مجلة الرسالة/العدد 278/المسرح والسينما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 278/المسرَح وَالسّينما

مجلة الرسالة - العدد 278
المسرَح وَالسّينما
ملاحظات: بتاريخ: 31 - 10 - 1938



رد على رأي

الأستاذ توفيق الحكيم

في إنهاض المسرح المصري

نشرت (الأهرام) الغراء في الأسبوع الماضي خلاصة المذكرة التي قدمها أديبنا الكبير الأستاذ توفيق الحكيم إلى لجنة ترقية التمثيل العربي، فاطلعت عليها اللجنة المذكورة وأقرتها. وخلاصة هذه المذكرة هي أن الأستاذ يرى أن الملاحظ في حركات ازدهار المسرح في جميع الأزمنة وجميع البلاد أنها كانت نتيجة عوامل ثلاثة:

أولاً - رقي الجمهور الذي يرتاد المسرح

ثانياً - قيمة الكتاب الذين يكتبون للمسرح

ثالثاً - خطر النقاد الذين يذيعون أعمال المسرح

ولا ريب أن (الناقد القديم) يشكر أديبنا الكبير على مساهمته في معالجة هذا الموضوع الدقيق بتحقيق أدبي استنباطي يسرنا أن يكون أكثره متفقاً مع ما نشرته الرسالة في أعدادها الماضية حول هذا الموضوع

ولكنا نخالف الأستاذ الحكيم في قصره إنهاض المسرح على مراعاة العوامل الثلاثة السابقة دون أن يعنى قليلاً أو كثيراً بالعوامل التمثيلية البحث التي هي الأصل - كما هو معروف - في نهضة المسرح وفي تحقيق العوامل التي ذكرها الأستاذ الحكيم وهذه العوامل هي (المسرح) و (الإخراج) و (التمثيل) بمستلزماته المتعددة؛ وهي ما أسميناه في مقالاتنا السابقة (العرض). وقد قلنا في صدده ما نصه: (ولكن قيمة البضاعة هي أهم العوامل في جذب (العميل) بلا مراء. وكلما ازداد احتواؤها على الميزات والخصائص التي يرغبها ويريدها، ازداد إقباله عليها وتشجيعه لها وأنجح الفرق لدينا هي التي تميزت إدارتها بفهم مزاج الجمهور وميوله. ومع ذلك فهناك بدهيات عامة يتفق عليها الجميع دون مراعاتها إنهاض حقيقي للمسرح. . .) الخ

ونخالف الأستاذ كذلك في بعض ما اقترح لإنهاض المسرح من وسائل عملية سريعة فقد قال في صدد (تهذيب النقد الفني): (أما النشر في المجلات فيوزع جزء كبير منه على أصحاب الصحف المجهولة الذين يهددون ويتوعدون ويخشى من لسانهم البذيء. فطريقة الدعاية في الفرقة إذن عتيقة وينبغي أن تستبدل بالنشر في أمهات الصحف اليومية فقط ليلة التمثيل، على أن يعنى بالنقد العالي كوسيلة من وسائل الإعلان. وذلك بأن يتفق مع أربع جرائد يومية كبرى ومجلتين أسبوعيتين أدبيتين كبيرتين على أن يلحق بكل منها أديب كبير معروف يعين بالذات يكتب في كل أسبوع مقالاً أدبياً عن المسرح وتتولى الفرقة دفع أجره من حال الدعاية. بذلك تضمن الفرقة أن ستة كتاب كبار مسموعي الكلمة يكتبون عن أعمالها في ستة صحف كبيرة بمعدل مقدور كل يوم وتلك دعاية واسعة النطاق لا تعدلها دعاية أخرى، دعاية يصل صداها إلى كل الآذان المهذبة. . . الخ)

ونحن لا نحب أن نعلق على هذا الكلام بأكثر من رجائنا الأستاذ الكبير أن يذكر لنا أسماء ستة من كبار الكتاب المعروفين في استطاعتهم التحدث عن المسرح الحديث الذي يسيغه ويسير به جمهور عال ومؤلف نابغة! فإذا فعل كنا لحضرته شاكرين!

(الناقد القديم)