مجلة الرسالة/العدد 230/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 230/البَريدُ الأدَبيّ
الأستاذ زيجفريد وأثر العلوم السياسية في تكوين الأمم
ألقى الأستاذ اندريه زيجفريد الأستاذ بالكوليج دي فرانس ونزيل مصر الآن في كلية الآداب بالجامعة المصرية محاضرة شائقة عن العلوم السياسية وأثرها في تكوين الأمم والحكومات؛ ومن رأي الأستاذ زيجفريد أن العلوم السياسية من العناصر الضرورية لتكوين الحكومات والرأي العام في الأمم الديموقراطية، وأن الأداة الحكومية يجب أن ترتكز على عناصر مثقفة من الناحية السياسية لتستطيع القيام بمهمتها؛ أما رجال السياسة فيرى الأستاذ زيجفريد أنه ليس من الضروري أن يلموا بكثير من التفاصيل الإدارية والفنية ليتولوا مهام القيادة والحكم، وليس من السهل أن يتعلموها، وللسياسي العظيم شخصية ومواهب خاصة تغنيه عن معرفتها. ففي السياسة يجب أن يكون الإنسان شخصاً ما. أما في الإدارة فيجب أن يكون الإنسان شيئاً ما
كان اللورد كيرزون نائب الملك في الهند يقول: إن الحاكم يحكم بشخصيته. بيد أن هنالك فريقاً من الساسة يجمع بين الصفتين أعني المزايا السياسية والمزايا الإدارية، ومن هؤلاء نابوليون وثيير وبسمارك وكافور وموسوليني؛ وهنالك أيضاً بعض الساسة الذين تعوزهم الصفات الإدارية والفنية حكموا بأعظم قسط من النجاح، ومن هؤلاء لويد جورج، وارستيد بريان
على أنه إذا كان الرجل العبقري يستطيع الاستغناء عن هذه التفاصيل فإن الحكومات لا تستطيع الاستغناء عنها؛ وتتفاوت كفاية الحكومات في الحكم بقدر ما تملكه من المزايا الإدارية والفنية؛ والحكومات القوية العظيمة هي التي تتمتع بأعظم قدر من هذه المزايا؛ ودراسة العلوم السياسية هي أول عنصر يمهد للتمتع بها
وبهذه المناسبة نذكر أن الأستاذ زيجفريد، فضلاً عن كونه أستاذاً بالكوليج دي فرانس، عضو بالمجمع العلمي الفرنسي؛ وله عدة كتب هامة في الاقتصاد السياسي والاقتصاد الاجتماعي؛ ومن أشهر كتبه: (الولايات المتحدة اليوم): ' ' (وأمريكا اللاتينية) ' (والأزمة البريطانية في القرن العشرين) وغيرها وهو يعد الآن مؤلفاً من هذا النوع عن مركز فرنسا في البحر الأبيض المتوسط ويعنى أثناء دراسته بمصر بملاحظة أث مدنية البحر الأبيض في وادي النيل
دراسة علمية لتاريخ العراق الحديث
صدر أخيراً كتاب بالإنكليزية عن العراق يعتبر من خير المراجع التي صدرت عن العراق الحديث؛ وعنوان هذا المؤلف الجديد هو: (العراق: دراسة لتطوره السياسي) ومؤلفه مؤرخ ومستشرق أمريكي هو الأستاذ ب. و. إيرلاند والكتاب عبارة عن دراسة سياسية اجتماعية دقيقة لتاريخ العراق وتطوراته الحديثة حتى عصر الاستقلال. ويبدأ المؤلف دراسته منذ ظهور النفوذ البريطاني في العراق لأول مرة، حيث ظهرت جمعية الهند الشرقية البريطانية في القرن الثامن عشر ورأت في العراق مركزاً هاماً للتجارة الهندية، واضطرت للمحافظة على مصالحها التجارية أن تقوم من آن لآخر بحملات بحرية تأديبية ضد عرب السواحل
ويستعرض المؤلف تدخل إنكلترا الحديث في شئون العراق بعد زوال الحكم التركي، ويقول إن الاستعمار الإنكليزي كثيراً ما ينحدر إلى مغامرات وتجارب خاطئة؛ ولكنه كان بعيد النظر حينما استقدم الملك فيصلاً ليتبوأ عرش العراق. وقد كان الملك فيصل في رأي المؤلف من طبقة (المستبدين الأخيار) وكانت جهوده تتجه على العموم إلى خير البلد الذي وضعته الأقدار على عرشه. ثم يقول المؤلف إن مستقبل العراق تحفه بضع الريب المظلمة، ويتوقف بالأخص على ما يبديه الشعب العراقي من جهود حازمة تشبه تلك الجهود الموفقة التي أبداها حتى وصل إلى الاستقلال؛ ويعاني العراق كثيراً من المتاعب الجنسية والطائفية، ومشاكل البدو، وهذه جميعاً تعوق تقدمه؛ ومن ثم فإن الوطنية العراقية يجب أن تتجه إلى ما وراء الاستقلال، وأن تروض نفسها على حمل أعباء الدولة والإدارة السياسية. ويمتاز الكتاب بطابعه العلمي الدقيق وكثرة مراجعه ووثائقه
