جلس الغني على ذلك الديباج العظيم . وإحقوقف الفقير على
مخلوق الادئم ، اما الغنى فكان متسربلاً بالارجوان .مزرورا بالحجهان
وعلى راسه اكليل مرصع . وفي اصبعه خاتم يسطع. والحفد يطوف
حوله ، والحشم يمتثل قوله . أما الفقير فكان ملتنا بالاسمال والاطار .
وممنطقا ومبرقعا بالاتعاب والأكدار . وعلى راسه عامة خلقة . وسيف
اصبعه خاتم حلقة - فرفع الغني الى الفقير نظره وحملقه وشذره ثم قال
له بلسان جري . وصوت جهوري
الغني ، ما شانك والجلوس امامي . والحضرة في مقامي . يا أيها
الرجل الحقير. والانسان الفقير. فكيف جسرت على الدخول في
هذا الباب.وشجعت على هذه الاعتاب . ومن أنت وما أنت . وكيف
وجدت ومتى كنت . اما تدرى ان الاغنيا سلاطين الزمان . وارباب
الاوان ، وهيبتهم تهول الحدثان , اذا تحركوا حركوا . وإذا نطقوا
استنطقوا ، وإذا خاطبوا خطبوا . وإذا طارحوا طرحوا ، فهم الذين
پسودون الجماعة . ويتصدرون في كل قاعة . يخطرون في أعظم
الثياب . ويسحبون مطارف الاعجاب . لهم المقامات العليا . ولاجلهم
خلقت الدنيا ، فيجننون مسراتها ، ويقطفون ثمراتها . وبهصرون كل
عود . ويجندون كل جود
الفقير ، لا تفتخرايها الغني بغناك . ولا تعجب لجمال مغناك . فما
ذلك بصالح الاعمال . وما كان الا للزوال ، راكنت دهقان الزمان
وقهرمان الحدثان - فستظلمُ بسراجك ، وستدرج بديباجك . وأنت
صفحة:مشهد الأحوال.pdf/66
٦٢