وهي : « إن الإلحاد إثم يستحق صاحبه القتل » ، ولذلك أصاب الموسيو ( جورج
صوريل ) حيث أنبأ بأن أول عمل تأتي به الاشتراكية المنتصرة هو قتل أعدائها
بلا رحمة ، وإلا فكيف يستقيم أمرها حينا من الزمن إذا لم تفعل ذلك ؟
وعدم التسامح في أمر المعتقد وما ينشأ عنه من الاضطهاد ليسا عند العوام أقل
منهما عند المتعلمين ، بل قد يكونان عند هؤلاء أنمى واكثر استمراراً ، قال (ميشليه ):
« أعجب أحيانا من قسوة المتعلمين الشديدة التي قد لا يأتي بمثلها من هم أقل علماً
وأدنى معرفة . »
--- استقلال الرأي ، شأن عدم التسامح الاجتماعي
إذا درس عدم التسامح في أمر المعتقد ،
ثقيلا لا يطاق ، وأما إذا نظر اليه من الوجهة العملية فإنه لا يكون كذلك ، لأن
الوجهة المقلية وحدها بدا شيئا
من
ا
ا
الرغبة في الاستقلال الذي يتخلص به المرء من سلطان المعتقد العام أمر شاذ ، وكل
يتحمل استعباد البيئة الاجتماعية المحددة للاستقلال الشخصي من غير أن يتظلم، وفى
الغالب لا يشعر الإنسان بذلك الاستعباد ، ولا بد له في البداءة من التحرر من رب
البيئة - كأن يعيش منزويا - لكى يصبح حراً حقيقيا .
ربقة
وكل ما يمكن المرء أن يناله . الاستقلال هو أن يقدر أحيانا على مقاومة ما يشيع
بين الناس من تلقين شامل ، وبذلك يمتاز من أفراد زمرته الذين يتبعون ما يطرأ على
هذه الزمرة من معتقدات وآراء وأوهام كالهشيم الذي تذروه الرياح .
وصفوة الناس القليلة هي وحدها ذات آراء شخصية في بعض الأحيان، والى هذه
الصفوة المالية يعود فضل الإنيان بمبتكرات الحضارة ، ولا نتمنى زيادة عددها كثيراً ،
لأنه لما كان المجتمع لا يقدر على ملاءمة مبتكرات متتابعة صادرة عن صفوة
كثيرة العدد فإنه يقع في الفوضى بعد ظهور صفوة كبيرة ، فالثبات الضروري لبقاء
المجتمع قد تم أمره بفعل جماهير الناس ذوي النفوس البطيئة القليلة الذكاء التي
تقودها البيئة والتقاليد .
فمن المفيد أن تكون أكثرية المجتمع مؤلفة من متوسطى العقـل الذين
صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/142
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ١٤٢ -