صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/186

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الثلاثة وامتنعوا عن الخضوع لقرار المجمع الخامس ، وظلوا متمسكين بذلك حتى عهد البابا غريغوريوس العظيم ( 590 – 604 ) . فانه أعلن في احدى رسائله ان ليس في قرارات المجمع الخامس مما يتعلق بالفصول الثلاثة اي تغيير في الدين أو خروج عنه . . ولكن رغم هذا كله اصر اصحاب الطبيعة الواحدة على متابعة الانفصال . غير ان يوستنيانوس لم يكن يتغير عليهم حتى يعود الى التقرب منهم والعطف عليهم الى ان أدركته المنية في السنة ٥68 . واذا كان يوستنيانوس قد اخفق آخر الأمر في تحقيق وحدة الكنيسة فمن الواجب ان يعترف له باهتمامه البالغ لنشر النصرانية وراة حدود الامبراطورية ، فقد نصر قبائل الهرولي على الدانوب وقبائل القوقاس وأفريقية الشمالية والنيل الأوسط" . سياسة یوستنيانوس الخارجية : وأحب بوستنيانوس منذ بدء عهده ان يعيد إلى الدولة الرومانية مجدها الغابر وان يحقق فعلا ما كان له من سيادة اسمية على ايطالية وافريقية واسبانية وفرنسة ولو أدى به ذلك إلى الحرب والفتح . ولكن لم يتسن له شيء من ذلك قبـل منتصف السنة 533 لاشتغاله بجارته الكبيرة فارس الساسانية الحرب الفارسية الاولى : ( ٥٢٧ ٥٣٢٠٠ ) وناهز قباد الثانين وأحب ان يضمن الملك من بعده لابنـه الاصغر كسرى اثر شروان ، ففاوض بوستينوس في ذلك وطلب اليه ان يتبنى كسرى وان يدافع عن حقه في الملك . ونظر يوستينوس في الامر وشاور فيه رجاله ثم أجاب قباد انه مستعد للقيام بتلك المهمة شرط ان يكون التبني على الطريقة العشائرية Epistolae Gregorii Magni, II, 36. Maspero, Patriarches d'Alexandrie, 195. وفي هذا المؤلف بحث جميل في مشكلة الطبيعة الواحدة في عهد يوستنيانوس , ۱۸۵