صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

WA و كان اعجابه بنفسه بيدفعه الى ان يربأ بها عن مهاجاة سفلة الناس لئلا يجعل منزلته في منزلتهم ، وكثيراً ما اعرض عن جواب لثيم تحرش به، وكان يقطع لسان الي الشمقمق الشاعر بمائتي درهم في كل سنة مخافة ان يهجوه . وهو لا يستطيع الرد عليه لأنه شاعر سخيف يروي شعره الصبيان و كان كريا متلافاً يكسب كثيراً وينفق كثيراً ، شديد الفخر بكرمه فما يأنف ان يشكو ضيق ذات يده لكثرة الانفاق . واذا شكا وسأل الح في المسألة، ولكن على كبر وعتو وتهديد وهو على بغضه للناس يحب ابناءه ويرأف بهم . وقد مات له ولد فجزع عليه جزءاً شديداً . و يحب اخوته ويعطف عليهم ، وكان له اخوان قصابان ، احدهما يقال له بشر والآخر بشير . فكانا يستعيران ثيابه فيوسخانها ، وينتنان ريحها - فاراد منعها فلم يمتنعا ، فاذا اعياه الامر خرج الى الناس في تلك الثياب على نتنها ووسخها فيقال له : « ما هذا يا أبا معاذ ؟ » فيقول : « هذه ثمرة صلة الرحم . ويحب اصدقاءه الخلماء ويبرهم، ويحفظ لهم الوداد بعدموتهم فيرثيهم، ويتلهف عليهم . ولعله لم يخلص في حبه الا لابنائه واخوته وندمائه وكان الى ذلك حاد الذهن شديد الذكاء ، نير البصيرة ، سريع التنبه ، دقيق الحس ، ذرب اللسان ، حاضر البديهة ين نلو نه في نسيم كان بشار شعوبياً متعصباً للفرس ، ينكر الولاء ويتبرأ منه ، ويحض الموالي على رفضه . ولكنه كان مع ذلك يفتخر بيني عقيل وبقيس عيلان ويدافع عنهم ويهجو اعداءهم ، فاذا انتسب الى الفرس جعل اسرته في مستوى اسرة كسرى : و رب ذي تاج. كريم الجد كال كسرى أو كال برد واذا انتسب الى عقيل جعل اصله في الرأس منهم :