صفحة:أدباء العرب في الأعصر العباسية.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

طلبها ، ويهوى النساء لاجلها ، لا شغفاً بالجمال وهو لا يراه . ولم يخلص في حبه لامرأة لان عاطفته الحيوانية كانت تحمله على الاسراف في الاستمتاع ، وطلب الجديد منه فيستخدم شعره في افساد النساء ، وحضهن على الفحش ، ليتاح له التنقل من صاحبة الى صاحبة . TV مر وكان متكبراً كثير الاعتداد بنفسه ، لا يرى فوقه شاعراً ولا عالما . وتكبره جعله شديد الافتخار بنسبه حتى لا يجد له معادلا غير قريش و كسرى . وجعله يشيب بجمال صورته على ما فيها من دمامة وقبح فيقول : وإني لأغني مقام النتي، وأصبي الفتاة ، فما تعتصم ويرد على البي دلامة الشاعر عندما عيره القبح ، فيقول في وصف نفسه : « اني لطويل القامة ، عظيم الهامة ، تام الالواح ، اسجح " الخدين . » وهذا الكبر وأد فيه احتقاراً للناس ، كما ولد فيه العمى كرها لهم . فكان شديد النقمة عليهم لتمتعهم بالنظر دونه وهو يرى انه خيرهم . وكل ذي عاهة جبار . و بغضه للناس واحتقاره لهم جعلاه كثير التهكم بهم ، قليل الادب في مجالستهم والسخرية صفة لازمة لبشار فانه يستهزى. بكل شيء ويسخر من كل شيء . وتهكمه جارح مؤلم و قد يبلغ به حد القحة فما يستحي ان يتنادر على خال الخليفة ، وهو في حضرته . قال ابو الفرج : « دخل يزيد بن منصور الحميري على المهدي ، و بشار بين يديه ينشده قصيدة امتدحه بها ، فلما فرغ منها اقبل عليه يزيد بن منصور الحميري ، و كانت فيه غفلة ، فقال له : « يا شيخ ما صناعتك ؟ » فقال : « اثقب اللؤلؤ. » فضحك المهدي ثم قال لبشار : «اعراب ويلك ! اقتنادر على خالي ! » فقال له : « وما اصنع به ، يرى شيخاً اعمى ينشد الخليفة شعراً ، ويسأله عن صناعته ! » فهذا التهكم وان يكن مضحكأفهو جاد جارح لما فيه من لؤم ونكاية، ولا يخلو من وقاحة لصدوره عن شاعر جاء يمدح الخليفة متكسبأفشرع يهزأبخاله في حضرته T N 6 و اغني مقام الفتى : اي اقوم مقامه وافعل فعله . الفتى : السخي الكريم . أصبي : افتن . نعتصم : تقتنع -حيح اخد : لان وسهل