صفحة:الآراء والمعتقدات (1926) - غوستاف لوبون.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١١٣ –

على تنفيها غير العاقدين ، ومع أنه كان يقتضى أن يتأمل في هذه الحقيقة مشترعون ، م تعميم النظرية القائلة أن الدولة التي تمثل الجموع قادرة على فعل كل شيء ، لم يظهر في مجلس الشيوخ سوى الموسيو ( ريمون بوانكاره ) لبيان ما ينتج عن مداخلة البرلمان التي تربى الى سلب طبقة من طبقات الأمة في سبيل طبقة أخرى من نتائج سيئة ، وما كان هذا السياسي الفاضل واثقاً كثيراً بصحة كلامه ، فبعد أن بين محاذير لائحة الحكومة الخطرة كان من أول المقترعين لها ، وبذلك أعان على اختراق حرمة مبادىء الحقوق الجوهرية .

وقد رأى موظفو الخطوط الحديدية في نجاح وعيدهم ما شجعهم على المطالبة بزيادة رواتبهم زيادة عظيمة ، فأزمعت الشركات على المقاومة فنشأ عن ذلك أن أتى أولئك الموظفون باعتصاب أخل بجميع خطوطنا الحديدية .

ولم يكن ذلك كله سوى فاتحة أمور أخرى ، اذ إن العال ذوى الرواتب المؤلفة من مثنى أو ثلاثمئة فرنك لم يرضوا طبعا بهذه الرواتب بعد أن رأوا زملاءهم الموظفين في الخطوط الحديدية سينالون العنف رواتب تقاعد مقدارها ألفا أو ثلاثة آلاف فرنك ، وعلى ذلك أخذ معبدو الطرق وعمال دور الصناعة والمعدنون ولفافو التبغ يكثرون من رغباتهم التي طلبوا فيها زيادة رواتب تقاعدهم زيادة نسبية، ولكن ما العمل وقد أعمت المنافع الانتخابية أبصار النواب عن إدراك ما ستلده الأيام من أمور مخيفة .

وبالعصيان الجديد الذي وقع في مدن احدى المديريات وحدث به نهب وحرائق تجلّت زيادة عنف الجموع عندما لا تطاع في الحال ، والذي يجعل الجموع تتمادى في سيرها هو نذالة المشترعين الذين يؤيدونها في جميع ما تأمرهم به ، وقد غفل المشترعون عن حدود الممكنات والحقائق فظنوا أنهم يسيرون بنا الى الرقى والحرية ، ولو فكروا في الأمر قليلا لرأوا أنهم يقودوننا الى الاستعباد والانحطاط وما ينشأ عنهما

من الاستبداد .

(۸) --- الاراء