لم يمكنه استخدام الغير . ما لم يف الخير ، فجرت الامور يجري الاجور
وهكذا كان الناس يتقايضون المتاعات . ويتبايعون البضاعات
فالبهايم بالبهايم . والغنايم بالغنايم ، والمحاصيل بالمحاصيل ، والمثاقيل
بالمثاقيل . وما زالوا على هذا السلوك ، حتى ابتدعوا المسكوك فابداء
الذهب لمعانه . وأطال شوكته وسلطانه .واهتز كل لسطوته وارتعد
وخضع الكل له وسجد على ان الحيوة صارت تدور عليه ، ومجد
الانسان يقوم لديه . فبقدره يقدر الانسان . وبكاره يكثر الاحسان .
ر بوجوده وجد المفقود . ويفقده فقد الموجود . فهذا ما يقال له المال
وما عليه مدار الاعمال ، فالمال رب قدير ، وسلطان نصير تندك
لهيبته الجبال . وتعنو لديه الملوك والاقبال ومنشاه الزمان ، ويرهبه
الحدثان . وتنطفي منة النوايب . وتختفى الشوارب . فيه المجاهل يعقل
والخفيف ينقل . والحيان يشجيع . والبليد يهرع، والنهيه يفصح ، والمعنوة
ينصح، والأخرس اسجع ، والاسم يسمع ، والعبد يسود، والاعمى يقود
والحقير يعظم ، واللتيم يكرم . والممقوت يرد، واالهمل يعد . اما بدون
المال فالعاقل يحسب جهولا . واللبيب مهبولا ، والعزيز ذليلاً .
والاصيل دخيلاً . والنبيه فهيها ، والفقية سفيها . والصحيح سقيها .
والكريم لئيما . والطيب خبيئًا . والقديم حديثا . والشجاع جبانا
والوفي خوانا . والمستقيم معوجا ، والحى مسجـي . والمحب مبغوضاً .
والصديق مرفوضا . وكل ذلك يعلمة الجاهلون ويجهله العاقلون
صفحة:مشهد الأحوال.pdf/65
٦١
* هذا حال الغني والفقير *