العلامة كارير الفائز بجائزة نوبل
أشرنا في العدد الماضي إلى الفائزين بجوائز نوبل هذا العام وقلنا نقلاً عن الأنباء البرقية إن الذي فاز بجائزة نوبل للكيمياء هو العلامة النرويجي كارلر؛ ولكنا بمراجعة البريد الألماني الأخير علمنا أن الذي فاز بهذه الجائزة هو العلامة السويسري الدكتور باوو كارير بالاشتراك مع الأستاذ هواث الإنكليزي
وقد منح العلامة كارير هذه الجائزة لمباحثه القيمة عن أنواع الفيتامين، وأثر ألوان النبات فيها. وملخص ترجمته أنه درس الكيمياء دراسة عميقة، ومنذ سنة 1913 وهو يشغل كرسي الكيمياء في جامعة تسيرنج، وفي سنة 1919 عين مديراً للمعهد الكيميائي؛ وفي سنة 1932 حصل الدكتور كارير على جائزة مارسيل بنوا من أجل مباحثه ورسائله عن (هيدرات الفحم) ثم ظهر بعد ذلك بمباحثه عن الفيتامين، ولفتت إليه أنظار الدوائر العلمية الدولية؛ ومن أجلها منحته جامعة برزلاو إجازة الشرف في الطب سنة 1933؛ وله عدة رسائل ومؤلفات في الفيتامين وألوان النبات تعتبر حجة عالمية في بابها
تمثال للثقافة العربية
تألفت لجنة من بعض المستشرقين الإيطاليين والشرقيين المقيمين في إيطاليا للعمل على إقامة تمثال للثقافة العربية، في مكتبة الأمير وزيانة، أسوة بالتماثيل المقامة لعباقرة الأمم الأخرى
وقد بعثت إلينا اللجنة بكتاب تضمن السؤالين التاليين، واللجنة ترجو من المعنيين بالثقافة العربية أن يجيبوا عن هذين السؤالين، وهما
1 - من هو الشخص العربي المبرز في النظم، أو النثر، أو الفلسفة، وتفوق على السلف والخلف، حتى تمثلت فيه الثقافة العربية؟
2 - متى أجمع الرأي على واحد بين الأقدمين، مثلاً، ولم يكن له صورة فهل من المستطاع رفع تمثال له؟ وإذا ما أمكن ذلك، فأي شعار أو رمز يصح أن يمثل الثقافة العربية بكل معانيها؟
والمرجو إرسال الرد على هذين السؤالين إلى سكرتير اللجنة بعنوانه الآتي:
, 6 -
معرض مدرسي لدور العلم الحديثة
أقام المجمع الملكي للمعماريين البريطانيين معرضاً عظيماً في لندن في أكتوبر الماضي (12 - 19) لدور العلم الحديثة جمع فيه صوراً شمسية ونماذج مجسمة لأحدث ما استجد من وسائل التعليم في الممالك الراقية (الولايات المتحدة وإنجلترا وفرنسا وألمانيا وشمال غرب أوربا) وقد عني أكبر العناية بإبراز مستحدثات مدارس التعليم في الهواء الطلق. وكان مما استلفت الأنظار معروضات القسم الفرنسي، ومنها كرة هائلة جداً تمثل الأرض بجميع قاراتها ومحيطاتها وبحارها وجبالها وممالكها وأشهر أنهارها ومدنها. وقد أحيطت هذه الكرة الكبيرة بسلم عظيم دائري يبدأ من القطب الشمالي ويلف حولها حتى ينتهي إلى القطب الجنوبي، بحيث يبدأ التلاميذ زياراتهم ومشاهداتهم من أول الدرج فيرون كل دقائق العالم في جميع أرجائه حتى ينتهوا إلى القطب الشمالي. . . والعجيب أن هذا السلم يتسع لزيارة مدرسة يربي عددها على الأربعمائة من التلاميذ. . . وبعد أن ظل المعرض فاتحاً أبوابه للجماهير أسبوعاً بأكمله اقترحت الحكومة أن ينتقل في سائر أنحاء الجزر البريطانية على أن يلبث أسبوعاً في كل مدينة كبيرة ليستطيع الناس ورجال التعليم أن يلموا بما فيه، وأن يطبقوا ما يرونه ثمة في مدارسهم؛ وسيقضي المعرض في رحلته هذه عامين كاملين حتى ينتهي منها في أكتوبر سنة 1939
