مجلة الرسالة/العدد 148/مواجع شاعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 148/مَواجِعُ شَاعر

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 05 - 1936



(مهداة إلى رفيقي الأستاذ أنور العطار)

للأستاذ زكي المحاسني

إن أشعارك المآتم فيها=كل بيت بصيب الدمع يشرق

إن حياة صفت فأنتَ مُوَفَّقْ ... تترك الحزن والبكاء وَتَعْشَق

والشكاة التي تدوم ملالٌ ... رُبَّ قَلْبٍ لا يَشْتَكي يَتَمَزَّقْ

هل حلفتَ اليمين أنك في النَّوْ ... حِ ستغدو مثل الحمام المُطَوَّقَ

إِنَّ أشعارك المآتمُ فيها ... كل بيتٍ بِصَيِّبِ الدَّمْعِ يَشْرَق

أنا أدري بسرِّ نفسك في الهَ ... مِّ وعندي لك الدوَاءٌ المُفَوَّقْ

أُقْتُلِ الهَمَّ بالسلوِّ لتحيا ... خالص النفس كالذي اليوم يُخلَق

واهدم البيت واتَّرِكْهُ يباباً ... في يَدِ الرِّيحِ عنده البوم يَنْعق

وَابْنِ في نَفْسِكَ الجديدة بَيْتاً ... بالأمانيِّ والسرور تَزَوَّقْ

كيف تَحْنُو على الذي ليس يَحْنو ... وَيَناَمُ الدُّجى وأنت مُؤرَّقْ

الهَوَى بالبَدِيلِ. وهو شقاءٌ ... إِنْ عَلِقْناَ الذي بنا ما تَعَلَّقْ

يا حبيبي يا من فديتك أَبْصِرْ ... ني مَلِيًّا وفي فؤادي تَعَمَّقْ

رُبما قد شَمَمْتُ زهرك في عُنْ ... فٍ ويا ليتني بهِ أتَرَفَّقْ

أنتَ نَغَّصْتَ بالفتون حياتي ... فإذا لاَحَ لِي جَماَلُكَ أشْهَقْ

كم تَأَمَّلْتُ في بَهاَئِكَ ... حتى ضِعْتَ عني وكادتِ العينُ تَزْهَق

يا رفيقي الذي ألومك إنيِّ ... في شجوني بلوم نفسيَ أَخْلَق

فيمَ لا أستطيعُ أَكْتبُ شعراً ... عن دماءٍ في مطلب الحقِّ تُهْرَق

أنا طَيْرٌ خلقتُ في القَفَصِ الحُلْ ... وِ وموتي يجيئني حين أُطْلَق

لِي عذابٌ متى تفكرت فيه ... صار دمعي في مقلتي يَتَرَقْرَقْ

إنْ أتاحَ الزمانُ تَغْييرَ حالي ... سِرْتُ مِنْ هِمّةِ الزمان بفَيْلَقْ

وتعاليتُ في عظيم المعالي ... مثل نسرٍ في قُبَّةِ الجوِّ حَلق دُونَكَ الوَجْد فابكِ ما اسطعتَ شعراً ... فَصِفاتُ الأزهارِ أن تَتَفَتقْ

يُشْبهُ الشَّاعِرُ البَخُورَ فلا يّنْ ... شُرُ طِيباً حتى على النارٍ يُحْرَقْ