صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/95

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وجعل في شعره غموضاً لا نحل ره وزه الا بشق النفس . وزاده ابهاماً ايثار الالفاظ لحوشية بل الوحشية . مثال ذلك قوله : ألماس 49 أليس آجاء إلى هم يغرق الأسد في آذريها الليسا فالا هين والأليس والليس ثقيلة على السماع، ثم استشنعت لا جتاعا في بيت واحد . وقد فصل الشاعر بين النعت والمنعوت بغريب في قوله : يغرق الاسد في آذيها الليسا . واشبع حركة الياء في اهيس واليس تشبهاً بالمتقدمين مع ان المولدين اخذوا يتعامون امثال هذا الزحاف بعد وضع العروض . والزحاف في شعر ابيةامجد كثير ، قلما خلت منه قصيدة، وربماتواطأت عدة زحافات على بيت واحد فحطته تحطياً . ولم يقتصر على الاسراف في البديع ، والافتئات على قواعد العروض بل استباح قواعد النحو فلم يرع لها ذمة . وادركت عليه سرقات كثيرة جره اليهاجمه لاشعار المتقدمين ، وسعة روايته . فكان يسل المعاني الحسان ويدخلها في شعره . ولكن خصومه بالغوا في تسريقه ، فزعم دعبل ان ابا تمام اغار على قصيدة لكنّف بن ابي سلمي من ولد زهير بن ابي سلمى فسرق اكثرها ، وادخله في قصيدته « كذا فليجل لخطب . » وروى صاحب الاغاني ابياتاً منها جاء في اواخرها كأن بني القعقاع يوم مصابه نجوم سماء خر من بينها البدر توفيت الآمال يوم وفاته ، وأصبح في شغل عن السفر السفر ، وهذان البيتان تجدها في رائية الي تمام مع بعض التغيير . على اننا نشك في صحة ما زعم دعبل لأن الابيات التي ذكرها بيئة التوليد لا تشبه اشعار المتقدمين . والارجح ان دعبلا نظمها ونحلها ابن ابي سلمى بنية اسقاط الي قام . 3 2 1 ا أهيس : الشجاع . الأليس : البطل الغاية في الشجاعة . لجاء : فعال من لجأ . آذیها : موجها والضمير يعود على الهمم . اللبيس : جمع أليس ، وهي نعت للأسد . يقول : ان ممدوحه صاحب هم عظيمة كالبحار تغرق الاسد في أمواجها مع ما في الاسد من همم عالية مشهورة .