تزوير وبراءة
علمت أن مجلة (المكشوف) البيروتية نشرت في أحد أعدادها الأخيرة خطاباً زعمت أني أرسلته إليها ومقالاً عن الأدب المصري نسبته إليّ؛ فأثار ذلك مني دهشة واستنكاراً لأني لم أكتب مطلقاً إلى هذه الصحيفة أي خطاب ولم أرسل إليها أي مقال؛ وما كنت أتصور أن هذه الصحيفة التي عرفت بإمعانها في الطعن في مصر والكتاب المصريين والنيل منهم تذهب في جرأتها إلى حد التزوير عليهم
فإلى أن أتخذ الإجراءات القانونية ضد الصحيفة المذكورة لأدحض هذا التزوير الشائن أعلن على صفحات الرسالة بكل قواي أني لم أرسل إليها في حياتي أية رسالة ولم أنشر فيها حرفاً واحداً
وفي هذا التكذيب الحاسم ما يكفي الآن
محمد عبد الله عنان
كذا. . .! رأى قراء الرسالة الغراء في العدد الماضي هذه الكلمة (كذا) حاشية على كلمتين في بيتين من قصيدتي (وحي جديد)
أما الأولى فعلى كلمة (منغومة) في البيت السادس:
تقسيم موسيقى ... منغومة النبر
وهي هنا (كذا) حقيقة، كما أردتها وكتبتها، لأن (منغومة) نعت لكلمة (موسيقى) وهي مؤنثة، وتكون المعنى هكذا:
في لفتة الجيد ... في خفقة الصدر
تقسيم موسيقى ... منغومة النبر
أما الثانية فعلى كلمة (لي) في البيت الثلاثين:
فهبي لي روحاً ... من رقية الثغر
وهي هنا ليست (كذا) ولكنها غلطة في الكتابة والنقل، وصحتها (له) بدلاً من (لي)
(حلوان)
سيد قطب
(الرسالة): لا تزال (كذا) موضوعة على (منغومة) لأن
الأستاذ الشاعر أعربها ولكنه لم يذكر في أي استعمال عربي
أو في أي قاموس لغوي وجدها
لازلو مصور الملوك
نعت أنباء لندن الأخيرة فيليب دي لازلو المصور المجري الشهير الملقب بمصور الملوك لأنه قام بتصوير جميع ملوك العالم المعاصرين؛ ويعتبر لازلو من أعظم مصوري العصر الحديث، وقد ظهر نبوغه منذ أوائل هذا القرن بصورة بارزة؛ ومنذ سنة 1914 انتقل لازلو إلى لندن وعاش فيها وتجنس بالجنسية الإنكليزية؛ ومما يذكر أنه قدم إلى مصر منذ أعوام؛ وعمل صورة رسمية للمرحوم الملك فؤاد الأول، وصورتين لصاحب السمو الملكي الأمير فاروق ولي العهد يومئذ، فحازت هذه الصور أعظم إعجاب وتقدير
ويعتبر لازلو أستاذاً لمدرسة التصوير المجرية الحديثة، وله عدة مجموعات بديعة تزين متاحف التصوير الحديث في معظم العواصم الأوربية، هذا عدا ما يزين منها قصور أوربا الملوكية
لمناسبة العيد المئوي لبوشكين
نذكر أن روسيا احتفلت منذ بضعة أشهر بالعيد المئوي لوفاة شاعرها الأكبر بوشكين؛ وقد نشرت بعض الصحف الأدبية أخيراً أرقاماً مدهشة عما بيع في روسيا بهذه المناسبة من كتب بوشكين وآثاره. ويقال إن ما بيع من آثار بوشكين والكتب المتعلقة بحياته وشعره بلغ ثمانية ملايين نسخة، وذلك كله مما قامت بطبعه مكتبة الدولة؛ وبيعت مقادير وافرة من مجموعات آثار بوشكين، وترجمت إلى جميع اللغات الذائعة في روسيا مثل الأوكرانية والأرمينية والتترية؛ وقد أخرج شريط مصور (فلم) عن شباب بوشكين، وتخرج الآن أشرطة أخرى عن حياته وعن موته المؤسي
سيرانو دي برجراك للسينما
أحب المخرج الإنجليزي المعروف (مستر كوردا) أن يخرج شريطاً لرواية الشاعر المشهورة، ولكنه لم ترقه التراجم الإنجليزية لهذه الرواية، فاقترح ترجمة جديدة اشترط أن تكون حرفية تنعدم فيها شخصية المترجم؛ فقدمها إليه الكاتب الكبير همبرت ولف بعد ثلاثة أسابيع من إعلان الاقتراح. . . ولسنا ندري ماذا صنع المترجم في هذه الأيام القليلة، ولا كيف جاءت ترجمته، ولا ماذا صنع بالمقطوعات الشعرية المنتثرة في رواية إدمون روستان. . .؟! ترى هل استعان بالشياطين في نقلها إلى النظم الإنجليزي؟ سنرى حين تصل الترجمة إلى مصر