أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/موقعة دومة الجندل
دَومة الجندل مدينة بينها وبين دمشق خمس ليال وبعدها من المدينة خمس عشرة ليلة، وهي أقرب بلاد الشام إلى المدينة وبقرب تبوك. وكان رسول الله ﷺ خرج لغزوها في ربيع الأول سنة خمس ( يولية سنة 626 م) وكانت أول غزوات الشام1.
وكان أبو بكر قد أرسل جيشين إلى الشمال وأمّر على أحدها خالداً ووجهته نحو الأَبَلَّة ثم الزحف على الحيرة، وأمر على الثاني عياضاً ووجهته إلى دومة ثم المسير إلى الحيرة، فإذا سبق أحدهما الآخر كان أميراً على الحيرة، إلا أن عياضاً الذي كانت وجهته دومة عوقه العدو مدة طويلة ولم يستطع الانضمام إلى خالد، فلما أرسل خالد الوليد بن عقبة إلى أبي بكر بخبر فتح عين التمر اهتم أبو بكر فأرسل الوليد لمساعدة عياض. وكان، خالد لما فرغ من عين التمر أتاه كتاب عياض يستمده فسار خالد إليه تاركا القعقاع على الحيرة، وكان بدومة رئيسان أُكَيدِر ابن عبد الملك2 والجُودِيّ بن ربيعة يساعدهما بنو کلب وقبائل أخرى من صحراء الشام.
ولما سمع أكيدر بقدوم خالد تخوف وبادر بالتسليم، إلا أن خالداً أسره وضرب عنقه ثم أخذ ما كان معه. ثم هاجم عياض القبائل المعادية من جهة الشام وخالد من جهة فارس فانهزم العدو شر هزيمة، وأخذ الجوديّ أسيراً فقتله وقتل الأسرى، وأخذ حصونهم، وسبي الذرية والسرح فباعهم واشتري خالد ابنة الجودي وكانت موصوفة بالجمال وتزوجها في ميدان القتال! ثم رجع إلى الحيرة، وكان يريد محاربة أهل المدائن فمنعه من ذلك كراهيةُ مخالفة أبي بكر.
هامش