صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/177

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱ كالتي عزاها الناس في الماضي الى الشيطان ، وأكثر تلك التحقيقات أنشية – سواء جهة ما أنفق في سبيلها من مال وزمان أو من جهة شخصية المجربين البارزة -- من هو التحقيق الذي قام به معهد العلوم النفسية في باريس ، فعلى رغم الخمسة والعشرين الف فرنك التي بذلها والثلاثة والأربعين اجتماعا التي عقدها في هذا السبيل لم يتوصل المعهد المذكور الا الى نتائج ضئيلة ، ولم يتفق الحاضرون على حادث ظهر في الاجتماعات المذكورة فينوروا المسئلة ولو قليلا . 4 4 - ضرورة تحليل الحوادث والتدقيق في كل عنصر من عناصرها على حدته . تطبق ذلك على حادثة الرفع ا ا أن الفشل الذي أصاب تحقيق معهد العلوم النفسية يثبت لنا ضعف قيمة طرق البحث الحاضرة ، وعندي أنه يجمل بالباحث أن يحصر نظره في تدقيق حادث واحد حتي يظفر بنتيجة بدلا من أن يشعب ذهنه الى كثير من الحوادث دفعة واحدة، فلما لم يدرك احد فائدة هذا النهج رأيت أن اطبقه بنفسي على احدى الحادثات وهي منفردة اعنى حادثة رفع احد الأجسام من غير أن يامسه شيء ، وبعد أن عاينت الوسيطة ( اوزابيا ) مستعينا بالاستاذ ( داستر ) بقى فينا بعض الشك في أمرها مع أنه ليس في حادثة الرفع ما يأباه العقل ، اذ قد يتصف الوسيط بقوة خاصة يقدر بها على جـذب الأشياء كما يجذب المغناطيس الحديد" ، غير أننا رأينا قبل أن نتباحث في شأن تلك القوة أنه يقتضى اثبات وجودها قبل كل شيء . ولیکی ادعم شکوكي في امكان وقوع حوادث الرفع عزمت على مراجعة جميع الوسطاء الذين يزعمون أنهم قادرون على رفع الاشياء من غير لمس ، فخصصت مع البرنس ( رولان بوناپارت ) احد اعضاء مجمع العلوم والدكتور ( داريه ) مدير مجلة العلوم النفسية جائزة قدرها الفا فرنك تعطى للوسيط الذي يستطيع أن يرفع شيئا دون أن يمسه ، وقد نشرت خبر هذه الجائزة مع مقالة في جريدة ( الماتن ) التي هي من أهم الصحف ليطلع عليها الوسطاء فتناقلت اكبر جرائد العالم تلك المقالة أن التجربة التي اقترحتها ستكون دليلا قاطعا لاجدال فيه عنـد تحققها ، لأنى ( ۱۲ ) – الآراء