صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/142

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ١٤٢ -


وهي : « إن الإلحاد إثم يستحق صاحبه القتل » ، ولذلك أصاب الموسيو ( جورج صوريل ) حيث أنبأ بأن أول عمل تأتي به الاشتراكية المنتصرة هو قتل أعدائها بلا رحمة ، وإلا فكيف يستقيم أمرها حينا من الزمن إذا لم تفعل ذلك ؟ وعدم التسامح في أمر المعتقد وما ينشأ عنه من الاضطهاد ليسا عند العوام أقل منهما عند المتعلمين ، بل قد يكونان عند هؤلاء أنمى واكثر استمراراً ، قال (ميشليه ): « أعجب أحيانا من قسوة المتعلمين الشديدة التي قد لا يأتي بمثلها من هم أقل علماً وأدنى معرفة . » --- استقلال الرأي ، شأن عدم التسامح الاجتماعي إذا درس عدم التسامح في أمر المعتقد ، ثقيلا لا يطاق ، وأما إذا نظر اليه من الوجهة العملية فإنه لا يكون كذلك ، لأن الوجهة المقلية وحدها بدا شيئا من ا ا الرغبة في الاستقلال الذي يتخلص به المرء من سلطان المعتقد العام أمر شاذ ، وكل يتحمل استعباد البيئة الاجتماعية المحددة للاستقلال الشخصي من غير أن يتظلم، وفى الغالب لا يشعر الإنسان بذلك الاستعباد ، ولا بد له في البداءة من التحرر من رب البيئة - كأن يعيش منزويا - لكى يصبح حراً حقيقيا . ربقة وكل ما يمكن المرء أن يناله . الاستقلال هو أن يقدر أحيانا على مقاومة ما يشيع بين الناس من تلقين شامل ، وبذلك يمتاز من أفراد زمرته الذين يتبعون ما يطرأ على هذه الزمرة من معتقدات وآراء وأوهام كالهشيم الذي تذروه الرياح . وصفوة الناس القليلة هي وحدها ذات آراء شخصية في بعض الأحيان، والى هذه الصفوة المالية يعود فضل الإنيان بمبتكرات الحضارة ، ولا نتمنى زيادة عددها كثيراً ، لأنه لما كان المجتمع لا يقدر على ملاءمة مبتكرات متتابعة صادرة عن صفوة كثيرة العدد فإنه يقع في الفوضى بعد ظهور صفوة كبيرة ، فالثبات الضروري لبقاء المجتمع قد تم أمره بفعل جماهير الناس ذوي النفوس البطيئة القليلة الذكاء التي تقودها البيئة والتقاليد . فمن المفيد أن تكون أكثرية المجتمع مؤلفة من متوسطى العقـل الذين