أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين/موقعة الفراض - انهزام الفرس والروم والبدو
ثم قصد خالد إلى الفراض تخوم الشام والعراق والجزيرة فأفطر بها رمضان في تلك السفرة التي اتصلت فيها الغزوات، فلما اجتمع المسلمون بالفراض حمیت الروم واغتاظت، واستعانوا بمن يليها من مسالح أهل فارس، واستمدوا تغلب وإياداً والنمر، فأمدوهم وناهضوا خالداً حتى إذا صار الفرات بينهم قالوا« إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم» قال خالد «بل أعبروا إلينا قالوا فتنحوا حتى نعبر» فقال خالد « لا نفعل ولكن اعبروا أسفل منا » فقالت الروم وفارس بعضهم البعض احتسبوا ملككم. هذا رجل يقاتل على دين. وله عقل وعلم والله لينصرن ولنخذلن. ثم لم ينتفعوا بذلك. فعبروا أسفل من خالد. فلا تتاموا قالت الروم: امتازوا حتى نعرف اليوم ما كان من حسن أو قبيح من أينا يحبيء ففعلوا واقتتلوا قتالاً شديداً طويلاً. ثم إن الله عز وجل ٍٍٍهزمهم، وقتل يوم الفراض في المعركة وفي الطلب 100,000 کما رواه الطبري، وأقام خالد على الفراض بعد الوقعة عشراً، ثم أذن بالرجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة
قال مستر موير في كتابه « الخلافة » عند ذكر هذه الموقعة صفحة 61 طبعة سنة 1924 إن هذا العدد (100,000) خرافي ويريد بذلك أنه عدد عظيم غير معقول إلا أن المؤرخين لم يذكروا عدد جيش خالد ولا عدد جيش العدو، والذي نعلمه أن جيش العدو كان عظيماً، لأنه جيش متحد مؤلف من ثلاثة جيوش: جیش الفرس والروم والعرب الذين انضموا إليهم، فإذا كانت الموقعة انتهت بانهزام هذه الجيوش انهزاماً تاماً فلا بد أن يكون عدد القتلى كبيراً، فإن لم يكن مئة ألف بالضبط کما رواه الطبري فهو يقرب من ذلك-
قال القعقاع يصف موقعة الفراض:
هامش