ضحك البرق فأبكاني دما
المظهر
(حولت الصفحة من ضحك البرق فأبكاني دماً)
ضحك البرق فأبكاني دماً
ضحك البرق فأبكاني دماً
وجرى دمعي له وانسجَمَا
وأهاخَ الوجد في إيماضه
كبداً حرّى وقلباً مغرما
من سناً لاح ومن برق أضا
ما بكى الوامق إلاّ ابتسما
فكأنَّ البرق في جنح الدجى
ألبسَ الظلماء برداً معلما
باح في الحبّ بأسرار الهوى
وأبى سرُّ الهوى أنْ يكتما
يا أخلاّئي وهلْ من وقفةٍ
بعدكم بالجزع من ذاك الحمى
أنشدُ الدار التي كنتم بها
ناشداً أطلالها والأرسما
يا دياراً بالغضا أعهدها
مَرْبَضَ الأسْدِ ومحراب الدمى
سوَّلتْ للدمع أن يجري بها
وقضت للوجد أنْ يضطرما
كان عهدي بظباء المنحنى
تصرعُ الظبيةُ فيه الضيغما
وبنفسي بين أسراب المها
ظالمٌ لم يَعْفُ عمَّن ظلما
إنَّ في أحداق هاتيك الظبا
صحةً تورث جسمي سقما
ومليح بابليٍّ طرفه
ساحرِ المقلة معسول اللمى
حرّم الله دمي وهو يرى
أنَّه حلَّ له ما حرما
أشتهي عذبَ ثناياه التي
جرعتني في هواه العلقما
وصلت أيامه وانقرَضَت
أفكانت ليت شعري حلما
علِّلاني بعسى أو ربّما
فعسى تغني عسى أو ربّما
حار حكم الحب في الحبّ فما
أنصَفَ المظلومَ ممن ظلما
ليتَه يعدل في الحكم بنا
عدل داود إذا ما حكما
أيَّد الله به الدين امرؤ
كان للدين به مُستَعْصَما
بلغ الرشد كمالاً وحجى
قبل أنْ يبلغ فيها الحملا
ومباني المجد في أفعاله
قد بناهنّ البناءَ المحكما
ناشئ في طاعة الله فتىً
لم يزل برَّاً رؤوفاً منعما
قد علا بالفضل فيمن قد علا
وسما بالعلم فيمن قد سما
كم وكم فيمن تولّى أمْرَه
أعين قرَّتْ وأنف أرغما
رجل لو ملك الدنيا لما
تركت أيديه شخصاً معدما
فإذا جاد فما وبل الحيا
وإذا جادل خصماً أفحما
بسطتْ أيديه بالجود فما
تركت مما اقتناه درهما
أظهر الحقَّ بياناً وجلا
من ظلام الشك ليلاً مظلما
سيّد من هاشم إذ ينتمي
لرسول الله أعلى منتمى
واعظٌ إنْ وعظ الناس اهتدت
لسبيل الرشد من بعد العمى
كلّما ألقى إلينا كلِماً
لفظت من فيه كانت حِكما
قوله الفصل وفي أحكامه
ما يريك الحكم أمراً مبرما
إنْ قضى بالدين أمراً ومضى
أذعنَ لأبي به واستسلما
يحسم الداء من الجهل وكم
حسم الجهل به فانحما
نجم العلم به إذ نجما
ونمى الفضل به منذ نمى
وبدين الله في أقرابه
لم أجدُ أثْبَتَ منه قدما
يدفع الباطل بالحق الذي
يُفلقُ الهامَ ويبري القمما
ووواكتفى بالسمر عن بيض الظبا
أغْمدَ السيف وأجرى القلما
وجدَ الفضل به مفتتحاً
لا أرى في فقده مختتما
علماء الدّين أعلام الهدى
كلُّ فرد كان منهم
إنّما انت لعمري واحد
ما رأينا لك فينا توأما
أنتَ أندى الناس إنْ تثرى ندى
يا غماماً سَحَّ يا بحراً طمى
إنَّ أيامَك أعيادُ المنى
حيث كانت للأماني موسما
سيّدي أنتَ وها أنت لنا الـ
ـعروة الوثقى التي لن تفصما
كلُّ فرد كان منهم علما
فتَقَّبلْ فيك ما قد نظما
ذاكراً من أنعم الله لكم
بنعماً تسدي إلينا النعما