُوا غررَا
ونوالٌ منْ أكفِّ أوجبتْ
طَاعَةَ الجُودِ فَصَارَتْ أَبْحُرَا
سَلْ بِهِ يُوشِكُ إِذْ أَرْسَلَهَا
كقنا الخطِّ خفافاً ضمرَا
قادهَا هميَا فلمَّا وردتْ
حظرَ الطعنُ عليهَا الصدرَا
وقعةٌ إنْ نطقَ الفخرُ بهَا
فضلتْ قحطانُ فيهَا مضرَا
وَعَلَى المَرْجِ أَعَادَتْ بِيْضُهُم
كُلَّ جَوْن في مَعَدٍّ أَشْقَرَا
أَشْرَعُوا فِيْهَا أَكُفَاً سَبْطَةٌ
علمتْ وخزَ العوالي زفرَا
وَجِيَاداً ظَنَّهَا وَاثِبَةً
مُطْرِقُ القَيْنِ أَثَارَ الشَّرَرَا
رَهْطُ سَوَّارِ بنِ زَيْدِ أَلِفُوا
كرماً دثراً وماء ثرثرَا
واستطالتْ بعليٍّ لهمُ
دَوْحَةً لَمْ تَكُ تَشْكُ القِصَرَا
فشآهمْ وهوَ منْ يخبرهمْ
يجمعُ الأفقَ السهَا والقمرَا
يَا أبَا نصرٍ دعاء أمنَ الـ
مَنْ كَانَ بِهِ مُنْتَصِرَا
أنَا عندَ الذبِّ عنْ أحسابكمْ
لَجِبٌ عَبٌّ وَقَرْمٌ هَدَرَا
لِي فِيْكُمُ عَنْ وِدَادٍ أَمِنَتْ
صفوةُ الإخلاصِ فيهِ الكدرَا
كُلُّ غرَّاء شَرُودٍ حَسَدَتْ
أولُ الدهرِ عليهَا الأخرَا
يجدُ الركبُ إذَا أنشدتُها
عبقةَ الريحِ تنوشُ الزهرَا
يحبسُ العجلانُ عنْ حاجتهِ
ويصمُّ السمعُ فيهِ البصرَا
فابسطِ العذرَ فمَا زلنَا إلى
بَحْرِكَ الزَّاخِرِ نُهْدِي الدُّرَرَا