صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

السيارات العليا


(۲) المريخ

ما من كوكب من كواكب السماء كتر تحدث الناس في امرهِ مثل المريخ ولاسيما بعد أن اكتشف فيه شيبارلي الفلكي الايطالي ما خُيّل اليه انهُ ترع محفورة فقال البعض ان المريخ مسكون وان سكانهٌ احتفروا تلك الترع لري مزروعاتهم . ومن ثم كثرت الكتابات عن المريخ في المجلات العلمية والجرائد السياسية وجاري المقتطف سائر المجلات فنشرنا فيه مقالات ونبذاً في المريخ لو جمعت لملأت كتاباً كبيراً. ومن ابسط ما نقلناه في هذا الموضوع مقالة للسر روبرت بول استاذ علم الفلك في جامعة كمبردج قال فيها ما يأتي

« لنلتفت اولا الى الامور التي يشبه فيها المريخ الارض اذا اريد النظر اليه كدار للاحياء . فالمريخ ليس كبيراً كالارض ولا كالزهرة ولكنه اكبر كثيراً من النجمات واكبر جدا من القمر، وهو من حيث جرمه ليس فيه ما يمنع كونه داراً للاحياء بل ان صغر الكوكب يزيد صلاحيتهُ لاقامة الاحياء التي لها حركات مستقلة فثقل الاجسام على سطح المريخ اقل من ثقلها على سطح الارض فتكون حركاتها عليـه اسهل من حركاتها على الارض حتى اذا اردات الطيران مثلا لم تجد فيه من الصعوبة ما تجده فوق سطح الارض

« والشمس تشرق على المريخ كما تشرق على الارض وترسل اليه نورها وحرارتها كما ترسلهما الينا ولكنه ابعد من أرضنا عنها فلا يصل إلى سكانه منها مقدار ما يصل الينا ولكن ذلك لا يستلزم ان تكون حرارة هوائه قليلة جدا لان الحرارة لا تتوقف على القرب والبعد من الشمس فقط.انظر الى الارض فان شدة الحرارة عند خط الاستواء وشدّة البرد عند القطبين ليستا ناتجتين عن قرب خط الاستواء من الشمس وبعد القطبين عنها. وقنن الجبال العالية يغطيها الثلج الدائم وبطون الأودية نحتها شديدة الحر مع ان قنن الجمال اقرب الى الشمس من بطون الأودية . ولذلك لا يصح الحكم على أن هواء المريخ ابرد من هواء الارض لان المريخ ابعد عن الشمس من الارض بل قد يكون الامر على الضد من ذلك . ويظهر مما رُئي في المريخ بالتلسكوب ان الحرارة على سطحه اشد من الحرارة على سطح الأرض بنوع عام

«وقد عُلم من عهد السروليم هرشل الفلكي الشهير انهُ اذا جاء فصل الشتاء في المريخ تتكون على كل من قطبيه بقعة بيضاءُ كبيرة ثم أضيق رويداً رويداً بمجيء